21-09-2020
مقالات مختارة
نون
نون
قلوب اللبنانيين فطرت دماً وهي تودع أحد أبطالها الرياضيين وهو في عز شبابه، وفي ذروة عطائه لوطنه ومجتمعه، والذي قضى برصاصة طائشة في زمن السلاح المتفلت، وفي مهرجانات الجنون التي يكثر فيها إطلاق الرصاص عشوائياً، بمناسبة وبلا مناسبة!
محمد عطوي، عريس الكرة اللبنانية، كان يستعد لفرحته الكبرى، ولكن فوضى الرصاص الطائش سابقت موعد الفرحة، وقادته الى القدر المحتوم فجأة ودون سابق إنذار.
قبل محمد عطوي، سقط المئات، بل الآلاف، ضحايا الرصاص الطائش، من دون أن يرف جفن لصبيان السلاح، ومن دون أن تهتز ضمائر المسؤولين وتُحركهم لتطبيق القوانين الرادعة، وإنزال العقوبات الصارمة بأصحاب هذه الجرائم المجانية.
ومن نافل القول التذكير بأن الرصاص الطائش هو من النتائج الطبيعية لظاهرة السلاح المتفلت، المتمرد على سلطة الدولة، والمتطاول على كرامة الوطن وأمن مواطنيه، والذي أدّى إلى إختلاط الحابل بالنابل، في الوسطين السياسي والإجتماعي، وأصبح كل حامل سلاح يشعر بفائض قوة يدفعه في أحيان قصيرة إلى ممارسة «عنترياته»، على بني وطنه، وفرض إرادته وخياراته على الآخرين.
ودور سلاح الحزب في فرض توجهات معينة في السياسة اللبنانية، يتأكد في كل إستحقاق وطني، وإزاء كل خيار مفصلي، سواء على مستوى قرارات الحرب والسلم، أم بالنسبة للضغوط المحلية المؤثرة في تحديد التوجهات السياسية، ولا سيما في الأزمات المزمنة التي أصبح تكرارها جزءاً من التاريخ السياسي لدولة لبنان الكبير!
منذ حرب تموز ٢٠٠٦، وما تبعها من إحتلال لوسط بيروت، والدخول إلى بيروت في ذلك اليوم الأسود من أيار ٢٠٠٨، وإتفاق الإذعان في الدوحة الذي قلب قواعد المعادلات الداخلية، إلى الفراغ الرئاسي وتعطيل جلسات مجلس النواب سنتين وستة أشهر، إلى فرض إنتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، إلى إشكاليات تأليف حكومة حسان دياب، وصولاً إلى الأزمة الحكومية الراهنة وتداعيات إنفجار المرفأ، لعب وما زال يلعب سلاح الحزب الدور المقرر في حسم الخيارات وتحديد القرارات، وإضعاف السلطة الشرعية في تدبير شؤون البلاد والعباد.
ثمة رصاصات طائشة تصيب الأبرياء مقتلاً...
ولكن الخوف، كل الخوف، من السلاح الذي يُصيب من الوطن مقتلاً!
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
ليس رصاصاً طائشاً
من دون تعليق
الرصاص الطائش يقتل اللبنانيين | اصابة جديدة