18-06-2021
محليات
كل الإجراءات والقرارات توحي بأن البلاد باتت على قاب قوسين أو أدنى من رفع الدعم وإنْ اتخذ تسميات أخرى، وما تصريح وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر إلا خير دليل على ما تحمله الأيام المقبلة، اذ بحال تم القبول باقتراح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة باحتساب المحروقات وتحديدا البنزين على سعر 3900 ليرة، فهذا يعني أن الصفيحة سيصبح سعرها حوالى 60 ألف ليرة، وهو الأمر الذي ليس ببعيد، فسلامة أبلغ غجر بأن الاعتمادات التي وقعها هذا الأسبوع ستكون الأخيرة، وهي تكفي لمدة 3 أسابيع كحد أقصى.
في هذه الأثناء، كان المجتمع الدولي يبعث برسالة واضحة الى لبنان بأن لا مساعدات قبل الإصلاح وتشكيل حكومة، وما سيرسله من مساعدات مادية وعينية على اثر المؤتمر الدولي برعاية فرنسا لدعم الجيش، سيتم تسليمها للمؤسسة العسكرية دون سواها، في رسالة عدم ثقة جديدة تجاه لبنان.
تزامناً، خفتت حدة البيانات التي استعرت بين قصر بعبدا وعين التينة بعد دخول حزب الله على خط التهدئة خشية ان تذهب الأمور بعيداً بين حليفيه، وهنا يطرح السؤال عن فرص نجاح اعادة لملمة الوضع ووصل ما انقطع والافراج عن الحكومة التي باتت تشكل مدخلاً وحيداً للحل.
الجواب على هذا السؤال لخصه عضو كتلة التنمية والتحرير محمد خواجة بالقول إن "الرئيس نبيه بري أعلن ان مبادرته مستمرة، وهو يأمل ان تتغيّر الظروف لإعطاء اللبنانيين بعض الأمل، لأن الإعلان عن سحب يده من الموضوع ستؤول بالأمور الى أسوأ مما هي عليه، لذلك يحرص دائما على ان يبقى هناك تفاؤل بالحل، علّ المعنيين بتشكيل الحكومة يحل في رؤوسهم عقل الرحمن ويدعوا مصالحهم الخاصة جانباً والذهاب الى تشكيل حكومة مشهود لوزرائها بالخبرة والكفاءة ونظافة الكف، حكومة تكون بالحد الأدنى مختلفة كلياً عن الحكومات السابقة، والأهم من كل ذلك أن تكون متجانسة وعلى استعداد للعمل ليل نهار للتعويض على اللبنانيين ما فاتهم طيلة السنوات الماضية".
خواجة وفي حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية سأل: "كيف يمكن يمكن لبلد يمر بوضع صعب كلبنان أن يبقى بلا حكومة؟ وما الغاية من هذا الموضوع؟ وهل المعترضون على التشكيل يسمعون أنين الناس وصراخهم ووقوفهم طوابير أمام محطات المحروقات وأمام الصيدليات والمستشفيات وفي السوبرماركت؟"، مستطردا: "السؤال المركزي هو لماذا لا تتشكل الحكومة والتي تعتبر مفتاح الحلول لكل الأزمات؟".
من جهة ثانية، استبعد عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار حصول خرقِ ما يؤدي الى تغيير الصورة والذهاب الى تشكيل حكومة "لأن الأمور ما زالت مقفلة".
الحجار رأى في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية ان "بيان رئاسة الجمهورية واضح جدا، وكما قال الرئيس بري بأن الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل لا يريدان سعد الحريري، انما حكومة طيّعة ليتمكنوا من السيطرة عليها ومن تعطيلها ساعة يشاؤون".
وعن الموقف المرتقب للحريري، قال الحجار: "لطالما اعلن بري استمرار المبادرة فالحريري يريد اعطاء فرصة لها على أمل تغيّر المواقف".
في هذا السياق ايضا، كشف عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنيس نصار ان "لا انفراجات توحي بتطور الملف الحكومي ايجابا"، مشيرا الى "وجود ضغط خارجي كبير مقابل تراخ داخلي بشأن التأليف. لكن على من تقرع مزاميرك يا داوود؟".
على صعيد اخر، وفي ما يتعلّق بالبطاقة التمويلية وامكانية اقرارها في مجلس النواب، كشف نصار في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية عن دفع مبلغ 15 مليار دولار في السنة الماضية لدعم المحروقات والقمح والطحين والدواء والتي تُهرّب بغالبيتها الى خارج لبنان، مضيفا "لا بد من إقرار البطاقة التمويلية باعتبارها الحل الأمثل" حاليا، مبديا في الوقت نفسه خشيته من "توزيع البطاقة بطريقة استنسابية وادخالها في بازار المحاصصة والزبائنية"، مشددا على توزيعها بطريقة صحيحة.
وفي السياق ايضا، كشف النائب خواجة ان "مشروع البطاقة أخذ حيزاً كبيراً من النقاش، والموضوع جدي، وبري يستعجل الانتهاء من مناقشته وقد اعطى مهلة اسبوع للانتهاء منه"، مشيرًا الى "مشروعين مقدمين في هذا الصدد أحدهما من تكتل الجمهورية القوية واخر من تكتل لبنان القوي"، متوقعا ان يكون "المشروع يوم الاربعاء المقبل على جدول أعمال اللجان المشتركة، وإذا تم إقراره فيها يسلك طريقه الى جلسة الهيئة العامة لمناقشته وإقراره".
أبرز الأخبار