28-05-2021
محليات
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أوصى فيها اللبنانيين بالقول: "اتقوا الله في ما تقولون وتفعلون وكيف أنتم ولمن وأين أنتم من قضايا الناس والمعذبين، لأن عبادة الله عشرة أعشار، تسعة منها لقضايا الناس، والموعد القيامة (يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار). وهو ما ينبغي أن يشكل إطارا لمواقفنا في حياتنا الخاصة والعامة، سيما أن بلدنا يهوي عموديا وأفقيا، وملامحه تظهر أن الآتي نسأل الله ألا يكون أعظم، في خضم حصار دولي إقليمي خطير".
وأكد المفتي قبلان أن "المطلوب هو شراكة موقف، وشراكة وعي، وشراكة إمكانيات، وشراكة أطر لإنقاذ هذا البلد؛ والانتخابات النيابية وإن لم تكن مفصلا تاريخيا إلا أنها على هذا الطريق، والمسؤولية الوطنية الأخلاقية تمر بانتخاب العدل والحقوق العامة وضمان الناس وحماية حقوقهم الاجتماعية والسياسية والأخلاقية والمعيشية والاقتصادية بلا فرق بين مواطن ومواطن، بين مسلم ومسيحي، كما عودونا، لأن العدل عدل والحق حق، ببعد النظر عن دين الناس وطوائفهم، والمعيار كرامة الله التي أرادها {ولقد كرمنا بني آدم}، لم يذكر دين ابن آدم، أو طائفته، أو مذهبه. وها نحن الآن في منطقة سوداوية للغاية، وبداية الخيط الأبيض تبدأ بمبادرة إنقاذية بتشكيل حكومة طوارئ، وحتما اليوم تشكل مبادرة الرئيس بري عرضا وطنيا لبداية إنقاذ وطني، والبلد بأمس الحاجة لها، والمطلوب اعتمادها، لأنها خشبة الخلاص الوحيدة الآن".
وتوجه قبلان الى السياسيين بالقول: "ارحموا هذا البلد وناسه، لأنه إذا ضاع الناس ضاعت السلطة، ضاع العيش المشترك، ضاع السلم الأهلي، ولن يبقى للفاسد قصر ولا ملاذ ولا مصر، وإن كان لا بد من موقف بخصوص حكومة تصريف الأعمال، أقول: لا شك أنني ممن يقر بمظلومية هذه الحكومة، لكن أقل الإيمان محاولة إطفاء النيران التي تأكل الناس والعملة اللبنانية والتي حولت الأسواق إلى مغارة علي بابا، وتعاملت مع الناس حطبا ومنجم أرباح. والناس تساق اليوم للموت والبؤس، وسط بيئة يتآكلها الجوع والبطالة والجريمة والفلتان وذئاب المصالح، دون رأفة أو رحمة أو موقف حازم من بقية السلطة وإمكانياتها، والمطلوب حماية هيبة الدولة حتى لا يتحول لبنان فريسة الفوضى والفقر والفلتان".
أما إقليميا، فقد اعتبر المفتي الجعفري أن "انتصار غزة أكد التحولات الكبيرة، والانتخابات السورية انتصار مهم للغاية على طريق استعادة قوة سوريا المحلية والإقليمية، فيما انتخابات طهران تشكل مركز قوة المنطقة، وأي تسوية مهمة في اليمن تعني فتح باب كبير على التسويات، وكذلك العراق وحشده الشعبي ضرورة سيادية ماسة لحماية العراق الدولة والمؤسسات والسيادة، بعيدا عن لعبة المشغل الدولي لداعش ولمقامري الأوطان".
وختم: "نعم، تبقى العين على لبنان لأن بقاء لبنان وحماية وجوده هو ثمرة جهود معادلة جيش وشعب ومقاومة استعادت لبنان".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار