29-01-2020
محليات
وما هي إلا دقائق حتى نزل عددٌ من الشبّان والشابات والناشطين إلى ساحة النور لاستطلاع الأمر. شاهد عيان شرح لـ”نداء الوطن” ما حصل فقال: “وصلنا إلى ساحة النور بعد 10 دقائق من انتشار الصور التي وزعت على وسائل التواصل الإجتماعي، كان عناصر الجيش قد خرجوا من الساحة المركزية وأصبحوا في نقاط تواجدهم المعتادة على أطرافها. لاحظنا أنّ أحد العناصر يقوم بالاستعانة بالدروع التي تستخدم عادة من جانب عناصر مكافحة الشغب في الشاحنة، ما يؤشر إلى أنّه كانت هناك نية للقيام بعمل هجومي”.
وقد تزامن الأمر مع فك دعائم الحديد التي كان تثبّت الشرفة الأساسية لمبنى الغندور أمام بنك BLOM حيث كانت منصة “ساحة الثورة”، وذلك لتتمكن من تحمّل الحمولة الزائدة. هذا الموضوع أوضحه المهندس جميل جبلاوي عبر منشور وزع على “الفايسبوك” قال فيه: “لم أقدّم دعامات المنصة في ساحة النور، وإنما أحد أبناء طرابلس تبرع بكلفة ايجار الدعمات على أساس شهرين، ولكننا الآن قطعنا مهلة الثلاثة أشهر ونصف الشهر، وتم تركيبها من قبل أحد متعهدي الباطون في طرابلس. وهي ملك شخصي للشركة. فاقتضى التوضيح”. أي بمعنى أن هذه الدعامات ستعود إلى صاحبها بعد انقضاء مدة الإيجار.
رئيس “حراس المدينة” أبو محمود شوك قال لـ”نداء الوطن”: “الساحة باقية لأنها تمثّل الثورة في طرابلس. منذ فترة وليس الآن والأجهزة الأمنية تسعى لفتح الطريق وإنهاء مظاهر الثورة. أنا أؤكد أننا مستمرون بثورتنا ولن تفلح محاولاتهم في القضاء على الثورة”.
الناشطة الطرابلسية الزميلة ناريمان الشمعة أكدت لـ”نداء الوطن” أن “ساحة النور هي رمز عروس الثورة، طرابلس هي مركز تجمع وتلاقي الثوار من كافة مناطق الشمال، تمارَس فيها النشاطات الثورية والحلقات النقاشية حول مواضيع متعلقة بالاوضاع، لذا نصر على بقاء الساحة على ما هي إلى أن تحقق الثورة أهدافها. ونعتبر إلغاء مظاهر الإحتجاج منها ومن أي موقع آخر بمثابة تفكيك للثورة وهذا ما لن يسمح به الثوار”.
“لن نفتحها”
ولدى سؤال العديد من الناشطين في ساحة النور، أكدوا “أنهم لن يقبلوا بإعادة فتح الساحة وإزالة مظاهر الإحتجاج والخيم منها وكأن شيئًا لم يكن، خصوصًا وأننا لم نصل إلى تحقيق مطالبنا، والسلطة لا تزال تتعاطى مع الناس وكأن ليس هناك ثورة منذ ما يزيد عن الثلاثة أشهر في البلد… وإذا أرادت السلطة فلتجرّب، لكننا لن نقبل بفتحها مهما كلّف الأمر ونتمنى أن لا تضع السلطة الجيش والقوى الأمنية بمواجهة الناس، لأجل مصالحها السياسية الضيّقة”.
مصادر أمنية أكدت لـ”نداء الوطن” أن “دورية الجيش كانت في الساحة بشكل اعتيادي ضمن مهامها لحفظ الأمن ولم تكن هناك أي نية مبيتة لإلغاء مظاهر الإحتجاج أو ما شابه… وكل ما نشر من أخبار على وسائل التواصل الإجتماعي ليس صحيحاً”.
الجدير ذكره، أنه منذ مدّة يتمّ بث إشاعات عن إعادة فتح ساحة النور وإزالة مظاهر الإحتجاج منها لأنها لم تعد تلقى حضوراً شعبياً كما كانت عليه في بداية “الثورة”. لكنّ الناشطين في الساحة يردّون تراجع الإقبال الشعبي الى الظروف المناخية القاسية لكن الساحة لم تفقد رمزيتها، فما زال الناس ينزلون ليلًا بشكل رمزي وما زالت الخِيم مكانًا للحوار ولتبادل الأفكار كما كانت.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار