02-07-2018
لكل مقام مقال
اميل العليه
ناشر ورئيس تحرير موقع إينوما الالكتروني
على ابواب تأليف حكومة جديدة، ترى التيارات والأحزاب وكل من أنعم عليه الأحباب بأربعة نواب، يتصارعون للحصول على مقاعد وزارية، تترواح بين السيادية والخدماتية والعادية. نعم حتى الوزارت عندنا، تم تصنيفها وتم تكريس بعضها بأسماء طوائف، وبعضها بأسماء أحزاب، وبعضها بأسماء أشخاص. لدرجة انك ترى مثلا أحد التيارات المحبوبة كثيرا في الشارع المسيحي قد تراجع عن كل محاضراته وانجازاته في موضوع مشروع فصل النيابة عن الوزارة، فقط لأن رئيس التيار وزير نجح - بعون من أعان - في الانتخابات، والوزارة التي يشغلها مسجلة بإسمه وقد ورثها أبّا عن جد.
ما هو مبرر هذا الصراع المرير الذي يخوضه الكل في مواجهة الكل بهدف الحصول على مقاعد وزارية؟
هل يتصارع هؤلاء في سبيل الوصول إلى مكان يستطيعون من خلاله خدمة مواطنيهم، أم أن غايات أخرى مجهولة معلومة تحركهم؟
الوزارة في لبنان مزراب ذهب، على هذا الأساس يتعامل معها غالبية من دخل نعيمها، وغالبية من يستميت علّه يجد بالحلال أو بالحرام سبيلا يدخله الى هذا النعيم.
ما الذي يجعل مثلا نائبا ووزيرا في حكومة تصريف الأعمال يحرد ويزمجر في وجه تياره ورئيس تياره فقط لأنهم قرروا فصل النيابة عن الوزارة؟
ثابت بما لا يقبل الشك، أن من يتعاطون السياسة في لبنان، وفي غالبيتهم هذه الايام، يخلطون بين خدمة المواطن وسرقة المواطن، وهم عن سابق تصور وتصميم، استبدلوا بالأولى الثانية، ورفعوا أنفسهم فوق أية محاسبة، ولم يستحوا لأن "اللي استحوا ماتوا" وهم آلهة واما الآلهة فلا يموتون.
أبرز الأخبار