14-10-2018
صحف
ولا مغالاة في القول ان المواقف النارية المتسمة بنبرة هجومية حادة التي اعلنها رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل مساء امس في المهرجان الذي أحياه التيار في ذكرى عملية 13 تشرين قد تشكل الضربة القاصمة النهائية لكل امكانات مراجعة العلاقات بين الفريقين المسيحيين الكبيرين واعادة تطبيعها ولو بالحد الادنى نظرا الى ما يتوقع ان يتركه التوتر الكبير المتصاعد بينهما من تأثيرات سلبية اضافية على مهمة الرئيس الحريري في تأليف الحكومة . ولعل التطور الاخطر الذي حصل امس تمثل في ان الاشتعال السياسي والاعلامي بين تيار العهد والقوات اللبنانية تحول الى مبارزة حادة شخصية ومباشرة بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وباسيل على خلفية احتقان سابق يتصل بكلام باسيل قبل ايام قليلة عن مجزرة اهدن ردت عليه النائبة ستريدا جعجع ومن ثم جاءت الانتخابات الطالبية في عدد من الجامعات الكبيرة وفوز القوات اللبنانية فيها لتزيد اجواء الاحتدام الى ان بلغ التصعيد ذروته مساء امس في خطاب باسيل . في لقائه الموسع مع وفود طالبية من جامعات aub وlau وndu تعمد جعجع ادراج الفوز القواتي في الانتخابات الطلابية في الجامعات الثلاث الكبيرة برسم جبران باسيل مباشرة ليرد عليه بان هذه النتائج هي عينة صغيرة عن التمثيل الشعبي في شكل حقيقي وقال لباسيل : من له أذنان سامعتان فليسمع . ولكن رد باسيل بعد ساعات ذهب الى الأبعد فتحدث عن حرب بالإشاعات والكذب تستهدف العهد والبلد الان “ وبدنا نخلصه ولو استشهدنا سياسيا ونريد بناء الجمهورية بعدالتها والشراكة بين مكوناتها “ وما لبث ان هاجم من من وصفهم “ بالبعض ممن كانوا مجرمي حرب واليوم هم مجرمو سلم بفسادهم وكذبهم وعمالتهم “ وقال انهم يستدرجون الخارج لفرض مطالبهم المضخمة التي لا تعكس التمثيل السياسي والشعبي .
في اي حال لم تكن آفاق الاتصالات مفتوحة ومشجعة اساسا وبدا ذلك من خلال اتصال هاتفي اجراه الرئيس الحريري برئيس الجمهورية العماد ميشال عون مهنئا على كلمته في القمة الفرنكوفونية بما يعني ان عدم انعقاد لقاء مباشر بينهما يعكس استمرار الازمة ضمن الحلقة المفرغة في انتظار الاسبوع الطالع وما يمكن ان يحمله من جديد
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار