26-04-2019
محليات
كلوديت سركيس
كلوديت سركيس
وفي حال تأخر تعيين النائب العام التمييزي الجديد؟ يشير القاضي حمود الى ان “هناك قاضيا سيتسلم هذا المركز الى حين تعيين النائب العام التمييزي الجديد، وهو القاضي الاعلى درجة في السلّم القضائي لدى النيابة العامة التمييزية. وهو المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان”.
عايش القاضي حمود مخضرما العصر الذهبي في القضاء وشارك في صنع هذا العصر من خلال الحقائب القضائية التي تسلّمها. ويغادر هذه المؤسسة في ظرف دقيق وحساس. فهل هو قلق على مستقبل المؤسسة؟ يجيب: “لا، لست قلقا على القضاء ومستقبله لان الحياة لا تكون على الوتيرة نفسها عادة لان الامور لا تمر دائما في حالات هادئة مئة في المئة. فأحيانا تمر بعواصف ولكن المهم ان يستمر القضاء في الفترة الصعبة ثم يعود الى طبيعته. هي الحياة”.
وهل يُفهم من كلامه أن القضاء يمر في عاصفة حاليا وستنتهي؟ “طبعا”، يقول حمود، “في كل مرحلة صعبة على المرء اتخاذ القرارات المفروض اتخاذها في مثل هذه الحالات. وهذه المرحلة لن تبقى صعبة وستعود الامور إلى طبيعتها والقاضي مستمر في عمله وسيستمر فيه”.
وانطلاقا من خبرته المديدة، هل ستطول هذه الفترة الصعبة؟ يقول: “لا يمكن ان نعرف الآن الى متى ستستمر. فعلى المرء ان يحكّم قناعته وضميره لانه مهما بلغت هذه الصعوبة فيمكن تجاوزها”.
وهل أن الثقة هي مبعث كلامه؟ “أتمنى ان تكون الى الاحسن وان تكون عبرة للقضاة”.
لا يدرك مدى أهمية مركز النائب العام التمييزي وحساسيته في لبنان إلا من يعايشه، قدر المستطاع، نظرا الى دقة المراحل التي مرت وتمر بها البلاد من أزمات سياسية على اختلافها، فضلاً عن عصر الشبكات الارهابية في لبنان التي عاشها القاضي حمود متابعاً نحو أربعة أعوام وكانت المحطة الاخطر ربما. وأحيانا فإن القرار الخاطئ يمكن أن يؤجج الصراع والحرب في بلد متعدد الطائفة، فتتدخل مصلحة الدولة العليا في هذا القرار الذي قد يروق هذا ولا يعجب ذاك. والشرح قد يطول. ويبقى دور النائب العام التمييزي هو الميزان والبوصلة التي عليها إرساء هذا التوازن بعيدا من أي دعسة ناقصة مؤججة وفي الوقت نفسه يرسي العدالة. من هنا أهمية الحنكة والتبصر والدراية والحكمة في التعاطي مع الامور غير العادية والاستثنائية التي يجب ان تتوافر في صاحب هذا المركز والذي قد يعرّضه للانتقادات الموسمية واللاذعة. إجتاز القاضي حمود هذا الامتحان المفتوح والصعب. ويعتبر النائب العام التمييزي أنه “عندما يقوم المرء بواجباته ويحكِّم ضميره ويعمل بحيادية ينجح في عمله. ومن الاكيد ان الانسان سيتعرض لانتقادات، فالانبياء قدِموا الى الارض ولم يرضوا كل البشرية. والقاضي هو، كما يقول الامام علي بن أبي طالب، “إن نصف الناس اعداء لمن أولي الاحكام. هذا إن عدل”. وأتطلع الى المؤسسة القضائية متمنيا لها النجاح والتقدم وأن تكون في مراحل مستقرة جدا. اما القضاة فأدعوهم الى الاحتكام الى ضميرهم للدور الذي يقومون به والذي منحهم إياه القانون والدستور للقيام به وان يعملوا من اجل تحقيق العدالة”.
وأخيرا، رفض القاضي حمود الدخول في تفاصيل زمن انتهاء التحقيق مع قضاة والذي يتولاه المحامي العام التمييزي القاضي قبلان بإشرافه. وقال: “لن أدخل في هذه التفاصيل ولن أقول شيئا”.
أخبار ذات صلة
محليات
توجه إلى فك الإعتكاف القضائي
أبرز الأخبار