11-12-2019
مقالات مختارة
وليد شقير
وليد شقير
تحميله مسؤولية انكفاء المرشحين لتولي الرئاسة الثالثة استمر بعد اعتذار المهندس سمير الخطيب عصر الأحد الماضي، ثم الحديث عن “شروطه” لتأليف الحكومة. وهذا ما دفع “مصادر بيت الوسط” أمس، إلى تسريب معلومات بأنه يتمسك باقتراحه الذي طرحه إثر استقالته في 29 تشرين الأول، حكومة اختصاصيين، داعياً “من يصر على حكومة تكنو- سياسية، إلى تشكيل حكومة من دون الرئيس الحريري في أسرع وقت”.
ينقسم من يحملون على الحريري بحجة أنه وراء اعتذار المرشحين الذين توافقوا معه عليهم إلى نوعين: الأول هو “الثنائي الشيعي” الذي يصر على بقاء الحريري لكنه ينسب إليه الرغبة في البقاء على رغم تمنعه، ويرد بهذه الحملة على تمسكه بـ”الاختصاصيين”، مصراً على ترؤسه “التكنو- سياسية”. خلفية حملة “حزب الله” خصوصاً، اعتقاده أن زعيم “المستقبل” يريد استبعاده عبر الاختصاصيين، تلبية لطلب أميركي، على رغم أن الحريري طمأن “الثنائي” مرات في الأسابيع الماضية، إلى أن لا مؤامرة تستهدف “الحزب” وراء موقفه، بل اقتناعه بأن الحراك الشعبي لن يقبل باستنساخ الحكومة السابقة، وأن التغيير المطلوب في الحكومة يجنبها احتمال الفشل في المعالجات الاقتصادية.
النوع الثاني الذي يمعن في الحملات عليه عند كل محطة، هو “التيار الوطني الحر” الذي يأخذ على رئيس الحكومة المستقيلة، رفضه تمثيل بعض وزراء “التيار” السابقين، سواء في حكومة يرأسها، أو رهنه دعم حكومة يرأسها غيره بنوعية وزرائها. ما زال “التيار” حانقاً على الحريري لاستقالته من دون التوافق معه، ثم على معياره للتوزير مستجيباً للمزاج الشعبي، لأنه معيار يضطر المرشحون الذين دعمهم لتبنيه، ولأنه يستبعد أسماء يضمنون لـ”التيار” مصالحه. على رغم الحملات يفترق “الثنائي” الذي ما زال يراهن على قبول الحريري لضمان الغطاء السني للحكومة، عن “التيار الحر” الذي بات أقرب إلى رفض عودة زعيم “المستقبل”، وحتى من يسميه. لهذا ساهم نواب “التيار” في الحملة على الخطيب، وظلوا حتى الساعات الأخيرة قبل اعتذاره يمتنعون عن تسميته، وعبر الوزير جبران باسيل عن ذلك بقوله إن “التيار” قد يذهب نحو المعارضة.
عناوين الحملة على الحريري ومن يدعمه أشبه بلعبة البلياردو، تستهدف أمراً وتقصد غيره.
كان الحريري من سمى الخطيب وأيده حتى النهاية، لكن الأخير تعرض لضغط من مطالب “التيار الحر” التوزيرية من جهة، ولحملات عنيفة متعددة الأوجه طاولته شخصياً وأقلقته، نظراً إلى التشهير به عبر اختراع معلومات مغلوطة عن تاريخه وشركته، من جهة ثانية لم تكن الرموز العونية بعيدة عنها. كما أن ردة الفعل السنية ضد إغراق الخطيب بمشاورات التكليف قبل التأليف، لا سيما من قبل رؤساء الحكومات السابقين لم تكن محسوبة لدى “المستقبل”، ما دفع الخطيب لإخراج اعتذاره من دار الفتوى وبيت الوسط. وهو كان بدأ التفكير بالاعتذار منذ منتصف الأسبوع الماضي.
في وقت بدا أن الكرة عادت إلى ملعب الحريري، ردها سريعاً بدعوته “من يصر على التكنو- سياسية إلى تشكيلها” من دونه.
بات على من ينتظرون الحريري أن يقتنعوا بأن موقفه لن يتغير. ولربما فضّل الخروج من معادلة الحكم لاكتشافه صعوبة المعالجات مع الطاقم الحالي. ولعل قناعته تشكلت من إدراكه رفض الخارج، أسوة بالشارع، لعودته مع هذا الطاقم. والأرجح أنه سيتجنب تسمية مرشح جديد تاركاً الأمر لغيره، فهل يحزم المعنيون أمرهم الإثنين المقبل؟
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار