مباشر

عاجل

راديو اينوما

لقاء الفاتيكان ليس موجها ضد اي طرف بل يهدف الى الحفاظ على لبنان الرسالة والتعايش

01-07-2021

محليات

None

 أكد راعي ابرشية سيدة لبنان للموارنة في باريس الزائر الرسولي على موارنة اوروبا المطران مارون ناصر الجميل لـ "الوكالة الوطنية للاعلام"، أن "لقاء التأمل والصلاة من اجل لبنان الذي يعقد اليوم في الفاتيكان بين البابا فرنسيس وبطاركة الشرق ليس موجها ضد أي طرف، لا ضد المسلمين ولا ضد غير المسلمين، بل هو لقاء يهدف إلى الحفاظ على لبنان الرسالة والتعايش ومساعدته على الخروج من أزمته"، مؤكدا "دور كل ابرشيات الانتشار في مساعدة اللبنانيين لتخطي هذه المرحلة الصعبة".

 

وأشار إلى أن "أبرشية باريس المستحدثة تأسست في العام 2012 عندما وافق البابا بنديكتوس السادس عشر على تأسيسها بعد جهود جبارة، بسبب وجود عدد كبير من المؤمنين في باريس ومدن فرنسية واوروبية اساسية، وعلى الرغم من وجود عدد من ابرشيات اللاتين الكاثوليك، وذلك بسبب اختلاف الليتورجيا بين الكنيستين، ليصبح مطران الموارنة في باريس بعد سنوات قليلة شريكا ومشاركا في اجتماعات الأساقفة الفرنسيين كأي مطران فرنسي"، لافتا الى ان "كل ذلك بعد موافقة السلطات الفرنسية الدينية وبمساعدة كاردينال باريس أندريه 23 والمسؤول عن الكنائس الشرقية فيها كلود بريسوليت الذي رأى أن تزايد عدد الموارنة في باريس وانتشارهم في كل فرنسا وديناميكيتهم يتطلب مسؤولا عنهم، أي أبرشية، وخصوصا أن على الكنيسة اللاتينية ان تتعاون مع الكنائس الكاثوليكية الأخرى الموجودة داخل نطاقها الجغرافي وأن تحافظ على وجودها و نموها الطقسي والروحي والبشري".

 

وقال:"انشئت الابرشية في 21 تموز 2012 واختاروني لأكون أول مطران عليها فبدأت العمل تحت عنوان جذب المؤمنين للكنيسةمن جهة، وإعادتهم الى جذورهم الشرقية من جهة أخرى والمحافظة عليهم، اضافة إلى ضرورة أن يكون للموارنة كنائس خاصة بهم للقيام بالقداديس والاحتفالات، بعدما كانوا يقومون بإستئجار الكنائس لذلك، وهو ما يقضي على الرعايا وثباتها على المدى البعيد".

 

 

وعن دور الابرشية في هذه المرحلة قال:" نجحنا في بناء علاقة وثيقة مع المؤمنين، ومازلنا نبذل جهودا لتقريبهم من الكنيسة رغم كل الصعوبات والاغراءات ، وخصوصا أن الكنائس اللاتينية موجودة كبديل وكل هدفنا هو ضمان استمرارية الابرشية مع الأجيال المقبلة".

 

 

وتابع:"اما بالنسبة للشباب اللبنانيين الذين غادروا إلى فرنسا للعلم فالابرشية تركز عليهم بشكل كبير وتعمل كفريق عمل متكامل متجانس من أجلهم، وهم يتجاوبون بنسبة معقولة خصوصا منهم من كان على علاقة بالكنيسة في لبنان".

 

 

واعلن ان "المشكلة ليست معهم، بل مع اولادهم ومع الزواج المختلط الذي قد يختارونه، لذلك تقوم الابرشية بتأسيسهم وتركيز ارتباطهم بها وبالوطن، مما يضمن الاستمرارية من جهة ويساهم في إيجاد كهنة بين لبنانيي فرنسا ، وهو ما يجعل الكنيسة اللبنانية في فرنسا بألف خير، فلبنان ما زال رغم كل شيء الجبل الملهم لكل الانتشار وهذا غير كاف. نعمل بالتعاون مع رعايا الدول وكنائسها على خلق تزاوج مع لبنان لإيجاد ليتورجيا أنطاكية موحدة لمسيحيي الشرق كافة، ليس للموارنة فقط، وهذا أكثر من مهم للجميع".

 

وأكد الجميل، ردا على سؤال عن السينودس الأخير في بكركي، انه "تجمع سنوي لأساقفة الكنيسة لحل المشاكل بشكل مشترك، لان الكنيسة لا تحيا إلا مجمعيا، وعلى هذا الأساس كانت مناسبة للتفكير بهموم الكنيسة وأبنائها، وخصوصا اننا أصبحنا ككل الكنائس الشرقية كنيسة عالمية"، واشار الى اننا "ركزنا هذه السنة على الهموم الوطنية ، لان لبنان بات يمر بخط احمر كبير يتعلق بوجوده واستمراريته. فنحن متفقون في لبنان على الماضي لكننا مختلفين على الحاضر والمستقبل، بالاضافة إلى غياب القرار الوطني عن الدولة".

 

وتابع:" صحيح أن موارنة الانتشار لا يعيشون الضغط الالغائي والهم الوجودي كما في لبنان، لكنهم يشعرون به ويفتشون عن حلول معقولة، من هنا بدأت الابرشيات في الخارج بتنفيذ مشاريع محددة لمنع الجوع وتأمين الحليب للأطفال وهو همنا الأساسي اليوم في كل الابرشيات وتحديدا في فرنسا. مقابل ذلك، إن الأجواء في لبنان لا تساعدنا ابدا حيث تظهر الزحمة في المطاعم والمسابح والاحتفالات الباذخة والتي تمنع الاجانب الى حد كبير من مساعدتنا، لذلك فالمطلوب من الأغنياء والميسورين في لبنان أن يتضامنوا مع اخوتهم الفقراء في هذه الظروف الصعبة".

 

وفي ما يتعلق بلقاء "التأمل والصلاة من أجل لبنان" الذي يعقد في الفاتيكان اليوم بين قداسة البابا ورجال الدين المسيحيين قال:"ليست المرة الأولى التي تحصل فيها مثل هذه اللقاءات بين قداسة البابا ورؤساء الكنائس في الشرق، ففي بعض الأوقات تكون هذه اللقاءات علنية وفي أوقات أخرى تكون غير معلنة، لكن الكنيسة تبقى في كل الأوقات خلية نحل تعمل بكل مؤسساتها وعلى كل المستويات. وما يحصل اليوم نتيجة لتحرك بطريرك الارمن الارثوذكس في انطلياس الذي طرح الفكرة، فتلقفها قداسة البابا ودعا رجال الدين المسيحيين الى عقد ثلاثة لقاءات في يوم واحد، ففي اللقاء الأول يستقبل البابا رجال الدين ويطرح الموضوع، في اللقاء الثاني يلقي البطريرك بشارة الراعي كلمته ويختتم النهار بلقاء جماعي. أما بالنسبة إلى النتائج، فالنتيجة الأولى هي عقد لقاء كاثوليكي - أرثوذكسي مع رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم لمعالجة وضع لبنان وليس وضع كنيسة لبنان وهذا بحد ذاته انجاز، اما النتيجة الأهم فتكمن في اظهار أن القوة ليست دائما جسدية أو عسكرية ، والحبر الاعظم على تواصل ديبلوماسي مع كل زعماء العالم".

 

 

واعلن ان "هناك أمورا دولية تتطلب رأي الكنيسة الكاثوليكية ، ومنها مثلا القدس التي تعتبر مدينة للجميع ولها رمزيتها،كذلك لبنان الذي يعتبر رمزا بعدما قال عنه البابا القديس انه رسالة. من هنا فإن الفاتيكان لن يسمح بخسارة هذه الرسالة وسيعمل مع الجميع للحفاظ عليها وعلى وجودها المستمر على الرغم من كل الخلافات القائمة بين أبنائها".

 

 

وتابع مؤكدا ان "الاجتماع المسيحي المنعقد في الفاتيكان اليوم ليس موجها ضد أي طرف ، لا ضد المسلمين ولا ضد غيرهم فالمنطق المسيحي يتجسد بالانفتاح على الجميع، لذلك لا بد من تقدير الخطوة التي قام بها بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي عندما زار المرجعيات الاسلامية لتوضيح هذا الأمر، وكنت اتمنى ان يشاركه الباقون هذه الخطوة علنا نصل إلى عقد قمة مسيحية نؤكد من خلالها للعالم أن المشكلة في لبنان ليست مشكلة دينية. ففي لبنان حضارة مسيحية وحضارة إسلامية وقد بنينا معا نموذجا راقيا للعالم".

 

 

أضاف: "أما اليوم فالمطلوب مساعدتنا للمحافظة على هذا النموذج وليس القضاء عليه، لان ما تقومون به يقضي على بلد التعايش والرسالة واذا قضيتم علينا تقضون على اهم تراث. إلى ذلك فإنكم لن تنجوا وسينتقل الصراع اليكم لان لديكم نزاعات ناتجة عن وجود عناصر غير متجانسة ، فإذا قضيتم على لبنان تحضرون لصراعات داخلية عندكم".

 

 

وفي الختام شدد الجميل على "أهمية وسائل الإعلام ودورها في هذه المرحلة الصعبة ،لجهة الإضاءة على دور رجال الدين الإيجابي لمساعدة الناس أو لجهة دورها الوطني لإخراج لبنان من محنته الصعبة. وتوجه إلى اللبنانيين المنتشرين في العالم وخصوصا في فرنسا وأوروبا حيث تشكل ابرشية باريس مرجعية أساسية لهم، ودعاهم الى ان يحملوا رسالة الكنيسة ولبنان بكل مسؤولية ويعملوا كجماعة على مساعدة الوطن وانقاذه من معاناته".

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.