مباشر

عاجل

راديو اينوما

مواطنون ام وطنيون؟!

25-07-2018

تقارير

المحامية ميرنا كميل الحاموش

المحامية ميرنا كميل الحاموش

نعم، نحن مواطنون لبنانيون !!! لبنانيون بسلوكيات اجتماعية غريبة عجيبة، وظواهر تحتاج لدراسات معمقة في علم النفس الاجتماعي، للوقوف على تركيبتنا الفريدة، كشعب قادر ان يبتهج ويثور ويتجمهر ويرقص الدبكة، يحزن ويملأ المطاعم ويؤرغل ويحصل على اعلا الشهادات العلمية ، ويتابع المونديال، واخر صيحات الموضة، وكل المسلسلات المكسيكية، والتوك شو السياسي، و يحب ام كلثوم وهزة خصر شاكيرا، شعب فرونكوفوني يتحدث الانكليزية بطلاقة، ويتحزب لزعيم ويتقرب من اخر، يناصر القضايا العربية والعالمية، عنصري ومنفتح!!!

نعم، غريب امرنا نحن المواطنين اللبنانيين،  حين نقوم بزيارة بلاد واقعة في الطرف الاخر من الكرة الارضية ولم تطأ اقدامنا الحي المقابل لحينا !!!

وغريب امرنا، كيف يمكننا ان نبقي على نظافة سيارتنا لاننا ببساطة نرمي اوساخنا من شبابيكها !!!

وغريب امرنا، كيف اننا نتمتع في منازلنا بكل الرخاء والرفاهية ونواجه في بعض مؤسساتنا الرسمية مظاهر التخلف والفقر وسوء المعاملة التي تصل الى حد الاذلال ! 

نعم، غريب امرنا، كيف اننا نسهر، نتنقل بافخر السيارات، اولادنا في افضل المدارس، لدينا خدم، مقتنيات ثمينة، في دولة فقيرة مدينة وصلت حد الافلاس !

اليس غريبا امرنا ؟

كيف اننا نحمل اعلام العالم كله على شرفات منازلنا على سياراتنا في مطاعمنا في ساحاتنا العامة وكأن الوطن مجموعة سفارات اجنبية ؟؟

وغريب امرنا، حين نتجمهر، ونبتهج  ونغضب ونتحدى ونتغاصم ونطلق الرصاص ونقتل، على خلفية لعبة كرة القدم ؟  

وغريب امرنا،  حين يذهب سياسيونا في عطلاتهم تاركين ازمات البلاد المتراكمة ؟

ازمة كهراباء، ازمة نفايات،ازمة مياه، ازمة بطالة،ازمة نزوح،  ازمة حريات، ازمة عدالة، ازمة سلطة وفساد!!!

ظواهر كثيرة في مجتمعنا ان دلت على شيء فهي تدل على انخفاض مخيف في منسوب الوطنية فينا، انما هذا، ليس لاننا كافرون بالوطن ، انما لان العلاقة بيننا نحن المواطنين وبين السلطة السياسية هي علاقة غير متوازنة، فنحن نعيش في ظل كيان سيساسي ونفتقر الى الدولة. وحتى، هذا الكيان السياسي الذي يفرض سلتطه علينا كافراد هو بالحقيقة عاجز عن تأمين ادنى حقوقنا كمواطنين .

نعم ، نحن مواطنون لبنانيون، انما ننتمي الى فرديتنا، وعلاقتنا مع مواطنيتنا تقتصر على قشور،  وتسويات مع السلطة السياسية القائمة.

وعليه،

نحن مواطنون غير وطنيين نعيش في وطن بلا دولة . 

                                  

                                       للأســــــــــــــــــــــــــــــــــف!!!!    

 

                                                                                     

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.