08-10-2020
محليات
الواقع صار مقزّزاً ليس للداخل فقط، بل للعالم الخارجي بأسره، فبالتأكيد، أنّ الرئيس الفرنسيّ ايمانويل ماكرون لم يخطئ أو يبالغ حينما قال انّه يخجل من القادة اللبنانيين، بل هو اخطأ بأنّه اكتفى بهذا القدر من التوبيخ. كما لم يخطئ سفير دولة اوروبية كبرى بما قاله قبل ساعات قليلة، لأعضاء في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب: "مسكين لبنان، لم أرَ في حياتي جريمة تُرتَكب بحق شعب، وبحق وطن، كالجريمة التي يرتكبها المسؤولون اللبنانيون هذه الايام بحق شعبهم ووطنهم".
الأخطر في ما عبّر عنه السفير المذكور، ليس قوله: "إنكم في لبنان قدّمتم الى العالم أسوأ نموذج في إدارة الدولة، وقدّمتم بلدكم كواحد من أكثر الدول فساداً في العالم"، بل قوله: "كنتم امام فرصة للإنقاذ، ومع الأسف قتلتم هذه الفرصة. لقد سمعت بعض السياسيين والاقتصاديين وهم يشبّهون وضع بلدكم باليونان وغيره من الدول التي تعسّرت ماليًّا، أقول لكم هذا تشبيه خاطئ، اليونان دخلت في النفق وخرجت منه، واما انتم في لبنان، بسياستكم المتبعة التي تعترفون انتم بفشلها، وبعدم استجابتكم للنصائح المتتالية من قبل المجتمع الدولي، حبستم بلدكم في النفق".
وقال: "يؤسفني أن أقول لكم، إنّ وضعكم يبعث على الحزن، فإن لم تفعلوا شيئاً، فإنكم ذاهبون الى الانهيار الكلّي، فمتى ستدركون ذلك، وماذا يمكن للمجتمع الدولي أن يفعل لكم، لكي تدركوا ما أنتم فيه، وتقتنعوا بأنّ عمر بلدكم يصبح قصيراً يوماً بعد يوم. اليونان وجدت من يعينها، والاتحاد الاوروبي وقف الى جانبها، واما انتم العالم معكم اليوم، ويريد مساعدتكم، وانتم ترفضون ولا تستجيبون، أخشى مع حالكم هذا أن اقول لكم، إن فنزويلا تناديكم، وما أخاف منه هو أنّ ما تعانيه فنزويلا قد لا يُقاس امام ما ستعانون منه".
على الرغم من هذا الكلام الخطير، يُبقي السفير الأوروبي على فسحة أمل، بإشارته الى "أنّ الفرصة ما زالت سانحة امامكم للإنقاذ، ولنقل بلدكم من المسار المهلك له، الى المسار الآخر الذي يمدّه ببعض الاوكسيجين".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار