19-06-2018
محليات
وأوضحت أن مثل هذا الإجراء الذي يسمح للإيراني بأن يكون ختم دخوله إلى لبنان على ورقة منفصلة عن الجواز يسهل عملية انتقال رجال الحرس الإيراني إلى لبنان ومنه إلى سوريا.
وكشفت أن الجانب الأهمّ في الإجراء هو في تطبيق المعاملة بالمثل على اللبنانيين الذين يزورون إيران. فهؤلاء لا تختم جوازاتهم عند منافذ الحدود الإيرانية وذلك كي لا يتعرضوا لأي مضايقات لدى محاولتهم الحصول على تأشيرات أوروبية أو أميركية.
وكان لبنان أعفى الإيرانيين من التأشيرة في عهد حكومة نجيب ميقاتي التي تشكلت في أواخر العام 2010. واتخذت تلك الحكومة التي سمّيت حكومة حزب الله قرار الإعفاء بناء على طلب إيراني كان رفضه سعد الحريري في أيّام حكومته الأولى.
ومعروف أن من بين الأسباب التي دفعت حزب الله إلى إسقاط حكومة الحريري الأولى رفض الأخير سلسلة من المطالب الإيرانية قدّمها له الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في أثناء زيارة لطهران في صيف 2010. وكان على رأس هذه المطالب إعفاء المواطنين الإيرانيين من تأشيرة الدخول إلى لبنان.
ورأت المصادر السياسية اللبنانية في خطوة عدم ختم الجوازات الإيرانية عند منافذ الحدود اللبنانية بمثابة تطور طبيعي في سياق التقارب اللبناني الإيراني الذي عبر عنه أخيرا قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني. وذهب سليماني في أحد تصريحاته إلى أن الأكثرية في مجلس النواب اللبناني الجديد صارت لحزب الله، إذ لديه 74 نائبا من أصل 128 يتألف منهم البرلمان.
ولفت المراقبون إلى الحملة التي تشنها الصحافة الغربية وما أثارته صحيفة واشنطن تايمز الأميركية مؤخرا من تسليط للضوء على وضع مطار بيروت وسيطرة حزب الله عليه وتحويله إلى معبر لتهريب عناصر الحرس الإيراني. وأضافوا أن لهذا الضجيج علاقة بتطورات مقبلة تتعلق بإجراءات دولية قد تتخذ للحد من سطوة إيران على لبنان.
ويستغرب المراقبون صمت الطبقة السياسية الحاكمة عن هذا الأمر بحيث نأت وزارة الخارجية اللبنانية بنفسها عن الإجراءات المتعلقة بمراقبة الجوازات، فيما تلمّح بعض الأوساط إلى أن قرار إعفاء الإيرانيين من التأشيرة ومن ختم الدخول والخروج على الجوازات قد نفذ في عهد حكومة ميقاتي لكنه اتخذ في عهد حكومة الحريري قبل ذلك في اتفاق أبرمه وزير الخارجية آنذاك علي الشامي.
وعلى الرغم من أن الأمر أثار سجالا حينها بين ميقاتي والحريري إلا أن بيروت التزمت بالاتفاق مذاك بما سمح بمرور عناصر وقيادات إيرانية عبر مطار بيروت في الطريق إلى ميادين القتال في سوريا.
وتكشف بعض المعلومات أن واشنطن وعواصم القرار الكبرى غير مرتاحة للدور الذي لعبته بيروت في هذا الصدد ما منع أجهزة الأمن الدولية من رصد دقيق لحركة تنقل الإيرانيين كما موّهت بالمقابل وأخفت حركة انتقال اللبنانيين إلى إيران والذين يستفيدون من نفس الإجراء في المطارات الإيرانية.
وينقل عن مصادر خليجية أن إخفاء التأشيرة الإيرانية عن جوازات اللبنانيين يشوه المعلومات الخاصة بمن يتقدمون بطلب تأشيرات من دول الخليج. وقد أثارت أجهزة الأمن الأميركية هذا الأمر في معرض مراقبتها للسيرة الأمنية للبنانيين المتقدمين بطلب التأشيرة الأميركية.
وتتخوف بعض الأوساط اللبنانية من أن تؤدي الحملة الدولية بشأن أمن مطار بيروت وسيطرة حزب الله عليه إلى تعليق بعض الدول لا سيما الخليجية رحلاتها إليه عشية موسم الاصطياف والسياحة في لبنان.
وتربط بعض الأوساط إثارة موضوع غياب التأشيرات عن الوافدين الإيرانيين إلى لبنان ووضع مطار بيروت من قبل الصحافة الغربية بمسألة التأخر في تشكيل الحكومة اللبنانية.
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري إن محركات الورشة المعنية بهذا الأمر معطلة، وإن أسباب ذلك قد تكون خارجية دون أن يوضح هوية الجهة أو الجهات الخارجية التي ضغطت لتأجيل تشكيل الحكومة الجديدة.
أبرز الأخبار