في ظل اهتمام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بمتابعة تنفيذ لبنان مقررات مؤتمر "سيدر" وتعويل البعض عليه لإنقاذ لبنان من ازمته الاقتصادية، نبّه عضو كتلة "الوسط المستقل" النائب نقولا نحاس إلى أن "البعض ينظر إلى هذا المؤتمر وكأنه خشبة الخلاص من كل ما نعاني من ازمات واختلالات اقتصادية، لكن "سيدر" ليس إلا مشروع حث لنقوم بالإصلاحات العضوية الأساسية كما تغيير جوهري أساسي في النهج السياسي القائم، حتى لا نحتاج لاحقا إلى سيدر" آخر لكي نستمر من دون أن ندخل في المحظور. فـ"سيدر" ليس نهاية المطاف ولا المبتغى ولن يقلب الأوضاع رأسا على عقب، خصوصا وان مفعوله الاقتصادي مؤجّل بل سيزيد من حجم ديوننا، والدين هو المشكلة الأساسية في البلاد"
واكد نحاس أن "اجراء الإصلاحات يتطلب قيام حكومة لكن ليس مهما الحكومة كعنوان بل كمضمون فأساس مشاكلنا هو الحكومات والأداء السياسي، وهذا ما نعيشه منذ سنوات. الحل الجذري يكمن في الاقتناع السياسي بأن النهج المتّبع منذ التسعينات وصل إلى نهايته فلا يستطيع الطاقم السياسي الاستمرار على هذا المنوال، معتبرا نفسه هو السلطان المطلق كل في مربعه فوق الإدارة وفوق القانون. على السياسيين أن يبنوا الدولة، فالدولة هي الإدارة وهم الحكومة، أما الاستقامة والحكم الرشيد فيتحققان عندما الدولة تكون في منأى عن السياسيين".