06-06-2019
محليات
واذ تبدي هذه الاوساط ثقة متعاظمة بيقظة الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والاجهزة الامنية الاخرى في مسألة الارهاب بعدما اعاد الاستهداف الارهابي في طرابلس هذا الهاجس الى مقدم الاولويات الامنية الداخلية فانها لا تسقط احتمالات حصول عمليات كهذه باعتبار ان معظم دول الغرب والشرق لا تزال تشهد عمليات مماثلة يقوم بها عناصر ارهابيون يسمون بالذئاب المنفردة بعدما ضربت الدولة الاسلامية كهيكلية منظمة كما منظمات اخرى وباتت تعتمد اُسلوب الاستهدافات المنفردة كوسيلة اسرع واضمن لابقاء سيف الارهاب مسلطا فوق العديد من بقع العالم . ولفتت في هذا السياق الى الاستهداف الدموي الذي حصل امس في العريش في مصر بعد اقل من يومين من عملية طرابلس بما يشي بالسلوكيات الهجومية الاجرامية التي يعتمدها هذا التنظيم الارهابي في فترة الاحتفالات بعيد الفطر . ولكن الاوساط نفسها تؤكد بان لبنان الذي نجح نجاحا ملموسا ومحققا في هزيمة الارهاب على حدوده الشرقية وكذلك على خلاياه في الداخل سيكون قادرا على التصدي بنجاح مماثل لاي محاولات ارهابية متجددة وهو ما ثبت في التصدي للعملية الاخيرة التي ذهب جرائها اربعة شهداء عسكريين في الجيش وقوى الامن الداخلي ولكنها شكلت رسالة صارمة الى التصميم والقدرة على مواجهة الارهاب في حرب لا هوادة فيها بدليل انه امكن الوصول الى الذئب الارهابي بسرعة ولم يسقط اي مدني في هذه العملية . هذا الامر شدد عليه امس قائد الجيش العماد جوزف عون لدى قيامه بزيارة تفقدية للوحدات العسكرية المنتشرة في طرابلس حيث لفت الى حسم الوضع باقل الأضرار الممكنة من دون المس بالمدنيين رغم سقوط الشهداء العسكريين الاربعة . وقال ان الضريبة كانت غالية لكنها شرف لنا وان الجيش سيبقى في جهوزية تامة لمواجهة اي خطر يتهدد لبنان وسلمه مهما بلغت التضحيات.
عند هذا الحد يقف البعد الأمني لعملية احتواء عملية ارهابية مفاجئة تعاملت معها القوى العسكرية والامنية بالكفاءة والحسم الكافيين لكن ماذا عن المناخ السياسي السلبي والذي ساء اكثر بعد هذه العملية؟
تتوقع اوساط سياسية مطلعة ومواكبة للاتصالات التي اجريت منذ ما بعد ظهر الثلثاء الماضي لتبريد السجالات الساخنة التي تفجرت مجددا بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل وانتقلت الى المنابر التلفزيونية والإعلامية بقوة ان تعود جهود التبريد لاحتواء الموقف العام خصوصا بعدما رتبت هذه السجالات في جوانب عدة منها ولا سيما لجهة اطلاق اتهامات مبطنة في اتجاه المستقبل وشخصيات كاللواء اشرف ريفي بموضوع اطلاق إسلاميين او السعي الى إطلاقهم خطورة عالية تنذر بتصعيد كبير بفعل رفض القيادات المستقبلية وعلى رأسها الرئيس سعد الحريري وكذلك القيادات السنية عموما ايضا اي تساهل في اتهامات كهذه . وقالت المصادر نفسها ان عطلة عيد الفطر التي مددت اليوم الخميس ايضا لم تحل دون الاتصالات الجارية لاحتواء التصعيد السياسي والسجالات بعدما بلغا درجة من الدقة والخطورة بفعل اسباغ الطابع الطائفي والمذهبي عليهما . ويرجح ان تكون الايام التي ستلي عطلة عيد الفطر اختبارا فوريا للإرادات السياسية في احتواء التصعيد خصوصا بعد عودة الرئيس الحريري من الخارج على امل الا تتجدد السجالات الكلامية والاتهامية العنيفة لانه في هذه الحال سيكون السؤال كبيرا ومقلقا عما يدبر للبلاد جراء الامعان في التوتير بفعل فلتان سياسي مدروس او عفوي باتت مظاهره تتكرر عند كل ملف وتطور مهددا مجمل الوضع بعواقب وخيمة .
أخبار ذات صلة
محليات
هل تسرَّع الوزير بو صعب؟!
أبرز الأخبار