06-11-2019
تقارير
جهاد الزين
جهاد الزين
كتب استاذنا جهاد الزين من سرير العلاج مقالة مؤثرة تحت عنوانمرورًا ببيروت وطرابلس، هي جهة تستحقّ التبرّك بها، بسبب فهمها الرؤيوي والديناميكي لهذه الروح الوحدويّة العميقة. هذه الروح التي تجعل في لحظات أبناء وبنات النبطيّة وصور، يتكلّمون بلغة سياسيّة واحدة ناضجة تمامًا، هي اللغة والشعارات السياسيّة نفسها التي يتكلّم بها أبناء وبنات كسروان وجبيل وعكّار. وهذا يحصل في بلد نشأ نظامه السياسيّ على لغة وشعارات سياسيّة مختلفة لكلّ منطقة، بل نشأ على شعارات متناقضة وتربية بسيكولوجيّة وثقافة مختلفة، أنتجت حتّى الآن عدّة حروب أهليّة.
من هي هذه السفارة التي تستحق التبرّك وكلّ الإعجاب والتقدير، لهذه العبقريّة في التوقيت والتنظيم والفهم والتفهّم للحظة تاريخيّة، تعكس في ظرف سياسيّ داخليّ شديد ومتين، التركيب الشديد والمتين لبنى وأحزاب تقبض على ما كنّا نعتقد أنّه "جمهورها" الذي لا يُخترَق، فــ"تصطاد" هذه الروح الجامعة لتحوك هذه "المؤامرة" التي عاش النظام الطائفي اللبناني كلّ حياته، وخصوصًا بعد العام 1990 على إنتاجها وإعادة إنتاجها؟
لم نكن نعلم قبل ذلك أنّه في غرفة سوداء تحت الأرض أو فوقها، يعيش بين ظهرانينا جورج واشنطن صغير أو فلاديمير لينين صغير، أجنبيّان يحرّكان كلاهما أو أحدهما هذه الجماهير التي فجأة منذ حوالى أسبوعين "تتطاول" على قياصرة صغار لم يكن مسموحًا مجرّد إشارة إليهما، فتخدش الكرة البلّوريّة لنظام الخوف الكانتوني الطائفي، وتشير بأصابعها الشجاعة إلى "كلّن يعني كلّن" وبعضهم كان لا يقبل مجرّد الإيحاء إلى اسمه، فكيف بتسميته؟
إنّ ما يحدث إذا استمر هذا الحلم الجميل، ولم تبدّد مؤامرة حقيقيّة لا وهميّة مضادّة نتائجه السياسيّة، هو "الهديّة" الأهمّ التي منحها الشعب اللبناني لنفسه في ذكرى مئويّة لبنان الكبير.....
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار