27-08-2020
محليات
ماذا يحصل في جنوب لبنان؟ فخلال شهر، شكّلت تلك المساحة ساحة لأحداث غامضة، تتضارب الروايات حولها، في وقت تشهد فيه المنطقة أشرس صراع بين إيران وأذرعها من جهة، والولايات المتحدة الأميركية، من جهة أخرى.
ولكن هل يُمكن حصر ما جرى في الجنوب ليل الثلاثاء - الأربعاء ضمن إطار البازار الإقليمي - الدولي القائم على التجديد لقوات "يونيفيل" العاملة في جنوب لبنان فقط؟ وماذا لو كانت بعض الأطراف تحاول إيصال رسائل معيّنة، للّاعب الفرنسي صاحب المسار "البارد" مع إيران، عشيّة زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان، بعد أيام؟
وفي انتظار معرفة الملابسات كافّة، مهما طال الزّمن، نسأل ماذا لو تكرّرت تلك الأحداث؟ فإذا كنّا اليوم نتحدّث عن تطوُّرَيْن غامضَيْن خلال شهر واحد، فماذا لو تسارعت تلك الأحداث في وقت لاحق، لتُصبح كلّ ثلاثة أسابيع، أو عشرة أيام؟ وماذا عن مصير لبنان في تلك الحالة؟
وهل يُمكن الرّكون الى هدوء بعيد المدى، إذا تكرّرت تلك الأحداث الغامضة، في ما لو تأزّمت الأحوال بين الأميركيين والإيرانيين على امتداد المنطقة، ولا سيّما عشيّة الإنتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني القادم؟
البريّة والبحرية
أشار النائب السابق فارس سعيد الى "أننا نتحدث عن حادثة انفجار مرفأ بيروت، الذي هو من ضمن الحدود البحرية الرسمية للبنان، وأحداث مزارع شبعا التي تشكّل الحدود البرية للبنان مع إسرائيل، وهي ثلاثة أحداث خلال شهر واحد".
وشدّد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" على أنه "من المُفتَرَض أن تكون الحدود البرية والبحرية وفقاً للقرار الدولي 1701 تحت سيطرة الدولة اللّبنانية، والقوى العسكرية الشرعية اللّبنانية. ولكن يتبيّن من خلال تلك الأحداث، أن الحدود البحرية والبرية، ليست تحت سيطرة الشرعية اللّبنانية. وهذا يتخطى مسألة التجديد أو عدم التجديد لمهام القوات الدولية في جنوب لبنان".
وقال:"هذه هي الرسالة التي بُعِثَت من بيروت الى الأمم المتحدة، قبل التجديد للقوات الدولية، وهو ما يشكّل خطراً موصوفاً على لبنان ومستقبله".
تقديرات دقيقة
وردّاً على سؤال حول نتائج احتمال تكرار تلك الأحداث الغامضة، أجاب سعيد:"إذا كان الإشتباك مع إسرائيل يحسّن ظروف مفاوضات إيران مع العالم، ومع الولايات المتحدة الأميركية تحديداً، فلن تتردّد طهران بفتح جبهة الجنوب اللّبناني في تلك الحالة".
وأضاف:"إيران وإسرائيل "تتناغشان" على الحدود، في جنوب لبنان، حتى الساعة، دون أن توجد نوايا لا لدى تل أبيب ولا لدى طهران بفتح تلك الجبهة. ولكن رسالتهما الأساسية هي أنهما على استعداد لذلك".
وختم:"حتى اللّحظة الحالية، ورغم كلّ ما يجري، لم تُنجز إيران تقديراتها الدّقيقة في ما يتعلّق بما إذا كان إشعال الجبهة الجنوبية للبنان سيحسّن أو يضرب شروط مفاوضاتها مع الأميركيين. ولكن من الممكن أن تفلت الأمور من عقالاتها في أي لحظة، وهذا القرار ليس لدى "حزب الله"، بل في إيران".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار