مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

زوجات مقاتلي داعش: الروسيات والتونسيات “المسيطرات”‏

18-02-2019

عالميات

قالت امرأة أسرتها القوات الكردية بعد فرارها من الجيب الأخير في الأراضي التي سيطر عليها داعش، إنها “تندم ندماً شديداً” على السفر إلى سوريا والانضمام إلى الجماعة الإرهابية، وتوسلت واحدة من نساء داعش للسماح لها بالعودة إلى أسرتها في ولاية ألاباما.

بينما اشارت أخرى إلى أن المعتقلات الغربيات من زوجات مقاتلي داعش يعانين من تسلط الروسيات والتونسيات، اللواتي حولت هياتهن إلى “جحيم” في معتقلات الأكراد، وفق ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية.

بعد أن كانت أحد أبرز وجوه نساء داعش التحريضية التي استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بإهدار دم الأميركيين، ادعت هدى مثنى، 24 عاماً، أنها ارتكبت “خطأً كبيراً” عندما تركت الولايات المتحدة قبل أربع سنوات، وقالت إنها تعرضت لغسيل دماغ من أجل القيام بذلك على الإنترنت.

تحدثت هدى من مخيم الحول للاجئين في شمالي سوريا، بينما كان ابنها البالغ من العمر 18 شهراً يلعب عند قدميها، وقالت إنها أساءت استيعاب العقيدة، وإن صديقاتها في تلك الفترة اعتقدن إنهن كُن يتبعن المعتقدات الإسلامية عندما انضممن إلى داعش.

وأضافت: “كنا في الأساس في وقت جهل، ثم أصبحنا جهاديات، إذا أردت أن تصفها بتلك الطريقة. اعتقدت أنني أفعل أشياء صحيحة من أجل الله”.  كانت هدى الأميركية الوحيدة بين ما يقرب من 1500 من النساء الأجنبيات والأطفال داخل المخيم المتسع، الذي يضم 39 ألف شخص، ويقع على بعد ساعتين من موقعٍ تدور فيه معركة أخيرة لطرد المتطرفين، حيث تفصل أيام عن إتمام هذا الهدف.

إذ تقتفي تجربتها فيما يسمى بـ”دولة الخلافة” أثر منحنى صعود داعش الصادم وانحدارها الحاد على مدى خمس سنوات دموية. هربت هدى مثنى من وطنها وسافرت إلى تركيا في تشرين الثاني 2014 بعد أشهر من التخطيط، الذي أخفته عن عائلتها. واستقرت في مدينة الرقة السورية، وهي واحدة من المدينتين الرئيسيتين لتنظيم الدولة الإسلامية – كانت الموصل في العراق هي المدينة الأخرى- حيث تزوجت من جهادي أسترالي يُدعى سوهان رحمن، وهو الأول من بين أزواجها الثلاثة.

قُتل سوهان في مدينة كوباني، وبعدها بمدة وجيزة، نشرت هدى تغريدة غاضبة قالت فيها: “أيها الأميركيون، أفيقوا! الرجال والنساء معاً! عليكم أن تقوموا بأشياء كثيرة بينما تعيشون تحت حكم عدونا الأكبر، كفاكم نوماً!  نفذوا عمليات قتل من داخل السيارات وأهدروا دماءهم، أو استأجروا شاحنة كبيرة وادهسوهم جميعاً. قدامى المحاربين، والوطنيون خلال الأعياد الوطنية وما إلى ذلك، اقتلوهم جميعاً”. امتلأ حسابها عبر “تويتر” لأشهر عديدة من عام 2015 بتغريدات التحريض التي تقشعر لها الأبدان، وتوضح أنها ظلت متعصبة حتى العام التالي. وتقول الآن إن حسابها استولى عليه آخرون.

وبعد مدة قصيرة، تزوجت من زوجها الثاني، وهو مقاتل تونسي أنجبت منه ابنها آدم. قُتل زوجها في الموصل، وتقهقرت هدى مع عشرات من نساء داعش الأخريات نحو أراضي داعش الآخذة في الانكماش، حيث تزوجت لوقت قصير من مقاتل سوري خلال العام الماضي.

وقالت هدى إن عائلتها في ألاباما كانت محافظة للغاية ووضعت قيوداً على انتقالها وتعاملها مع الآخرين، وهي عوامل تزعم أنها أسهمت في تحولها نحو التطرف. وأوضحت: “يريد المرء أن يخرج مع أصدقائه وأنا لم أحظ بأي شيء من هذا. تحولت إلى ديني وتشددت للغاية. تعلمت بنفسي واعتقدت أن أي شيء قرأته كان صحيحاً”.

وأضافت: “أنظر ورائي الآن وأفكر في أنني كنت متكبرة. والآن أشعر بالقلق على مستقبل ابني. ففي النهاية، لم يعد لدي كثير من الصديقات؛ لأنني كلما تحدثت عن قمع داعش فقدت صديقات أكثر. تعرضت لغسيل دماغ مرة وصديقاتي ما زلن يتعرضن لغسيل دماغ”. قبل ستة أسابيع، هربت هدى من بلدة سوسة، وهي غير بعيدة عن الجبهة الحالية في باغوز. وقالت إنها نامت في الصحراء ليلتين مع مجموعة من المنفيين عن داعش. وفي نهاية المطاف، أسرتها القوات الكردية التي نقلتها إلى مخيم الحول، حيث تختلط مع زوجات وأرامل المقاتلين الذين جاؤوا من جميع أنحاء العالم.

لا تستطيع النساء مغادرة المخيم ويصطحبهن الحراس المسلحون من أجل إجراء مقابلات. ويمكن لهؤلاء النساء الحصول على الطعام وبعض المساعدات.  وفي مخيم الحول، طفت إلى السطح الأحقاد التي تكونت على مدى الأعوام الأربع الماضية وتشكلت تحالفات جديدة وعداوات جديدة: إذ تُقسم النساء الأجنبيات في المخيم إلى ثلاث مجموعات: الروسيات، والتونسيات، والغربيات الأخريات، حسبما يقول سكان المخيم.  قالت محتجزة سويدية اسمها ليزا أندرسون: “إنهن يجعلن حياتنا جحيماً. إذا خرجت من الخيمة بدون النقاب، أو قلت شيئاً إلى الإدارة، فإنهن يضربنك أو يضربن أطفالك. ويهددن بحرق الخيمة».

ماتت ابنة ليزا منذ شهر في المخيم وكان عمرها عاماً، وتُلقي باللوم في موتها على الرعاية الصحية المتدنية. وإمعاناً في المحنة المؤلمة التي يعيشها بعض من أطفال و نساء داعش، تتولى خديجة سليمان – وهي امرأة من جنوب إفريقيا – رعاية صبيين ألمانيين. يُحتجز أبوهما في مخيم منفصل، وأمهما متوفاة. وتعتني أيضاً بيتيم فرنسي.

تصف هدى تجرتها مع داعش بـ”المذهلة جداً”. وقالت: “كانت أشبه بفيلم. إنك تقرأ كتاباً واحداً ثم تعتقد أنك تعرف كل شيء. إنني مصدومة حقاً من تجربتي. تضورنا جوعاً وكنا حرفياً نأكل العشب”.

ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد 17 شباط الدول الغربية لإعادة المقاتلين الأجانب المحتجزين إلى بلادهم. ويتجاهل على ما يبدو الحقيقة التي تقول إن إدارته أبدت قليلاً من الحماسة تجاه القيام بهذا.

وقال ترمب: “الولايات المتحدة تطالب بريطانيا وفرنسا وألمانيا والحلفاء الأوروبيين الآخرين باستعادة ومحاكمة أكثر من 800 مقاتل تابع لداعش أسرناهم في سوريا. الخلافة تتأهب للسقوط، والبديل لن يكون جيداً؛ إذ إننا سنضطر إلى إطلاق سراحهم”.

 

قالت هدى إنها لم تتواصل مع أي مسؤول أميركي منذ أسرها. وأوضحت: “سوف أقول لهم أرجوكم سامحوني على جهلي الشديد. كنت صغيرة حقاً وجاهلة، وكنت في الـ19 من عمري عندما قررت المغادرة. أعتقد أن أميركا تمنح فرصاً ثانية، أريد العودة إليها ولن أعود إلى الشرق الأوسط مرة أخرى. يمكن لأميركا أن تأخذ جواز سفري حتى ولن أمانع”.

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما