14-05-2021
تقارير
ريتا مقدسي
<p>محررة في اينوما</p>
يقول الوزير السابق سجعان قزي في اتصال هاتفي أجراه معه موقع "إينوما" إن "فرنسا لم تتخذ المواقف الحادة إلا بعد مرور ثمانية أشهر على مبادرة الرئيس ماكرون من دون اتفاق القيادات اللبنانية على تأليف حكومة رغم كل الجهود التي بذلتها باريس: فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زار لبنان مرتين واجتمع مع مختلف الشخصيات السياسية ومجموعات من المجتمع المدني. ثم أرسل موفدين وصولًا إلى مجيء وزير خارجيتة لو دريان. ورغم ذلك لم تتجاوب الطبقة السياسية مع المبادرة الفرنسية وعرقلت تشكيل الحكومة".
ويضيف قزي: "لا بد هنا من الإشارة إلى أن الإدارة الفرنسية عدّلت من جهتها مع الأسف بعض بنود مبادرتها لمصلحة "الثنائي الشيعي"، وهذا بحد ذاته كان مصدر تعثر للمبادرة". ويتابع قزي لموقعنا: "لكن ذلك لا يلغي أن فرنسا تهتم بمصلحة لبنان أكثر من أي دولة أخرى. فلا ننسى أن فرنسا وقفت إلى جانبه وساندته من خلال إقامة مؤتمرات "باريس 1 و 2 و3 ثم مؤتمر "سيدر" لإنقاذ لبنان من محنته المالية والاقتصاديّة. لذلك من حق باريس أن تشعر بخيبة أمل من عدم تجاوب الطبقة السياسية معها".
ويرى قزي في حديثه لموقع "إينوما" أن "فرنسا بالمقابل لا تستطيع الرهان على المجتمع المدني فقط ليكون بديلاً عن الطبقة السياسية، لأن مجموعات هذا المجتمع لم تثبت قدرتها على قيادة الثورة، ولا على الاتفاق في ما بينها، ولا على طرح مشروع موحَّد، كما أن غالبيةَ المجموعات التي التقاها الوزير لو دريان في السفارة أثناء زيارته بيروت، لا تمثل القوى الأساسيّة للحراك الشعبي خصوصًا أن هذه المجموعات تأتي من اليسار العقائدي ولا تطرح القضايا الوطنية وتكتفي بموضوع مكافحة الفساد". وأضاف قزي: "من المفيد أن يحصل "خَلْطة" بين عناصر ناجحة من المجتمع المدني وشخصيات وطنية لها تجربة في الحياة العامّة. بتعبير آخر، يجب تشكيل مجموعة انتقاليّة غير متورطة بقضايا الفساد والعمالة والارتهان للخارج وقادرة على المشاركة في عملية إنقاذ لبنان".
ويشير قزي إلى أن "السفيرة الفرنسية آن غرييو قامت بزيارة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بناء على طلب الوزير لو دريان وأكدت له تمسك فرنسا بسيادة لبنان واستقلاله وبالعلاقة المميزة مع البطريركية المارونية."
وعن جهودٍ مرتقبة للبطريرك الراعي في ما يتعلق بتأليف الحكومة، يكشف قزي أن "البطريرك لم يتوقف يومًا عن بذل الجهود لدفع المعنيّين على تشكيل حكومة مؤلفة من اختصاصيّين ومن نخب قادرة على إنقاذ البلد من خلال معرفتها وتجربتها وتمتعها بالحس الوطني وباستقلاليتها عن الأحزاب السياسية. ولقد ذهب غبطة البطريرك في مساعيه أبعد مما يفترض لكنه فعل ذلك من أجل اللبنانيّين".
وردًّا على سؤال يقول قزي لموقعنا: "ليس البطريرك الراعي من يقوم بتأليف حكومة. رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يؤلفّانها والمجلس النيابي يعطيها الثقة أو يحجبها عنها. لكن البطريرك يتلقى الكثير من الاتصالات تطالبه بمواصلة مساعيه وحثّ القيادات اللبنانية على حسم موضوع الحكومة".
وحول ما يتردد من أن الرئيس الحريري يعتزم الاعتذار، يرى قزي " أنه كان الأجدى بالرئيس المكلّف سعد الحريري أن يعتذر بعد شهر أو شهرين من تكليفه لا اليوم وقد مرت 9 أشهر. اعتذاره اليوم يزعزع الاستقرار ويضع موضوع الحكومة في المجهول".
وعن عدم زيارة لودريان الصرح البطريركي، يقول قزي: "البطريرك الراعي لم يبد شخصيّا انزعاجًا من ذلك. وهو أصلًا لا يطلب زيارات مع أنَّ أبواب الصرح مفتوحة. في كل الأحوال الموضوع أصبح وراءنا".
وفيما يتعلق بحياد لبنان الناشط مع ما يجري اليوم في فلسطين المحتلة، يقول قزي: " بغض النظر عن الحياد أو الانحياز أو الالتزام تجاه ما يحصل، نحن ملتزمون بمبدأ حقوق الإنسان وبحق الشعب الفلسطيني تحديدًا، ولا يسعنا إلا أن نبدي استنكارنا للوضع المتردي في غزة وعدد من المدن الفلسطينية". ودعا قزي إلى "إنهاء سريع للعنف والجلوس إلى طاولة لاستكمال مفاوضات السلام".
وردًا على سؤال حول امتناع حزب الله عن فتح جبهة الجنوب اللبناني، قال قزي: حتى الآن لم يبد حزب الله نية للتورط عسكريًّا بالأحداث التي تحصل بين إسرائيل والفلسطينيين. وهذا أمر جيد. ولكن لا نستطيع أن نقيّم موقفه النهائي قبل انتهاء نهاية المعركة. وأتمنى على حزب الله أن يحافظ على السلام في الجنوب حتى ولو طالت الحرب بين إسرائيل وحماس، ولا يورّط البلد في حروب جديدة."
أخبار ذات صلة
لكل مقام مقال
لا المقاومةُ نَصَرتْه ولا أنصَفه السلامُ
مقالات مختارة
لن يعودَ أحدٌ، بل الباقونَ سيَرحلون
مقالات مختارة
سجعان قزّي (1): كاتانغا.. المبشّر بالحياد
مقالات مختارة
هل تنجح بكركي في تحويل طرحها الانقاذي الى مشروع عملي؟
أبرز الأخبار