09-12-2019
محليات
الكثير من التكهنات والأسئلة بدأت تُطرح في الكواليس السياسية، عمّا اذا كان الحريري الذي يشترط حكومة اختصاصيين مستقلّين للعودة الى السراي سيقبل بشروط «حزب الله» ام انّ الحزب سيخضع لشروط رئيس «المستقبل»؟ وماذا يعني تأجيل الاستشارات؟.
تقول مصادر سياسية لـ«الجمهورية» إنّ تأجيل الاستشارات حصل بعد فشل ثنائي العهد في فرض مرشّح للتكليف بشروطهما لناحية تشكيل حكومة تكنوسياسية، وتعتبر هذه المحاولة الثالثة وعادة يقال «التالتة ثابتة» وهنا سقطت الثالثة بالضربة القاضية بعد محمد الصفدي وبهيج طبارة واليوم سمير الخطيب، وأصبح الحريري الممرّ الإلزامي لتشكيل أيّ حكومة، والذي يحظى بغطاء من قبل رؤساء الحكومة السابقين، ومن قبل الشارع السني وبالتالي هناك واقع لا يمكن للعهد ولحزب الله ان يتجاوزاه، وهو البيئة السنية التي تقف يداً واحدة وضمن موقف واحد».
وأضافت: «بعد تأجيل الاستشارات في ضوء انسحاب الخطيب وفشل محاولات جبران باسيل لتكليف رئيس حكومة خلافاً لجوهر الاستشارات الدستورية التي يجب ان تكون من خلال استشارات لتكليف رئيس حكومة، ورئيس الحكومة المكلف هو من يقوم بتأليف حكومة وليس على طريقة «التأليف قبل التكليف» وبالتالي الأمور ذهبت باتجاه آخر لناحية انّ رئيس الجمهورية سيذهب باتجاه تكليف شخصية جديدة، وهذا يعني اننا أضعنا أكثر من 50 يوماً والمسار كان خاطئاً.
ورأت انّ الأمور ستذهب في اتجاهين:
الاتجاه الأول، تكليف رئيس حكومة وهو الذي يجب ان يجري مشاورات، لأنّ مشاورات التأليف يتولاها رئيس الحكومة المكلّف.
والاتجاه الثاني، انتقلنا من حكومة تكنوسياسية الى حكومة تكنوقراط مستقلة لأنّ فشل التكليف ناتج عن رفض الحريري ومن يدعمه في البيئة السنية تشكيل حكومة نسخة طبق الأصل عن الحكومة السابقة، وبهذا تكون حكومة التكنوقراط المستقلة دخلت الحيّز الأقوى والأهم، ولم يعد باستطاعة العهد و«حزب الله» أن يفرضا شروطهما على مستوى التكليف ولا على مستوى تشكيل حكومة تكنوسياسية.
وأشارت الى انّ أيّ رئيس حكومة مكلّف ان لم يحظَ بغطاء البيئة السنية لا يمكن ان يستمرّ، وبالتالي من المستبعد اليوم ان تكون هناك مصلحة لمحاولة رابعة على غرار المحاولات الثلاث السابقة، في وقت انّ الأمور الى مزيد من الانهيار، لذلك فإنّ الحل الوحيد هو العودة الى الكتاب اي الى الدستور من خلال تكليف وتأليف حكومة تكنوقراط مستقلة، وإلّا فإننا ذاهبون الى الانهيار الشامل لأنّ الخيارات اصبحت معدودة، ومواصفات المرحلة هي مواصفات حكومة مستقلة.
القيادي في تيار «المستقبل» مصطفى علوش قال لـ«الجمهورية»: إنّ الرئيس سعد الحريري لا زال على الموقف ذاته، هو لن يقبل إلّا ان يكون على رأس حكومة تكنوقراط، وهو طلب من رئيس الجمهورية تأجيل الاستشارات أياماً عدّة كي تتوضح الصورة ويتمّ الوصول الى اتفاق، ولكن في حال أصرّ «حزب الله» والفريق الآخر على حكومة تكنوسياسية عندها فليذهبوا الى تعيين موعد لاستشارات جديدة، وليختاروا الشخصية التي يريدونها لترؤس الحكومة الجديدة».
وفي حال كان هناك رفض من الشارع لعودة الحريري من جديد الى الحكومة، قال علوش: «اذا تمّ تكليف الرئيس الحريري للحكومة الجديدة عندها يُبنى على الشيء مقتضاه»
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار