23-03-2020
آفــاق
الدكتورة ميرنا داوود
أستاذة جامعية وكاتبة
وفي خضم كل ما يحدث يواصل بعض الناس نشر المعلومات الخاطئة والأساطير المغلوطة حول الوباء الحالي وأسبابه.
فالبعض يزعم بأنه فيروس صيني سببه أكل الخفافيش والحقيقة وبحسب كيلي جونسون وهو بروفيسورطبيب في جامعة كاليفورنيا فإن مصدر الفيروس غير معروف في الواقع. فلم يتم العثور على المريض رقم ١ ، وهو الشخص الذي حمل الفيروس لأول مرة. ولم يكن سوق ووهان حيث تباع الحيوانات الغير المألوفة مصدر تفشي الوباء.
أصيب المريض رقم ١ ولم يبلغ عن ارتباطه بسوق المأكولات البحرية بحسب رواية الباحثين. ويتابعون: "لم يتم العثور على أي صلة وبائية بين المريض الأول والحالات اللاحقة". وتظهر بعض البيانات الطبية أيضًا أن ١٤ حالة من إجمالي ٤٢ حالة لا صلة لها بالسوق وهذا يسقط حتميا الرواية المزعومة. يقول بروفيسور كيلي ، أخصائي الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا: "إن هذا رقم كبير "١٤" ، وعدد الإصابات هذه بطبيعة الحال لا صلة لها بمأكولات السوق.
وفي حين أن فيروس كورونا الجديد قد يكون فيروساً حملته الخفافيش في الأصل ، فمن غير المرجح أن يكون قد قفز منها إلى الإنسان. إن فيروس السارس الأقدم ، الذي يشبه إلى حد ما الفيروس التاجي الجديد ، نشأ من الخفافيش ولكنه انتشر أولاً إلى حيوانات أخرى قبل أن يتحول من هناك إلى وباء يصيب البشر.
المكان الوحيد الذي تستخدم فيه الخفافيش بانتظام كطعام هو جزيرة في المحيط الهادئ "بالاو" التي تعد مستعمرة أمريكية إلى حد ما. وقد تم تصوير مقاطع فيديو تظهر المواطنين الصينيين يأكلون حساء خفاش الفاكهة في تلك الجزيرة. ولم يسجل إصابات بينهم.
ووجد بعض الباحثين أربعة تسلسلات جينوم في الفيروس التاجي الجديد الذي يمكن العثور عليه أيضًا في فيروس نقص المناعة البشرية. وقاموا بنشر نتائجهم في ورقة بحثية. بعد أيام قليلة تم سحب الورقة من قبل مؤلفيها بعد أن أشار علماء آخرون إلى أن أطوال كل من المتواليات الأربعة التي قارنوها كانت صغيرة جدًا بحيث لا تكون ذات دلالة إحصائية.
وبحسب ما يتداول على لسان الاطباء والباحثين في الولايات المتحدة لا يوجد دليل على أن الفيروس قد خصب في مختبر صيني أو أمريكي أو أي مختبر آخر (للسلاح) وأن هذا الادعاء لا معنى له في الواقع. يتكون جينوم الفيروس من أكثر من 23000 حرف. وهو يختلف اختلافًا كبيرًا عن جينوم الفيروسات المعروفة الأخرى. وهو ليس من صنيعة مختبرات.
لكن هذا الفيروس يصيب جميع البشر بشكل عشوائي و يقتل بشكل خاص كبار السن، فلن يكون له أي قيمة عسكرية فنحن لا نتحدث هنا عن مشروع مانهاتن الذي خصصت له ميزانية ضخمة في حينه.
يعيش العالم اليوم في حالة ذعر حقيقية يقال بأن هذا الفيروس أقل خطورة من السارس ولكن تبقى الوقاية والحجر الصحي هما أساس المكافخة والمدخل الرئيس للعلاج.(ميرنا داود).
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار