06-10-2018
صحف
القراءة المبسَّطةُ لهذا الموقف تعني أنَّ جنبلاط ما زال عند موقفه: إما أن نأخذَ "حقَّنا المكتسب" وإما الأمور ليست على ما يُرام.
وما ينطبقُ على المختارة يمكن اعتباره أنه ينطبق على معراب، القوات اللبنانية "عرفت من الإعلام" ماذا جرى من تداول في بعبدا حول الحصة التي ستُعطى لها:
نيابة رئاسة الحكومة من دون حقيبة (أي ليس كما هو حاصل الآن: وزير الصحة هو نفسه نائب رئيس الحكومة) ووزارات الثقافة والشؤون الإجتماعية والتربية.
هذه الحصة، مع نوعية الحقائب، رفضتها القوات اللبنانية رفضاً مطلقاً، من خلال بيانٍ عالي النبرة وصف المعروض بأنَّه "فتات"، ومما جاء في البيان الرافض:
"لا تريد "القوات" أن تتمثَّل في الحكومة سوى بالحجم الذي أعطاها إياه اللبنانيون في الإنتخابات الأخيرة. فـ"القوات" حصلت على ثلث الصوتِ المسيحيِّ في لبنان ككل، وبالتالي من حقِّها الطبيعي، ومن دون منةٍ من أحد، أن تحصل على ثلث التمثيل المسيحي في الحكومة العتيدة، إن على مستوى عدد الوزراء أو نوعية الحقائب، ولن ترضى ببعض الفتات من هنا وهناك كما يُروَّجُ له في التركيبة المزعومة".
هكذا:
المختارة تتحدَّثُ عن "الحقِّ المكتسب"، ومعراب تتحدَّثُ عن "الحقِّ الطبيعي"، التذكير بهذين المصطلحين يعني أنَّ الأمور ما زالت في المربع الأول على رغم كلِّ التفاؤل الذي يمكنُ القول عنه إنَّه مصطنع.
بهذا المعنى فإنَّ مكوِّنين أساسيين:
درزي ومسيحي، غير قابلين حتى الساعة، يعني أنَّ الأمور ما زالت معقّدة. وإنَّ "ترياق التشكيل" ليس في المدى المنظور، على رغم محاولات البعض إعطاء نفحة من التفاؤل الذي يتأكّدُ شيئاً فشيئاً أنَّه غيرُ قائمٍ على أسس متينة.
في المحصِّلة، فإنَّه ولو بعد مئة سنة، فإنَّ "الثوابت" العالق فيها موضوع التشكيل، باتت تقوم على ما يلي:
لا ثلث معطِّلاً لأيِّ طرفٍ من الأطراف:
لا المسيحي ولا السنِّي ولا الشيعي. هذا يعني أنَّ لا 11 وزيراً لأحد لئلا يتحكم أحد بمجلس الوزراء، خصوصاً أنَّ للرئيس سعد الحريري تجربةً مرةً مع الثلث المعطِّل، فهذا الثلث المعطل أسقط له حكومته حين كان مجتمعاً مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لهذا، وتحت أيِّ ظرفٍ من الظروف، فإنَّ الرئيس المكلَّف لن يضع رقبته تحت سيفِ التعطيل والتصويت.
لا تشكيلة من خارج سياق نتائج الإنتخابات النيابية، فالحصص الضيّقة لا تُعطي "ترف البذخ" في توزيع الحقائب، بل هي "على القَدّ" كما يقال في اللغة المحكية.
إنطلاقاً من كلِّ هذه المعطيات، ما على اللبنانيين سوى الإكتواء بجمر الإنتظار.
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
في وداع «الأنوار»
أبرز الأخبار