12-06-2021
محليات
ريتا مقدسي
<p>محررة في اينوما</p>
يتكرر مشهد الذل يومياً أمام محطات الوقود بحيث تصطف طوابير السيارات لملء خزاناتها بمادة البنزين الأمر الذي سبب ازدحاما خانقاً على طرقات لبنان وحوّله في اليومين الماضيين إلى موقف للسيارات علماً أن أصحاب المحطات والعاملين فيها يمتنعون عن تزويدهم بأكثر من 20-30 ألف ليرة.
هذه الظاهرة لم تعد الأولى من نوعها، بل أصبحت عادة وروتين يومي عند اللبنانيين بسبب الشح في تسليم مادتي البنزين والمازوت وعدم الموافقة على فتح الاعتمادات لبواخر الطاقة من قبل مصرف لبنان لكي تتمكن من تفريغ حمولتها.
ورغم التطمينات والدعوات إلى المواطنين من قبل عضو نقابة المحطات جورج البراكس بعدم التهافت وإذلال أنفسهم في أرتال أمام محطات الوقود، مؤكداً أن لا انقطاع لمادتي البنزين والمازوت مثمناً في الوقت عينه البيان الصادر عن مصرف لبنان يوم أمس والذي التزم فيه التوقيع على موافقات الاعتمادات للشركات المستوردة للمحروقات، وان هذا القرار سيأخذ الازمة الى مسار الحل، لكن اللبناني سئم الوعود الزائفة واصبح نمط حياته مبني على مقولة "هناك داعي للهلع".
حكومياً، المراوحة سيدة الموقف ولا تقدم ملموس في هذا الملف لا بل المشهد يزداد ضبابية في ظل التعنت الحاصل بين أصحاب القرار، ومسلسل تقاذف المسؤوليات مستمر ودليل البراءة "اللهم أشهد أني بلغت".
فالدولار يواصل صعوده الجنوني والغلاء الفاحش يتفاقم والقطاع الصحي ينازع والبلد ينهار والمنظومة الحاكمة بكل أركانها لا يرف لها جفن وكل جهة تلقي المسؤولية على الجهة الاخرى لتبرئة نفسها من الوضع المتأزم، إذ يريدون تبييضة صفحتهم وتغطية نواياهم الحقيقية المتمثلة بالمكاسب والمصالح السياسية والتي تتغلب على مصالح الشعب.
المواطن يطلق الصرخة يومياً، ولكن يبقى السؤال الأهم: هل من يسمع؟
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار