29-03-2021
محليات
أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أنه "منذ عام ونصف المنحى الذي تأخذه الأمور سيئاً إذا خسرنا كل العالم ولم نخسر أنفسنا يمكننا أن نستعيد العالم ولكن إذا ما خسرنا نفسنا فنحن لن نستطيع من استعادة أي شيء، نحن أكثر حزب على تماس مع الشعب في لبنان فكل شيء على المستويات كافة منهار ولكن هذا يجب ألا يدفعنا وألا نسمح لهم بدفعنا إلى الإحباط أو الهجرة وفي هذا الإطار أذكر بمجاعة جبل لبنان التي فقد فيها جبل لبنان ثلث سكانه إلا أننا عدنا وبنينا وطناً، لا شك في أننا في عمق الهاوية اليوم إلا أن ما لا شك فيه أننا قبل أن نصبح هنا في الهوّة كنا على طريق صحيح لذا من دون شك في أننا سنعود يوماً ما إلى وطن كالذي نتذكّره وأدعو الجميع إلى أن يتذكروا لبنان كيف كان في السابق فمقوماته لا تزال هي هي إلا أنها مخطوفة من قبل سلطة موجودة لا قلب لها ولا عقل ولا تزال مصرّة على أن توصلنا إلى أماكن أعمق وأعمق في الهوّة فالشعب اللبناني لم يتغيّر في لبنان الذي لم يتغيّر أيضاً وجل ما فيه هو أننا يجب أن نخرج من الهوّة".
جعجع، وفي مقابلة ضمن برنامج "وهلّق شو" مع الإعلامي جورج صليبي عبر قناة "الجديد"، لفت إلى أنه "لم أكن يوماً في تاريخي السياسي "بائع أحلام" بالرغم من أن المحيطين بي كانوا ينتقدونني على ذلك، إلا أن ما أقوله اليوم هو حقيقة شعوري نحن في ظروف سوداء وإذا ما نظرنا إلى الأفق نراه مسدوداً إلا أن هذا لا يعني أننا لم نعد موجودين، سرقوا ودائعنا التي بإمكاننا استعادتها ولكن يجب ألا ندعهم يسرقوننا ويجب أن نتمالك أنفسنا لأن البلاد قادرة أن تعود إلى ما كانت عليه وفي هذا الإطار يجب ألا ننسى أننا وصلنا إلى ما جنت أيدينا فنحن من انتخبنا".
وفي موضوع الحكومة، قال: "سعد الحريري صديقنا ونحن في تواصل دائم إلا أننا لم نصوّت لصالحه لأن الواقع هو كما هو عليه وعبث المحاولة مع السلطة القائمة، لم نتفاجأ في ما آلت إليه الأمور في موضوع التأليف للأسف فهذا الأمر لن يصل إلى مكان مع هذه السلطة ولا حل سوى بتغييرها ولا سبيل لذلك سوى عبر الانتخابات النيابيّة المبكرة. وبما أننا يهمنا بالدرجة الأولى هو معيشة الناس نطرح الانتخابات النيابيّة المبكرة وذلك لأنه مهما كانت الحكومة التي ستتشكّل لن نصل إلى أي نتيجة وعلى سبيل المثال حكومة الرئيس حسان دياب التي تشكّلت من فريق واحد ولم تستطع القيام بأي شيء وبالتالي لم تقدّم شيئاً للشعب اللبناني لذا الحل الوحيد هو تغيير هذه السلطة".
وشدد على أنه "يجب أن يلتفّ كل الخيرين وأصحاب الرأي حول هذا المطلب، فإذا ما اجتمع الجميع حول مطلب الانتخابات النيابيّة الفوريّة من الممكن أن نحققه ولكن إذا ما استمر كل يغني على ليلاه فلن نحقق أي شيء. فبعد 17 تشرين، كنا نطالب بحكومة اخصائيين مستقلين باعتبار اننا كنا نعتبر أن بعد ما حصل ستتعلّم السلطة وستعمل على تشكيل حكومة مماثلة من أجل رفع العار عنها إلا أننا رأينا أنهم يتصرفون عكس ذلك لذا توقّفنا عن المطالبة به وانتقلنا إلى مطلب الانتخابات النيابيّة المبكرة".
وعن تشكيلة الحريري، قال: "مع احترامي لكل الأسماء التي قرأناها في لائحة الرئيس المكلّف إلا أنه ليس كل تقني لديه الحجم ليكون وزيراً، وبالتالي مشاركتنا في هذه الحكومة ونحن أكثر من وزّراء تقنيين فعليين ليس مدخلاً للحل، كان لنا 4 وزراء في الحكومة الأولى والثانيّة إلا أنهم "فطسوهم" وفي الأشهر الأخيرة من حكومة الرئيس الحريري الثانية كان كلما رفع إصبعه وزير من عندنا يقولون سجلوا له اعتراضاً ويكملون بما يقومون به، فنحن كنا على اتفاق مع حلفائنا في الأمور السياديّة فقط وليس الأمور غير السياديّة، فتشكيلة الحريري فيها شبهة سياسيّة وفي مكان آخر فيها شبهة بأن بعض الأسماء ليست بمستوى أن تتوزّر وهي كناية عن محاولة وأنا سأطرح الأمور كما هي فأنا لست دياناً والناس هي عليها أن تعرف وتقيّم".
ولفت جعجع إلى أن "الدور الذي نحاول لعبه في حزب "القوّات اللبنانيّة" هو دور الإنقاذ فأقصى طموح الأحزاب السياسيّة المشاركة في السلطة ونحن قمنا بذلك في السنوات الأربع الماضية وأصبح على يقين أنه مع السلطة الموجودة لا يمكن الوصول إلى أي مكان، فعلى سبيل المثال الرئيس الحريري مكلّف منذ 5 أشهر ولم تتشكّل الحكومة في حين كان يجب أن تتشكّل في 5 أيام، لذا لا أمل يرجى ولا إنقاذ مع هذه المجموعة".
وأشار إلى أننا "نتعاون مع حلفائنا عندما يكون هناك مقاربة من الممكن أن تصل إلى نتيجة وليس أن نقوم بإضاعة وقت الناس والمزيد من التدهور، المقاربة الوحيدة التي تنقذ البلاد اليوم هي الانتخابات النيابيّة المبكرة ونقوم بإعادة التفاهم مع الحريري إذا ما قمنا بالاستقالة الجماعيّة وضغطنا في هذا الاتجاه".
أما بالنسبة لما أشيع عن أن البطريرك الراعي طرح على "القوات" المشاركة في الحكومة العتيدة، قال جعجع: "أتناقش وأتداول مع غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى دائماً ولم نقم بمناقشة مسألة المشاركة في الحكومة وأنا لا أريد الكلام عن غبطته إلا أن موقفه قريب من موقفنا، وإذا ما طلب منا المبادرة نتناقش وغبطته في الموضوع".
ورداً على ما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله عن أننا بحاجة لحكومة تيكنو-سياسيّة في هذه الآونة، قال: "ممثل السيد حسن كان يجلس معنا إلى الطاولة مع الرئيس الفرنسي ووافق على المبادرة الفرنسيّة وجل ما تحفظ عليه هو الانتخابات النيابيّة المبكرة، ونحن منذ اللحظة الأولى قلنا أن هذا الحل لن يصل إلى أي مكان، كما التزمنا بدعم القوانين التي ستعمل عليها الحكومة في مجلس النواب إذا ما كان في اتجاه الإصلاح، أما بالنسبة لدعوة السيد حسن لتشكيل حكومة تيكنو-سياسيّة فنحن منذ 50 سنة ونشكّل حكومات مماثلة ورأينا أين وصلنا، وبالتالي لن تكون مثل هذه الحكومات هي الحل".
أما بالنسبة لطرح البطريرك عقد مؤتمر دولي، فقال: "لدينا مشاكل كبيرة في لبنان وهي وجود دويلة إلى جانب الدولة تقدمها وتسيطر على قرارها الاستراتيجي إلى جاب مشكلة الحدود وسواها... وغبطة البطريرك أتى ليقول للمجتمع الدولي أنتم وافقتم بما فيكم روسيا والصين على قرارات دوليّة، كقراري 1701 و1559، وإذا ما تم تطبيقها نحل قسماً كبيراً من مشاكل لبنان ويبقى أمامنا مشكلة الفساد".
وعن المطالبة باستقالة رئيس الجمهوريّة، أكّد أن "الضغط من أجل استقالة الرئيس لن يغيّر أي شيء وإنما علينا تغيير الأكثريّة الحاكمة، فإذا ما استقال الرئيس اليوم بشكل من الأشكال فما سيحصل هو انتخاب رئيس آخر من قبل هذه الأكثريّة في حال لم يكن بنفس السوء فأسوأ ولديه شرعيّة على مدى ست سنوات، في 17 تشرين ضغط الشارع وأنا لو كنت مكانه لكنت استقلت ولكن هذا الضغط أدى إلى استقالة الحريري ولم يستقل عون، وبالتاي فهل هناك أكثر من الضغط الشعبي الذي حصل؟"، مؤكداً ان "الجيش والقوى الأمنيّة خطّ أحمر".
ورداً على سؤال عن اتهامه من قبل رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط بأن مطالبته باستقالة الرئيس خجولة، قال: "صديقي وليد بيك يصوّب على مكان آخر، فهو لا يريد الانتخابات النيابيّة المبكرة".
وعن اتهامه بان مطالبته بالإنتخابات النيابيّة المبكرة تهدف إلى الوصوله إلى سدّة الرئاسة، أوضح أن "رئاسة الجمهوريّة ليست شغلي الشاغل وبحكم موقعي من الطبيعي أن أكون مرشحاً ولكن من هو يعمل للوصول إلى الرئاسة لا يقوم بما أقوم به وإنما يساير الجميع، وبطبيعة الحال أنا لن أخرب الأرض لأصل إلى الرئاسة وجل ما أقوله هو أنه يجب تغيير الأكثريّة من أجل الإتيان برئيس من طينة أخرى وهذه المواصفات تنطبق على الكثيرين وليس على سمير جعجع فقط".
وعن جدوى المطالبة بانتخابات نيابيّة مبكرة في حين أن الأجدى المطالبة بإجرائها في موعدها، لفت جعجع إلى أن "العمل على "فركشة" الانتخابات النيابيّة في موعدها فهذا أمر آخر لان هناك أمور يمكن أن تقبل إلا أن هناك أمور غير مقبولة، ومن الحرام إطالة أمد عذاب الشعب ومن حقّنا المطالبة برحيل هذه السلطة على أثر حصل في البلاد والحل الأنسب والقانوني والديمقراطي والسلمي هو الانتخابات النيابيّة المبكرة".
وعن الانتخابات الفرعيّة والقول بأن القوات لا تطالب بها باعتبار أن المقاعد الشاغرة ليست في مناطقها، قال: "هل عدم الذهاب إلى الانتخابات النيابيّة الفرعيّة هو الخرق الوحيد للدستور الذي ترتكبه هذه السلطة؟ فهل المعابر غير الشرعيّة والسلاح غير الشرعي وغيرها من الأمور أليست خروقات لوثيقة الوفاق الوطني والدستور. اما بالنسبة لأن المقاعد الشاغرة ليست في مناطق لـدى "القوات" شعبيّة فيها فهذا أمر غير صحيح باعتبار أن هذه المقاعد في الأشرفيّة وكسروان والمتن على سبيل المثال التي لنا فيها تمثيل قوي".
أما بالنسبة أن العهد يعمل لتحصيل حقوق المسيحيين، قال: "أكثر من ضرب حقوق المسيحيين في لبنان هو "التيار الوطني الحر"، وأنا لا أتكلم عادةً بهذه الطريقة ولكن عندما يصل الفجور إلى هذا الحد فيجب وضع النقاط على الحروف، سياسة المسيحيين معروفة وهي التناغم مع الغرب والتفاهم مع الدول العربيّة ومنذ وصول "التيار" ذهب عكس التيار تماماً، وأسمع دائماً من غربيين لا يتعاطون السياسيّة أن أغرب ما حصل هو أن يصل مسيحيو لبنان إلى مناصرة بشار الأسد وإيران. متى شهدنا فساداً بهذا الحجم عند المسيحيين؟ يحكى عن السلطان سليم في عهد بشارة الخوري فهو مبتدئ صغير أمام ما يحصل اليوم، أكثر فترة تضرر فيها المسيحيون على أيام العماد عون بدءاً من المدارس إلى الجامعات إلى الودائع والمصارف فهو أكثر من ضرب المسيحيين اما بالنسبة لمن يطل ليقول أن عون أتى في نهاية الانهيار الذي بدأ قبله نقول له إذا لم يعد هناك من يستطيع الإنقاذ فلماذا نبقى هنا، هو أراد أن يأتي إلى السلطة وعليه إنقاذ البلاد أو العمل على القيام بذلك إلا أنه فعل عكس ذلك تماماً".
وتابع: "يتكلمون عن حقوقهم هم، والتي هي تعيين جميع جماعاتهم في الدولة ونحن من وضع قانون التعيينات الذي طعن به الرئيس عون، هذه حقوق المسيحيين التي يريدونها في حين "التعن دين رب المسيحيين" في زمن العماد عون، أما بالنسبة لشرب الأنخاب التي ترددونها فانتخاب العماد عون مثله مثل حرب الإلغاء فهذه قرارات لم تتخذها القوات وإنما اضطرت لاتخاذها من موقع دفاعي وليس من موقع المبادر فنحن وصلنا إلى أن الرئيس سيكون من 8 آذار ووقفنا أمام خيار هناك مرشح لديه تمثيل مسيحي شعبي للأسف فقسم كبير من المسيحيين انتخبوه"، ولفت إلى أن "هناك بعض القرارات التي لا تتخذها كما تريد، ومن هنا بالنسبة لتحمل مسؤوليّة أفعال من تنتخب فالناس هم من أوصلوا الأكثريّة النيابيّة الحالية إلى البرلمان فهل يتحملون مسؤوليّة ما وصلت إليه الأمور في البلاد؟ هذا المنطق خاطئ تماماً، نحن ساهمنا في وصوله ولكن بالطبع لا نتحمّل مسؤوليّة تصرفاته".
اما بالنسبة لما إذا كانت قد سقطت نظريّة الرئيس القوي مع تجربة العماد عون، قال جعجع: "ميشال عون هو من فشل إلا أن الرئيس القوي لم يفشل فإذا ما عاد بعجيبة ما رفيق الحريري فهل نقول يجب ألا نأتي به إلى رئاسة الحكومة لأنه الأقوى في طائفته فقط لأن عون فشل؟ بالطبع هذا غير مقبول".
وبالنسبة للمتغيرات التي ستفرزها الانتخابات النيابيّة المبكرة، قال جعجع: "يخطئ من يعتقد ان المتغيرات لدى القوات وحدها باعتبار أن في المجتمع منذ عام حتى اليوم حصل فيه كثير من المتغيرات وإذا لم تترجم هذه المتغيرات في الانتخابات فهذا يعني أنه يسود مجتمعنا مشكلة كبيرة، بطبيعة الحال لن يتغيّر الـ128 نائباً إلا أن المتغيرات يجب أن تقلب الموازين في المجلس، ففي الساحة المسيحية أقلّه هناك متغيرات في 10 مقاعد كما لدي الساحة السنيّة، وهذه المتغيرات ليست لصالحنا وإنما لصالح الخط السياسي الذي نحن فيه وهي كفيلة في أن نوصل رئيساً للجمهوريّة مختلفاً ولأطمئن الجميع المسألة ليست محصورة بي شخصياً يمكن أن نأتي بسمير عساف رئيساً للجمهوريّة على سبيل المثال وأنا أطرح إسماً من الممكن ألا يكون هو في وارد ذلك ولكن ما أريد أن أقوله إن هناك عدد كبير من الشخصيات الصالحة ويجب ألا نترك القضيّة "مزوركة" بهذا الشكل. التغيرات في الشارع السني ستكون في خط الرئيس الحريري السياسي باعتبار أن هناك شخصيات مستقلّة ضمن هذا الخط تعمل ومن الممكن ان تصل".
وعن قرار عدم الاستقالة الذي اتخذته القوّات بعد انفجار المرفأ في 4 آب، قال جعجع: "هناك بعض النواب الذين استقالوا وأنا أتفهم استقالتهم كـ"فشة خلق" لأن ما حصل لا يمكن تحمّله، فأنا شخصياً منذ نهار 4 آب حتى الآن وفي قلبي ثورة إلا أن "فشة الخلق" أمر وحماية الدماء التي أريقت في 4 آب أمر آخر، فاقل ما تمكنا من القيام به هو توقيع عريضة من 14 نائب، وليس نائب سابق، قدمناها إلى الأمين العام للأمم المتحدة للمطالبة بتشكيل لجنة تقصي حقائق دوليّة، إلا أن المشكلة في أن لا أحداً يريد أن يفتح المواجهة مع إيران فيكفينا دولة واحدة من الدول الدائمة العضويّة في مجلس الأمن أن تطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تشكيل لجنة لكي تصبح واقعاً إلا أن هذا الأمر لم يتحقق بالرغم من صداقات لبنان الكبيرة مع دول عدّة في مجلس الأمن ولا بد أنه سنصل إلى وقت نجد فيه دولة تقوم بذلك، كما أننا كنا رأس حربة في قانون رفع السريّة المصرفيّة لصالح التدقيق الجنائي، وفي الحياة البرلمانيّة هناك معارضة لان الضد يظهر حسنه الضدّ، وأنا أسأل من لديه صوت أعلى ومنبر أعلى لإسماع صوته بيننا وبين المستقيلين، القضيّة قضيّة حسابات الخير العام".
وعن علاقات القوّات مع الأقطاب السياسيّة في البلاد، أكّد جعجع أن "لا علاقة لنا مع أحد من الوسط السياسي وهذا مدعاة فخر لنا نتكلّم مع الجميع إلا أننا لا نتحالف مع أحد، التواصل موجود مع "الحزب التقدمي الإشتراكي" وعلى مستويات منخفضة مع "تيار المستقبل" و"حركة أمل"، وبطبيعة الحال لا علاقة مع "حزب الله".
ورداً على كلام جنبلاط عن أنه جالس على التلة وينظّر، قال: "وليد جنبلاط مع تسوية في الوقت الراهن مع السلطة القائمة ونحن ضد أي تسوية، نحن حالمون إلا أن السؤال أين أوصلتهم واقعيتهم وبراغماتيتهم ليس منذ الآن وإنما منذ الـ2009. قولوا لي ماذا يفعل وليد بيك اليوم، ألا ينظّر؟ جل ما أقول لأوفّر على صديقي وليد بيك أن أي تسوية مع السلطة لن تنتج أي أمر فحرام مضيعة الوقت في مكان لا يمكن أن ينتج أي أمر إلا أنه يفضل أن يكون حذراً زيادة عن اللزوم".
وعن المبادرة الفرنسيّة، اعتبر جعجع أن "المبادرة الفرنسيّة لم تعد موجودة اليوم والرئيس الفرنسي كان يتكلّم عن أيام معدودة، أنا كنت واضحاً جداً منذ البداية ولا يحق لأحد وضعنا جميعاً في سلّة واحدة أنا لم أقبل الدخول في الحكومة ومن ضيّع المبادرة هم الذين التزموا وأفشلوها".
أما بالنسبة للعلاقة مع السعوديّة وعن أنها تموّل القوّات، قال جعجع: "الكلام عن أن السعوديّة لا تتعاطى سوى مع "القوّات" غير صحيح فالقوات هي أحد أصدقائها في لبنان، وقطعاً وجزماً السعوديّة لا تموّل "القوّات".
وعن سبب عدم المضي بالخيارات نحو الصين ومساعدة إيران، قال: "السيد حسن لطالما كرّر هذا الأمر، إلا أنه يجب أن نعرف أن 50 % من المشتقات النفطيّة تشتريها إيران لشعبها وتحديداً من الهند وإذا ما افترضنا أن طهران ستبددنا على شعبها إلا أن الجميع يعلم أن الولايات المتحدة ستضع عقوبات على كل من يتعاطى تجارياً مع إيران فهل هذا من مصلحتنا القضيّة هنا قضيّة مصالح وليست قضيّة اديولوجيّة، أما بالنسبة للتوجّه شرقاً الذي لا أفهمه باعتبار أن لبنان لم يكن مغلقاً في أي يوم من الأيام على الصين وهناك مناقصات في البلاد تحصل فلماذا لا تتقدم لها شركات صينيّة؟ دار الأوبرا في ضبيّة تقوم بتنفيذه شركة صينيّة، كما أنه للمثل فقط نائبنا سيزار المعلوف طرح موضوع النفق ما بين بيروت والبقاع وتشكّل على الأثر وفداً نيابياً من ضمنه الوليد سكريّة وزار السفير الصيني وقال أعضاء الوفد له السيّد حسن دعانا لنتوجّه شرقاً وتوجهنا، وحبّذا لو يسأل السيد حسن الوليد سكريّة عن جواب السفير الذي قال إن الصين لا تهتم اليوم بلبنان ولا تريد الاستثمار فيه". وأضاف: "شعار التوجه شرقاً خطأ، وليقم السيّد حسن بالإتيان باستثمارات من الصين وأنا شخصياً سأقول تحيا الصين".
ورداً على سؤال عما إذا كانت "القوّات" تطالب الرئيس المكلّف بالإعتذار، قال: "لا نحن لا نتدخل في هذا الأمر باعتبار أن لا حل إذا لم يعتذر ولا حل أيضاً في حال اعتذر لأنه طالما أن الرئيس عون في بعبدا والاكثريّة النيابيّة في ساحة النجمة فلا أمل من شيء، والحل فقط في انتخابات نيابيّة مبكرة توصل اكثريّة نيابيّة مختلفة لتغيير الرئيس".
وعن سبب انهيار الليرة، قال: "السبب يقع على السلطة السياسيّة ومسؤوليّة حاكم مصرف لبنان تكمن في أنه كان "يسايرهم"، رحمة الله على ادمون نعيم الذي كان يرفض أي دعم عندما يطلب منه وكان يقول لا إمكانيّة للمصرف. وتسائل: ""التيار الوطني الحر" ينتقد في حين أن مفوّض الحكومة في المصرف منهم، لماذا لم يتصرّف لا سيّما أن كان بإمكانه إيقاف كل ما كان يحصل. اما بالنسبة لمسألة تغيير حاكم مصرف لبنان فقولوا لي من البديل لأقول إن كنت موافقاً أم لا باعتبار أن هناك احتمال كبير أن يأتينا من هو أسوأ منه إذا ما تغيّر".
أما بالنسبة لودائع الناس، قال جعجع: "لم يفقد الناس ودائعهم طالما ان هناك بلداً، جبالاً وودياناً، لديه مقدرات باعتبار أن المشكلة هي في إدارة هذه المقدرات، وعلى سبيل المثال الحكومة في السنتين المنصرفتين أضاعت 5 مليارات دولار من أموال الشعب اللبناني في موضوع الدعم، هذه الأموال كانت موجودة وهدرت في الدعم العشوائي حيث كانت تهرّب المواد المدعومة وخصوصاً المحروقات إلى سوريا، لبنان لديه الكثير والمشكلة هي فقط في أن "نخلص من سما دين ربن بقا"، مصير ودائع الناس بيدهم وهي موجودة دفترياً يجب أن نعيدها فعلياً فأول ما تحصل انتخابات نيابيّة عليهن أن يدركوا كيف ينتخبوا لتعود أموالهم، فيكفي وقف التهريب والفساد في الدولة لتعود هذه الأخيرة لتدفع ديونها للمصارف وعندها يعود مال الناس".
أما إذا كان هناك أطراف داخلية تعرقل التدقيق الجنائي، قال: " بما أن هذه المسألة فيها "خراب بيوت"، أفضّل انتظار انتهاء التحقيق الجنائي، فمهما عرقلوا هناك قوانين أقرّت في مجلس النواب وسيتم تطبيقها، في حينه سأقول من هم الأفرقاء الذين يقومون بعرقلة التدقيق".
بالنسبة لحكومة تصريف الأعمال، قال: "على سبيل المثال إذا ما رأى أي مواطن وهو عائد إلى منزله مواطناً آخر مجروح على قارعة الطريق أيقول هذا ليس اختصاصي فهو بحاجة لممرضة أو طبيب ويتركه ينزف ليموت أم يهب إلى مساعدته؟ من غير الصحيح أن تقول الحكومة أنها حكومة تصريف أعمال لذا ليس من اختصاصها القيام بأي شيء، هناك أمور كبيرة تحصل في البلاد وحكومة تصريف الأعمال يمكنها القيام بالكثير من ضمن مهامه باعتبار أن البلد ينهار، إلا أن الحقيقة هي ألا أحداً يريد تحمّل أي شيء ونحن لا يمكن أن يتم خلطنا مع هؤلاء، نحن انتقلنا إلى المعارضة لأننا غير راضين عما يحصل، في حين أنهم قرروا الانغماس في السلطة، نحن في المعارضة ولا نوافق على سياسة الرئيس عون والأكثريّة الحاكمة".
وعن علاقة القوّات مع المجتمع المدني وأطراف المعارضة، لفت جعجع إلى اننا "على تواصل مع بعض الجهات في المجتمع المدني وبعض النواب المستقلين، إلا أن خيار الشارع غير وارد باعتبار أنه في الفترة الأخيرة أصبح كناية عن فوضى ونحن الجيش والقوى الأمنيّة خط أحمر بالنسبة لنا لذا هذا الخيار يجب أن ننساه في الوقت الراهن، نحن في جميع مراحل الثورة الفعليّة كنا جزء منها إلا أنها عندما تحوّلت إلى "خنفشاريات" خرجنا وأين ما وجدنا عنصراً لنا، نرسل له بأن يخرج من الطريق ونحن في جميع المراحل لم نتخذ أي قرار عن الثورة".
وعن احتمال حدوث حرب في لبنان، قال جعجع: "نتخوّف من شغب اجتماعي لا أكثر باعتبار أنه في الضيقة التي يعيشها الناس من الممكن أن يغضب أي مواطن في أي مكان يحاول فيه شراء أي شيء هو يحتاجه وليس لديه المال للقيام بذلك. ويجب أن نسأل السيد حسن من هي الجهات الداخليّة التي تسعى إلى الحرب الأهليّة؟ هناك بعض الناس الذي لم يجدوا أي شيء من أجل اتهامنا في الفساد فخرجوا بتهمهم المعلّبة ليسيقوها بحق القوّات وعلى ما أراه ليس هناك نية لدى أي طرف بالذهاب إلى حرب، وما قاله السيد حسن هو تسخيف للمسألة وما يقصده أعتقد أنه يجب ألا يأخذ أي أحد مواقف معادية لنا وإلا سنضطر إلى الذهاب إليه وفي هذا الإطار نحن ضد هذا الكلام كلياً. الجيش وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الامنيّة لديها الإمكانيّة وتقوم بواجباتها على أكمل ما يكون، ونحن لدينا الثقة في هذه المؤسسات ألاهم أن يتركهم "حزب الله" بحال سبيلها ويتوقف عن مهاجمتها. الامن أفضل من السياسة والاقتصاد".
وعن حملة "التجويع للتطبيع"، لفت جعجع إلى أنني "لا أرى قيادة تغش قواعدها بهذا الشكل، فـ"حزب الله" يحاول أن يقول لمناصريه أن هناك مؤامرة كبيرة على لبنان فهل الولايات المتحدة هي التي فرضت الصفقات وفتح الحدود للتهريب والمؤسسات للفساد وكيف تحصل المناقصات لنصل إلى هذا الوضع الاقتصادي؟ ليس هناك من حصار على لبنان، إلا أن ما حصل كان هناك بعض الدول التي تساعد لبنان كالدول العربيّة والدول الأوروبيّة إلا أنه لا يمكن أن نقوم بالعمل السياسي ضدّهم ونعود لنقول لماذا لا يساعدونا، هناك حد أدنى من المنطق".
بالنسبة للكلام مع النظام السوري من أجل إعادة النازحين، قال جعجع: "ليقوموا بذلك، لقد ذهب وزير الشؤون الإجتماعيّة وجلس يومين هناك، نحن نضحك على أنفسنا هذه محاولة إعطاء بعض الهواء لنظام بشار الأسد فقط لا غير هناك منظمات دوليّة تتابع وضع النازحين العائدين، بشار الأسد جد سعيد بتخلّص من 6 أو 7 ملايين سني في البلاد وهو لا يريد إعادتهم، ليذهبوا ويعيدوا النازحين ونحن سنحاسبهم على ذلك بعد ثلاثة أشهر، اما بالنسبة للمعابر ليقوموا بفتحها نحن في انتظارهم، هذا كلّه ضحك".
وعن الحل برؤية "القوّات"، أكّد جعجع أن "هناك تحالف شيطاني بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" أوصل أكثريّة نيابيّة لذا أقول كل ما يتم العمل به مع هذه الاكثريّة لن يخرج بأي نتيجة، وهذا الموقف ليس إيديولوجي وإنما عملي، لذا نحن رأينا أن الحل هو بتغيير الأكثريّة والحال الوحيد للقيام بذلك هو الانتخابات النيابيّة ونحن تناقشنا مع الفرنسيين بالموضوع الذين كانوا يقولون هناك أناس تموت من الجوع ويجب تشكيل حكومة لوقف الإنهيار وكان موقفنا أن هذا الأمر لن يوصل إلى نتيجة وأي حكومة ستصل لن تستطيع القيام بشيء لذا الحل التعاضد لفرض انتخابات نيابيّة مبكرة تأتي بأكثريّة جديدة تقوم بتشكيل حكومة ومن بعدها ترسل للرئيس رسالة تقول فيها له "يعطيك العافية" وتقوم بإجراء انتخابات رئاسيّة مبكرة".
وكان قد استهل جعجع المقابلة بتوجيه معايدة لجميع المسيحيين الذين يتبّعون التقويم الغربي بحلول أحد الشعانين المبارك.