27-08-2018
صحف
وفي ظل الوعيد الذي أطلقه وزير دفاع النظام السوري العماد علي أيوب خلال لقائه نظيره الإيراني العميد أمير حاتمي في دمشق، بـ"تحرير محافظة إدلب سواء بالقوة أو عبر المصالحة"، عبّرت أنقرة عن تخوفها من ازدياد عدد اللاجئين السوريين باعتبارهم "قنبلة سكانية موقوتة" قد تنفجر في وجهها في أي لحظة، وتُشكل عبئاً كبيراً على البلاد اقتصادياً واجتماعياً.
فقد أكد أيوب خلال لقائه حاتمي في العاصمة السورية حسب ما نقلت وكالة "سانا" السورية التابعة للنظام، أن "إدلب ستعود إلى حضن الوطن وسيتم تطهير كامل التراب السوري من الإرهاب إما بالمصالحات أو بالعمليات الميدانية". وشدد أيوب على أن "العلاقات السورية - الإيرانية تُشكل نموذجاً للعلاقات الثنائية بين الدول المستقلة ذات السيادة".
وقال وزير الدفاع الإيراني إن "الأميركيين يبحثون عما يبقيهم شرق الفرات لتثبيت وجودهم في المنطقة". وهو تابع للصحافيين قائلاً إن زيارته تهدف إلى تطوير التعاون الثنائي في الظروف الجديدة ودخول سوريا إلى مرحلة البناء وإعادة الإعمار.
وأضاف: "نأمل أن نتمكن من المشاركة بصورة فاعلة في عملية إعادة البناء والإعمار في سوريا".
واعتبر الوزير الإيراني إجراء محادثات مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في سوريا حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، من البرامج الأخرى لزيارته إلى سوريا.
وميدانياً، أرسلت قوات الأسد تعزيزات جديدة إلى خطوط التماس مع المجموعات المسلحة التي تُسيطر على معظم أراضي محافظة إدلب شمال غربي البلاد.
وأظهر فيديو صورته السبت الماضي وكالة "رابتلي" التابعة لشبكة "روسيا اليوم"، في محيط بلدة الجيد بريف حماة الشمالي الغربي، قوات تابعة للفرقة الرابعة مزودة بالدبابات والمدافع وراجمات الصواريخ، وهي في طريقها إلى إدلب.
وأفادت تقارير إعلامية أن جيش النظام يستقدم تعزيزات إلى ثلاث جبهات، وهي حماة واللاذقية وريف إدلب الجنوبي، معززاً قواته عند حدود آخر جيب للمعارضة المسلحة في البلاد.
وأصبحت مسألة إدلب من أبرز مواضع القلق الدولي في الأسابيع الأخيرة، إذ أصدرت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الثلاثاء الماضي بياناً حذّرت فيه قوات الأسد من إمكانية استخدام الأسلحة الكيميائية أثناء المعركة المتوقعة في إدلب.
وردت وزارة الدفاع الروسية على هذا البيان بالتحذير من أن المسلحين وحماتهم الغربيين يستعدون للقيام باستفزاز كيميائي جديد يتهمون به قوات الأسد، واستخدام ذلك حجة لقيام الولايات المتحدة بشن غارات جديدة على المنشآت السورية.
وفي هذا السياق أيضاً، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحقيق السلام والأمن في مناطق سورية ليست تحت سيطرة بلاده، مضيفاً أنه سيتم القضاء على المنظمات الإرهابية في المنطقة.
وبدأ اللاجئون السوريون في تركيا يقضون مضاجع البلاد باعتبارهم "قنبلة سكانية موقوتة"، قد تنفجر في أي لحظة وتشكل عبئاً اقتصادياً واجتماعياً كبيرين.
فقد نشرت هيئة الهجرة التركية أخيراً تقديراً يشير إلى أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا سوف يتجاوز 5 ملايين نسمة بحلول عام 2028، الأمر الذي اعتبره مراقبون بمثابة إنذار مبكر، لم تشر أنقرة إلى من توجهه بالتحديد.
ومنحت تركيا وضعية "حماية موقتة" لثلاثة ملايين ونصف المليون سوري فروا من أتون الحرب التي تشهدها بلادهم منذ أكثر من 7 سنوات، وانخفض عدد السوريين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين إلى نحو 205 آلاف لاجئ.
وبحسب بيانات هيئة الهجرة التي نشرتها صحيفة "حرييت" قبل يومين، فإن إسطنبول هي المحافظة التي تستضيف أكبر عدد من السوريين (نحو 565 ألف لاجئ)، تليها شانلي أورفا (470 ألفاً).
وتحتضن غازي عنتاب 391 ألف لاجئ، تليها أضنة وتضم 222 ألف لاجئ، ثم بورصة 152 ألفاً، تليها إزمير 130 ألفاً، ومثلهم في كيليس، و92 ألف لاجئ في ماردين.
وأشارت الإحصاءات التركية إلى أن نسبة اللاجئين السوريين في المحافظات السبع المذكورة تجاوز 10 في المئة في حده الأدنى من مجموع السكان الكلي. ففي كيليس وصلت نسبة السوريين 95 بالمئة من السكان المحليين، وفي هاتاي 28 بالمئة، و23 بالمئة في شانلي أورفا، و19 بالمئة في غازي عنتاب، و10 بالمئة في أضنة، و11 بالمئة في ماردين ومرسين.
وتُظهر البيانات التركية أن عدد الأطفال السوريين الذين ولدوا في تركيا ولم يتجاوزوا بعد الرابعة من العمر، بلغ أكثر من 535 ألف طفل، جميعهم من عديمي الجنسية.
وازداد عدد اللاجئين العابرين للحدود التركية بشكل غير قانوني منذ عام 2013، إذ ألقت السلطات القبض على نحو 40 ألف لاجئ في 2013، وحوالى 60 ألفاً في 2014، وأكثر من 146 ألفاً في 2015، وما يزيد عن 174 ألفاً في 2016، ونحو 176 ألفاً في 2017.
وفي عام 2018، ألقت السلطات التركية القبض على نحو 150 ألف لاجئ سوري حتى آب الجاري.
وفي سياق آخر، قام ممثل عن وزارة الخارجية الأميركية السبت الماضي بزيارة الأراضي الخاضعة لسيطرة الأكراد في سوريا، فيما بدأت هذه الأقلية مفاوضات مع النظام السوري من أجل تحديد مستقبل هذه المناطق.
وزار ويليام روباك بلدة شدادي التابعة لمحافظة الحسكة في شمال شرق البلاد بعد زيارة قام بها إلى مدينة عين العرب (كوباني) ومنبج في محافظة حلب (شمال) خلال الأيام الماضية.
كما من المقرر أن يزور خلال الأيام القادمة مناطق في محافظة دير الزور (شرق) حيث توجد قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف عربي - كردي تدعمه واشنطن لمحاربة تنظيم "داعش".
وقال روباك أمام صحافيين خلال زيارته الشدادي "نحن مستعدون للبقاء هنا كما قال الرئيس (الأميركي دونالد ترامب) بوضوح لضمان القضاء نهائياً على تنظيم "داعش""، مضيفاً "سنبقى نركز على انسحاب القوات الإيرانية وعلى وكلائها أيضاً".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار