03-12-2019
محليات
مصطفى علوش
مصطفى علوش
“إنك لا تعبر في النهر ذاته مرتين” هرا قليطس
مخطئ من يعتقد أنّ التاريخ يعيد نفسه، حتى لو تشابهت الأحداث ما بين الماضي والحاضر، فأوجه الشبه عامة، فيما الشيطان يكمن في التفاصيل. ومن ضمن ما لا يمكن تشبيه بعضه ببعض هو افتراض أنّ السابع من أيار سنة 2008، أي يوم غزوة “حزب الله”، هو ذاته ما قد يحدث اليوم أو غداً في وجه الثورة.
فالعالم اليوم لم يعد كما كان سنة 2008 ولا سنة 2011، وشارة النصر التي رفعها قادة “الحرس الثوري”، عادت وتضبضبت، من مستوى إعلانهم السيطرة على عواصم عربية عدة، إلى مستوى كيفية الحفاظ على الذات أو الحد من الخسائر.
فالعراق، درة التاج الفارسي، ثار شعبه ضد الإستغلال والتبعية، وضد تحالف الفساد المحلي مع “الحشد الشعبي” المدعوم من إيران.
وسورية، الحبل السري لـ”حزب الله”، وبالرغم من كل الإستثمارات لأربعة عقود في كل شيء، في المال والعقارات والعقيدة والرشوة والموت، أتت روسيا لتقطفها بعد أن “سقطت كتفاحة على الأرض”، وهذا التعبير هو ما استعمله السفير الإيراني في سوريا بخصوص لبنان في الثمانينات من القرن الماضي، يوم كان ينتظر سقوطنا في حضنه.
والإستثمار في التطرّف السنّي لم يعد ربيحاً لإيران بعد أن استنفدت أرباحه بالكامل.
والإتفاق النووي سقط، مع أنّ إيران ما زالت تأمل بسقوط ترامب لتعيد إحياءه.
والعقوبات المالية الأميركية على إيران وعلى “حزب الله”، وخنق الموارد المالية من مال نظيف أو مبيّض، وشح المال رغم المكابرة، أصبح هاجساً وجودياً للحزب.
لذلك، فإنّ “حزب الله” يرى اليوم في دفعه لأي مغامرة عسكرية في لبنان جزءاً من المؤامرة عليه، لأنّها ستفتح أبواب جهنم، كذلك الذهاب الى مغامرة حكومة من لون واحد.
أقصى ما قد يلجأ إليه الحزب اليوم هو بعض الإستعراضات بوحدات الدراجات النارية، وهذه أيضاً أثبتت عدم جدواها.
ما الحل إذاً؟ قد يكون أهون الشرور اليوم هو قبول حكومة اختصاصيين. وعلى كل الأحوال، لا أحد يعتقد أنّ هؤلاء الإختصاصيين سيجاهرون بالعداء للمقاومة أو الذهاب إلى سياسات معادية لها.
المعضلة الباقية هي نفسية، من جهة تتعلق برفض الحزب أن يكون مغلوباً على أمره، ومن جهة ثانية، كيف ستضمن حكومة اختصاصيين استمرار مداخيل “حزب الله” من معابر شرعية وغير شرعية.
لذلك كله لا يرهبن أحد أحداً بسابع من أيار جديد.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار