26-07-2018
محليات
وتبرر الاوساط صمود التسوية لانها نتاج حوار سنّي-شيعي بدأ خلال مرحلة الفراغ الرئاسي واستمر اشهراً قبل ان يتوّج بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية ثم عودة الرئيس سعد الحريري الى السراي الحكومي. وما عزّز متانة وقوّة هذه التسوية انها اُنجزت بتفاهم مشترك وقناعة متبادلة بين الفريق السنّي الذي يُمثّله الرئيس الحريري واستطراداً قوى “14 آذار” وبين الفريق الشيعي الذي يُمثله “حزب الله” ومعه فريق “8 آذار”، بالحفاظ على التوازن القائم وعدم اقصاء اي فريق عن السلطة، لان التجارب السياسية افضت الى ان البلد لا يُحكم بمنطق الغلبة والمُنتصر وانما بصيغة “لا غالب ولا مغلوب”.
ففي وقت يستعر الصراع المذهبي والطائفي في المنطقة وغالباً ما ينحو في الاتّجاه الدموي، وكانت ساحات عربية عدة مسرحاً له، الا انه سلك طريقاً مغايراً في لبنان واتّجه نحو ادارة الخلاف عبر الحوار. فالثنائي الشيعي، لاسيما “حزب الله” و”تيار المستقبل” استندا الى التجربة اللبنانية والى ما تشهده المنطقة من صراع دموي وبدآ رحلة الحوار التي انتجت تسوية رئاسية لا تزال قائمة حتى اليوم. وتشير الاوساط الى “ان قناعتهما المشتركة في عدم الانجرار وراء التشنّج والصراع المذهبي اللذين يُظللان المنطقة، هي القاعدة الاساسية التي ثبّتت التسوية الرئاسية وكانت السدّ المنيع امام عدم انهيارها
واكدت “ان هذه التسوية التي يُعد النأي بالنفس عمودها الفقري اضافةً الى ابعاد لبنان عن نيران المنطقة وعدم الدخول في سياسة المحاور، لان عكس ذلك يعني ان اولى الضحايا سيكون استقرار البلد، مستمرة حتى اشعار اخر، لان هناك قناعة وتصميماً مشتركاً بين عرّابيها اي “حزب الله” و”المستقبل” باهمية تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، واعتماد الحوار وسيلةً لادارة الخلافات وتقريب وجهات النظر”.
ومع ان بعض الاصوات المحسوبة على “8 آذار” بدأت ترتفع مطالبةً بعودة الحياة السياسية بين لبنان وسوريا الى طبيعتها، لان هناك ملفات كثيرة لا يُمكن معالجتها الا عبر التواصل مع الحكومة السورية، كعودة النازحين وتنشيط التبادل التجاري مع استتباب الامن في سوريا، اضافةً الى الاستعداد لمرحلة إعادة اعمار سوريا، الا ان لا خوف على سقوط تسوية “النأي بالنفس” تُطمئن الاوساط، لان اي حسم في الملفات المذكورة يحتاج الى قرار موحّد من الدولة والا يفقد تأثيره وقوته، كما ان استمرار هذه التسوية بات مطلباً دولياً اساسياً لا يُمكن تخطّيه”.
واكدت “ان “حزب الله” متمسّك بها كثيراً، خصوصاً في ظل سعيه للانخراط اكثر في السلطة وتعزيز وجوده في الحكومة كي يُحارب الفساد ويُلبّي حاجات بيئته”، تختم الاوساط”.