16-11-2018
عالميات
وأعلن منصور غلامي وزير العلوم والتكنولوجيا الإيراني، عن إنشاء فرع لجامعة “تربية مدرس” في سوريا، موضحاً أن إنشاء هذه الجامعة في سوريا، هو لإعداد وتخريج أساتذة الجامعات، وفق ما نقلته وكالة “إرنا” الإيرانية.
ويأتي إنشاء جامعة “تربية مدرس”، ليكون خامس جامعة وكلية تابعة لإيران في سوريا، بعد جامعات: “المصطفى والفارابي و أزاد إسلامي وكلية المذاهب الإسلامية”.
بعد المدارس والمناهج “الدينية”.. جامعات
وعلى غرار كثير من الأخبار الإيرانية المتعلقة بسوريا، لم توضح وكالة “سانا” الناطقة باسم النظام السوري، تفاصيل الاتفاق حول جامعة “تربية مدرس” التي يريد الإيرانيون إنشاءها في سوريا، واكتفت بالإشارة ما أطلقت عليه “التعاون وتبادل الخبرات” العلمية، بين إيران ونظام الأسد، وفق مذكرة موقعة بينهما، كانت الأساس لتأسيس مزيد من الجامعات الإيرانية في البلاد.
وذكرت أن برلمانيا سوريا يدعى حسين راغب الحسين، ويشغل منصب رئيس لجنة الصداقة البرلمانية السورية الإيرانية، قد اقترح على الإيرانيين تأسيس “مركز دراسات” يجمع بين وزارة التعليم السورية ووزارة العلوم والتكنولوجيا الإيرانية.
ويأتي تأسيس الجامعة الإيرانية في سوريا، في إطار ما يصفه خبراء بأنه استكمال لمشروع التوسع الإيراني وزيادة قبضتها على التعليم الجامعي والمدرسي في سوريا بعد إحكام سيطرتها العسكرية والأمنية على مجمل نظام الأسد، خاصة أن إيران كانت أسست مدارس باسم “الرسول الأعظم” تدرس المرحلتين، الإعدادية والثانوية، وفق منهج دراسي تطلق عليه إيران اسم “منهج آل البيت”. حسب ما ينقله الموقع الرسمي لمدارس الرسول الأعظم المنتشرة في محافظة اللاذقية السورية ومحافظة طرطوس، بكثافة ملحوظة
وجامعة “تربية مدرس” التي تعتزم إيران تأسيس فرع لها، في سوريا، تأتي بعد تأسيس جامعة “آزاد إسلامي” التي أعلنت طهران عن تأسيسها في سوريا، مطلع العام الجاري.
تصدير فكر الخميني
وحسب خبراء في الشأن السوري والإقليمي، فإن مسعى إيران للسيطرة على النخب السورية، ليس جديداً، ولم يكن تأسيس جامعة (آزاد إسلامي) وجامعة “تربية مدرس” هو الوحيد في هذا السياق. فقد تم الإعلان، أيضاً، عن تأسيس كلّية جامعية في سوريا، باسم (كلية المذاهب الإسلامية)، في آذار/مارس من العام الجاري، يعتبرها خبراء، بأنها تأسست في سوريا، من أجل نشر فكر الخميني وتصدير ثورته إلى العالم العربي، في إطار سعي النظام الإيراني، منذ ثمانينيات القرن الماضي، لنشر أهداف الثورة الإيرانية، سياسيا وثقافيا وعسكريا، وتعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة.
وكانت طهران قد افتتحت جامعتين لها، في سوريا، هي جامعة “المصطفى” التي توصف بأنها جامعة الإرهاب وفق ما ذكره الكاتب الأردني، مروان العياصرة، في بحث له بعنوان: جامعة المصطفى أخطر أكاديميات التطرف الإيرانية وصف فيها جامعة المصطفى الإيرانية، بأنها المؤسسة “الرسمية الأكبر المعنية بتصدير التطرف وصناعة الإرهاب”.
وكذلك جامعة “الفارابي” التي تتخذ من اللاذقية مقرا رئيسيا لها، وتعمل وفق برنامج مشترك مع جامعة تشرين الحكومية، وتشرف عليها جامعة “تربية مدرس” الإيرانية، تماماً.
ومن الجدير بالذكر أن طهران عمدت إلى تهيئة الأرض في سوريا، لإمرار مشاريعها التوسعية عبر صناعة أجيال مسيطَر عليها عقائدياً وسياسياً، من خلال التحكم بمرحلتي التعليم الإعدادي والثانوي، عبر مدارس ما يعرف بـ”مجمّع الرسول الأعظم في اللاذقية” التي تأسست في قلب سنيّ الثورة السورية، ليتم “إعداد” الطالب السوري، وفق الأجندة الإيرانية العقائدية الخمينية، ومن ثم نقله إلى “الإعداد” الجامعي الذي تتولاه طهران، بخمس جامعات تمتلك طاقات استيعابية هائلة بعد المراسيم التي أصدرها الأسد لافتتاح تلك الجامعات وتأمين كل ما تحتاجه من توسّع باستيعاب الطلاب وتوسيع بحجم البنية التحتية اللازمة.
أبرز الأخبار