28-05-2018
محليات
المُفارقةُ الأولى أن “حزب الله” الذي خرَج منْتصِراً من انتخاباتٍ تشكل في رأي بيئته بدايةَ “خَلْخَلَةِ” النظام القائم وتركيبته، سيَمضي بما يحلو للبعض وصْفه بـ“الانقلاب الناعم”، أي عبر القيام بعملياتِ قضْمٍ مُمَنْهَجَة للسلطة وآلياتها لفرْض تغييرٍ في المعادلةِ القائمة من الداخل وعلى البارد لإدراكه الحساسية المفرطة للتوازنات الطائفية في البلاد.
والمُفارقةُ الثانية تطلّ من الخارج عبر سيْف العقوبات الأميركية – الخليجية غير المسبوقة على “حزب الله” وقيادته التي أُدرجتْ على لوائح الإرهاب، وهو التطوّرُ الذي يشكل دفْعةً على الحساب في المواجهةِ مع إيران وأَذْرعها في ظل صعود نجم الصقور في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وصحيح أن دولَ الخليج قاطبةً كانت حاسمةً في دعْمها لمهمة الحريري، وبلا أي قيد أو شرْط، وأنها أدارتْ الأُذُنَ الصماء لنصائح من نوع أن عدم تشكيل حكومةٍ جديدة في لبنان هو أقلّ فداحة من تأليفها، إلا أنه سيكون من الصعب عدم الأخذ بالاعتبار في بيروت أن المجتمعيْن العربي والدولي لن يتساهلا حيال أي قفْزةٍ لبنانية غير محسوبة.
أخبار ذات صلة