23-09-2019
مقالات مختارة
الان سركيس
الان سركيس
قد يقول البعض إن الوزير بوصعب ليست لديه الخبرة الكافية في شؤون العسكر ومتطلبات الجيوش، وذلك لا يجافي الحقيقة في مكان ما، لأنه يأتي من بيئة تربوية بعيدة كل البعد عن الوزارة التي يتولاّها حالياً. وعلى رغم أن توجهاته تربويّة في الصميم فقد سجّل نقطة سوداء عندما كان وزيراً للتربية في العام 2014، حيث أعطى جميع التلامذة إفادات نجاح في الامتحانات الرسميّة بسبب عدم قدرته على معالجة مسألة إضراب الأساتذة عن التصحيح.
لكن الجديد في تصرفات بوصعب هو ما حصل في مركز الرعاية الصحية في ضهور الشوير. فقد حصل هذا المركز على ترخيص من وزارة الصحة العامة في فترة تولّي نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني شؤون وزارة الصحة، حيث دعم المركز من أجل توسيع تغطية الرعاية الصحية الأولية.
وكان من المقرر افتتاح المركز المذكور برعاية وزير الصحة الحالي جميل جبق ومشاركة حاصباني بكلمة، مع لوحة تذكر اسم الوزيرين.
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن الافتتاح لم يحصل بسبب ضغط الوزير بوصعب، ابن بلدة ضهور الشوير، على المجلس البلدي لإلغاء إلقاء كلمة حاصباني في المناسبة، فرفض جبق أن يحضر من دون نائب رئيس الحكومة الذي سعى خلال عهده إلى إضافة المركز الى شبكة الرعاية الصحية الأولية.
ومن الملفت أن الوزير جبق اتخذ موقفاً مبدئياً ورفض المشاركة في ظل تغييب كلمة حاصباني تقديراً للأخير، فتم إلغاء الاحتفال بالاتفاق بين وزيري الصحة الحالي والسابق، واختارا التركيز على تقديم الخدمات الصحية للناس بدل الدخول في زواريب السياسة الضيقة
هذه الخطوة تدلّ بوضوح على أن أداء حاصباني وقوة حضوره أرثوذكسياً ووطنياً قد ساهما في كشف خلفيات تصرفات بوصعب الذي يطمح إلى أن تكون له مكانة أرفع في منطقة المتن، ونوع من زعامة في الطائفة يرث بها حضور (أبو الياس) نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر. كما يبدو أيضاً أن بعض “الأصوات” المقرّبة من بوصعب عادت لتتحرك ضد حاصباني، كما كانت في مرحلة ما بعد الانتخابات عندما شنّت حملة عليه في وزارة الصحة.
ويعلم الجميع أن بوصعب ليس في أفضل أحواله متنياً وأرثوذكسياً، خصوصاً أن قانون الانتخاب النسبي جعل التنافس بين أعضاء اللائحة الواحدة على الصوت التفضيلي قبل ان يكون مع اللائحة المنافسة.
وأثبتت انتخابات 2018 أن قوة “التيار الوطني الحرّ” تراجعت بشكل كبير متنياً، وقد فاز بثلاثة مقاعد فقط، في حين أن حزب “الطاشناق” فاز بمقعد أمينه العام أغوب بقرادونيان.
وحصد بوصعب 7299 صوتاً تفضيلياً في قضاء يضمّ 8 نواب وهو القضاء المسيحي الأكبر في لبنان على الإطلاق. وعلى رغم فوزه بمقعد نيابي، إلاّ أن الفضل يعود بشكل كبير إلى جمهور “التيار الوطني الحرّ” الذي قسّم أصواته التفضيليّة وأعطى قسماً كبيراً للمرشّح بوصعب.
ومن جهة أخرى، فإن بوصعب الذي لم يعطِ أي زيادة في الأصوات للائحة “التيار الوطني”، بحسب الأرقام نفسها، قد يصبح الاستغناء عنه وارداً، خصوصاً أن بعض قيادات “التيار” المتنية والمحازبين يرونه “قومياً سورياً” وليس عونياً.
أمام كل هذه الوقائع والتصرفات، لم يستطع بوصعب حجز مكان له بين الزعامات الأرثوذكسيّة، وقد كان واضحاً استغناء “التيار الوطني الحرّ” عنه في معركة نائب رئيس مجلس النواب، واستبداله بالمرشّح إيلي الفرزلي، ما يدلّ على أن لقب دولة الرئيس الذي يسعى للحصول عليه لا يزال بعيد المنال.
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
“الإشتراكي”: لقاء اللقلوق لن يهزّ علاقتنا بـ”القوّات”
مقالات مختارة
«حزب الله» يمنع 50 ألف نازح من العودة؟
مقالات مختارة
الراعي: لثورة شعبيّة ضد الفساد والفاسدين
مقالات مختارة
أبو سليمان: سأعمل من الضاحية
مقالات مختارة
مَن يستهدف «القوات» و«الإشتراكي»؟
أبرز الأخبار