11-07-2018
لكل مقام مقال
اميل العليه
ناشر ورئيس تحرير موقع إينوما الالكتروني
الشرطي يقف في منتصف الطريق ويشير إلى السيارات بضرورة الاستمرار في التوقف وكأنه يقول لهم: أكان الضوء اخضرا ام اصفرا ام احمرا، لن يمر أحد من هنا قبل أن يمر حضرة المسؤول. والمواطنون يطيعون مجبرين حتى إذا ما مر حضرة المسؤول ابتسم لهم الحظ واستجاب الله لادعية أمهاتهم فانفرجت الأزمة ومروا.
منذ أيام تكرر المشهد نفسه في منطقة الحمرا وفي قلب العاصمة اللبنانية بيروت، هذه المرة كان بين السيارات التي اصطفت قطيعا، سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر وفيها مواطن يجب نقله بحالة طارئة الى المستشفى وبأقصى سرعة.
نزل أحد المسعفين من السيارة مسرعا باتجاه الشرطي، الذي يقف مطبقا القانون في وجه المواطن وفي خدمة المسؤول.
استأذن المسعف الشرطي للكلام وأخبره أن سيارة الإسعاف تنتظر وفيها من يجب نقله إلى المستشفى بأقصى سرعة. لم يكلف الشرطي نفسه السمع والإصغاء، فهو اعتاد على الأوامر تزل عليه من عل. أومأ الى المسعف أن يغادر من حيث أتى وكأنه لم ير ولم يسمع.
عاد المسعف أدراجه، صعد إلى سيارة الإسعاف، لم يكن بحاجة إلى أن يخبر السائق عما جرى فالقصة واضحة، على الجميع اصحاء ومرضى الانتظار في سياراتهم حتى يمر حضرة المسؤول.
لم يكن الشرطي الواقف على الإشارة مطبقا القانون على قياس المسؤول بحاجة أن يستشير أحدا، أو يسأل الضابط المسؤول عنه، عما إذا كان يجب عليه أن يفتح او لا يفتح الطريق أمام سيارة الإسعاف. كان قراره فوريا وبديهيا وواضحا، المواطنون برغش المسؤول اله، ربما قفز الى مخيلته مشهد رفيق له في القوى الأمنية يحمل اغراض زوجة أحد المسؤولين ويسير وراءها وكأنه عبد لها ولزوجها ولكل أفراد العائلة، فادرك أن عليه خدمة المسؤول اولا واخيرا ومهما كلف الأمر.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار