21-08-2018
محليات
وبحسب هذه القراءة، فإنّ هذه الاطراف المتصادمة تتسلّح بنتائج الانتخابات النيابية باعتبارها وَفّرت لكل طرف ثقلاً تمثيلياً في مجلس النواب يريد ان يصرفه في الحكومة بالحصص والحقائب التي يريدها، وكل هذه الاطراف تقطع الطريق على بعضها البعض وتتسلح بمقولة واحدة مفادها: «لن نسمح أبداً بإطاحة موازين القوى التي أفرزتها الانتخابات، والتي يجب ان تترجم في الحكومة مهما طال الزمن».
في ظل «لعبة التشاطر» هذه، تضيف القراءة التشاؤمية، تُمارِس أطراف التأليف لعبة حافة الهاوية، وتتحيّن الفرصة للالتفاف على بعضها البعض بشروط ومطالب وعقد غير قابلة للحل، وهذا معناه انّ الطريق الى حكومة شراكة محفّر وغير سالك ابداً، وبالتالي لا إمكانية لولادة حكومة متوازنة، كما لا إمكانية لولادة حكومة من طرف واحد، ولا لحكومة أكثرية، خصوصاً انّ لمثل هذه الحكومات عدة محاذير ومخاطر قد تدفع البلد الى مجهول أخطر.
وبحسب هذه القراءة فإنّ الخلاف ليس فقط على الحقائب والاحجام او على توازنات الحكومة، بل هو ايضاً على أجندة هذه الحكومة في المرحلة المقبلة والسياسة التي ستنتهجها، خصوصاً انّ هذه الاجندة قد تكون متخمة بعناوين وملفات محلية وإقليمية حساسة، ليست محل اتفاق حولها بين القوى السياسية بل هي على طرفي نقيض منها، ولا جهوزية لأيّ طرف في ان يماشي الطرف الآخر او يسير وفق توجّهه او يشاركه نظرته الى تلك الملفات.
ولذلك كل هذه الاطراف تشد الحبل في اتجاهها وتسعى لبناء جدران حماية حولها، وتمارس في الوقت نفسه «لعبة انتظار» وضوح الصورة من حول لبنان لتبني على الشيء مقتضاه، ولكن من قال انّ لعبة الانتظار هذه هي لمصلحة هذا الطرف او ذاك؟
وتخلص القراءة التشاؤمية الى انه في ظل نظرتين متناقضتين وتوجّهين متضاربين، فإنّ تأليف الحكومة سيبقى معطلاً الى أمد بعيد، وعلى وجه التحديد الى حين ان تسلّم كل الاطراف بحالة الاستعصاء، وتقرر المشاركة في إحداث نقلة نوعية في مقاربة ملف التأليف، والتفكير بوسيلة اختراق جدي في جداره من خارج المتداول بين أيدي الاطراف المتصارعة حالياً»
أبرز الأخبار