18-07-2018
لكل مقام مقال
اكثر من ملف طرح في الحكومة المنصرفة وكان لوزراء حزب الله والقوات اللبنانية موقف واحد منه. فقد ثبت ان للحزب والقوات مقاربة مشتركة لمواضيع أساسية شغلت اللبنانيين حتى أصبحت بالنسبة لهم اهم بكثير من المواقف المتعلقة بشؤون السياسة وزواريبها.
على سبيل المثال لا الحصر، وفي ملف المناقصات التي حاول البعض تحويلها إلى صفقات، وصفقة بواخر الكهرباء خير شاهد، ابتعد الحزبان عن التيار الوطني الحر وتيار المستقبل واقتربا من بعضهما اكثر ليشكل الموقفان موقفا واحدا ثابتا يتمثل في رفض إجراء اي مناقصة خارج إدارة المناقصات، وهذا موقف كان قد سبق الجميع في الدعوة إليه والدفاع عنه رئيس السلطة التشريعية نبيه بري.
سئم اللبنانيون بمختلف فئاتهم السياسيين الذين يتلطون وراء الشعارات السياسية الرنانة والعبارات السيادية الطنانة، ليبيعوهم كلاما لا يمكن صرفه. وأصبح الاختباء وراء الشعارات الفارغة مفضوحا أمام غالبية المتابعين، ومع اضمحلال الطبقة المتوسطة وتحولها الى طبقة فقيرة مديونة راح اللبنانيون يبحثون عن من يعمل على إنقاذ ما تبقى أمام هذا البحر من الفساد الذي يغرق فيه المواطنون وبعوم على سطحه المسؤولون.
في اكثر من مناسبة أكد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اعلان الحرب على الفساد مشددا على حتمية الانتصار فيها، قبل وبعد كلام السيد نصرالله كان وزراء الحزب في الحكومة ونواب كتلة الوفاء للمقاومة في المجلس الأبعد عن الفساد المستشري بين السياسيين وذلك بشهادة خصوم لهم وأصدقاء.
وزراء القوات اللبنانية في الحكومة ونوابها في المجلس كانوا الأقرب سلوكيا الى وزراء ونواب حزب الله من وزراء التيار الوطني الحر ونوابه. وطالما أن الفريقين الاكثر خصومة وتباعدا التقيا على موقف مشترك، فإن الدعوة الآن موجهة الى جميع الافرقاء لوضع السياسة جانبا، والانضمام لتشكيل جبهة واحدة عريضة وموسعة تضم الى القوات والحزب كل من اراد مواجهة الفساد قولا وفعلا. لان الفساد اليوم هو العدو الأخطر كونه الأقوى والاقرب، الذي يهدد بانهيار لبنان على رؤوس اللبنانين
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار