24-04-2018
عالميات
تشير الصحيفة أنه في الأسبوع الماضي، قام الرئيس الإيراني (حسن روحاني) والذي يمر بأوقات عصيبة بسبب وضع الريال الإيراني، بمنع الصرافين من بيع الدولار واليورو، في محاولة يائسة منه لتحسين وضع العملة الإيرانية.
وفي مطار إيران الدولي، يسمح للمسافرين الذين وجهتهم “الدول القريبة” بشراء 500 يورو فقط (615 دولار)، بينما يسمح للمسافرين إلى “الدول البعيدة” بشراء 1,000 يورو. ولا يسمح للإيرانيين الاحتفاظ بأكثر من 10،000 دولار أو 10,000 يورو، كما تم تحديد سعر الصرف الرسمي بمبلغ 42,000 ريـال للدولار الواحد، أي أقل بنحو 20 ألف ريال من سعر الصرف في السوق السوداء.
وانخفضت العملة الإيرانية لأكثر من 35% منذ انتخاب (روحاني) لولاية ثانية في أيار 2017. وبالطبع، تقول الصحيفة أن التدهور الاقتصادي هذا لم يكن ضمن الأخبار الجيدة التي وعد (روحاني) بها الإيرانيين.
مشاكل على الصعيد الداخلي
وعلى الصعيد السياسي الداخلي، لم يعد واضحاً من هم أعدائه السياسيين. هل هم المحافظون الذين يسعون إلى إسقاطه أم أنصاره الإصلاحيين الذين أصيبوا بخيبة أمل وإحباط بعد خمس سنوات عجاف من الحكم، أم عموم الناس، الذين وعدوا بمستويات معيشة لم يرونها، بالإضافة إلى ملايين العاطلين عن العمل الذين يعيشون على المعونات.
وما يزال صدى المظاهرات التي بدأت في كانون الأول، يتردد في المدن الإيرانية حيث ما زال العشرات من المتظاهرين الذين ألقي القبض عليهم ينتظرون المحاكمة، بينما أدين البعض بأحكام قاسية.
وفي نفس الشهر، أعلن عمال مصنع “هافت تابيه” في محافظة خوزستان الأضراب، حيث يعمل حوالي 5،500 عامل – بسبب عدم تلقيهم أجوراً منذ شهور، حتى أن عدداً من هؤلاء العمال أقدم على الانتحار لأنهم لم يستطيعوا سداد ديونهم.
تضيف الصحيفة أن حادثة الإضراب عن العمل هذه لم تكن معزولة. لقد وقعت حوادث مشابهة في العديد من المعامل وبخاصة تلك التي تم خصخصتها وبيعها لرجال الأعمال، حيث لم تكن نتائج الخصخصة مشجعة.
في نهاية العام الماضي، توقع البنك الدولي أن ينمو اقتصاد إيران بنسبة 4 % ما بين 2018 و2019 – أي ما يعادل نصف المعدل المطلوب من الحكومة. وعلى الرغم من بلوغ النمو الصناعي 18% خلال النصف الثاني من عام 2017، إلا أنه لم يتجاوز 4% حتى الآن لهذا العام. حيث فشلت محاولات زيادة الإنتاج. والإصلاحات الاقتصادية التي وعد بها (روحاني) في ميزانية هذا العام اختفت بالكامل تقريباً بسبب الاحتجاج على الزيادة المخططة في الأسعار ووقف الدعم الحكومي.
في آذار، تظاهر المزارعون في محافظة أصفهان بسبب نقص المياه الناجم عن سوء إدارة الاقتصاد في المياه. ومما زاد الطين بلة الجفاف الذي ضرب إيران والذي يعد الأسوأ منذ نصف قرن. حيث أدى إلى انخفاض تدفق المياه على السدود الإيرانية، لذا يتوقع أن ينخفض إنتاج الكهرباء بأكثر من 40%.
وبحسب الصحيفة فأن مصائب النظام يبدو أنها لا تنتهي، فالمتظاهرون لعنوا الزعيم الديني الأعلى (آية الله علي خامنئي) وتمنوا له الموت. وتساءلوا أيضاً، لماذا تواصل إيران تمويل الحروب في سوريا واليمن؟ وبالطبع وصلت شكاوى المتظاهرين إلى مكتب (محمد علي جعفري) قائد الحرس الثوري الإيراني، و(قاسم سليماني)، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري.
في وسائل الإعلام الموالية، كان من الواضح ميل الموالين لوضع رجل عسكري بدلاً من رئيس مدني. وتضيف الصحيفة أنه ليس واضحاً ما إذا كانت نيتهم شخصية عسكرية لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة – التي من المقرر إجراؤها في 2021 – أو لطرد الرئيس (روحاني) خلال فترة ولايته الحالية.
جرى التقليد السياسي في إيران، السماح للرؤساء بالاستمرار لولايتين رئاسيتين وذلك حسب الدستور، ولكن إذا خرجت الاحتجاجات المدنية عن السيطرة، ترى الصحيفة أن التغييرات في الإدارة السياسية ستكون حلا واردا.
وعلى الرغم من أن حلولا مشابهة حدثت في بلدان أخرى في المنطقة في محاولة لاسترضاء الجمهور، إلا أن نتائجها أظهرت تأثيراً يدوم لفترة قصيرة فقط.
تحت الحماية الروسية
تشير الصحيفة، أن الاتفاق النووي والأزمة الاقتصادية أديا إلى حشر إيران في الزاوية، فهي غير قادرة على تطوير برنامجها النووي ولا يمكنها المخاطرة بخوض حرب تقليدية. أن الأزمة الحالية ستجبر إيران على اتخاذ قرارات في المعارك الأخرى التي تخوضها، خاصة في سوريا.
وبالنظر إلى الضربات الجوية الأخيرة التي وجهت إلى إيران في سوريا، والتصعيد اللفظي مع إسرائيل، ومع احتمال قيام إسرائيل بزيادة الطلعات الجوية التي تستهدف مواقع إيرانية في سوريا، هذا يتطلب من إيران بحسب الصحيفة تسريع العملية الدبلوماسية التي تقودها روسيا.
وترى الصحيفة أن الضربات الجوية الإسرائيلية، ستؤدي في الواقع إلى تعاون وثيق بين إيران وروسيا في محاولة للتوصل إلى اتفاق شامل يعزز نظام (بشار الأسد) ويثبت مناطق نفوذ تابعة لكلا البلدين في سوريا، ويقيم مناطق تهدئة، ذلك سيمنح سيطرة كاملة لـ(الأسد) على البلاد مما يقيد حرية تصرف إسرائيل في سوريا.
من أجل تحييد خطر الضربات الإسرائيلية على قواعدها في سوريا، يمكن لإيران توظيف الاستراتيجية التي استخدمتها بنجاح في العراق: دمج الميليشيات التي تعمل تحت سيطرتها في صفوف ما تبقى من الجيش السوري. حيث أجبرت الحكومة العراقية في نهاية المطاف على إضافة قوات الحشد الشعبي إلى الجيش الذي يدفع الآن رواتبهم.
وبحسب الصحيفة فإن الوحدات والقواعد المشتركة لقوات الأسد – الإيراني ستجعل من الصعب على إسرائيل أن تدعي أنها تحاول منع إيران من تعزيز موقعها في سوريا، وكل ضربة على قاعدة مشتركة ستعتبر عملاً عدائياً ضد نظام (الأسد).
التغيير الديمغرافي
هناك طريقة أخرى يمكن لإيران تعزيز مكانتها في سوريا دون عائق، وهي بحسب الصحيفة إزالة أجزاء من الشعب السوري واستبدالهم بمئات الآلاف من اللاجئين الأفغان والباكستانيين، الذي يقاتل بعضهم في سوريا بالفعل على حساب الحكومة الإيرانية وتحت رعايتها.
كما أن رجال الأعمال والميليشيات يشترون أراضي ومنازل في سوريا، ومن المتوقع أن يتم منحهم الجنسية السورية مما يمنحهم حق التصويت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وبحسب الصحيفة، إن مصانع الأسلحة الثقيلة والصواريخ التي أقامتها إيران في سوريا سيصبح أيضاً جزءاً من الترسانة الشرعية السورية، مما يجعل من الصعب التمييز بين الأسلحة السورية والإيرانية.
وكما هو الحال في العراق ولبنان واليمن، لن تحتاج القوات الإيرانية النظامية إلى التواجد على الأرض من أجل ضمان توطيد نفوذها. بموجب هذه الاستراتيجية، لن تحتاج إيران حتى إلى إنشاء منظمة منفصلة موالية لإيران مثل “حزب الله” في سوريا. بدلاً من ذلك، سيتم ملء هذا الدور من قبل الجيش السوري، الذي سيحصل على حماية الكرملين ضد الهجمات الخارجية.
هذه الخطوات، إذا حدثت بالفعل، يمكن أن تساعد النظام الإيراني على التعامل ليس فقط مع التهديد الإسرائيلي، ولكن أيضا مع الضغوط الداخلية التي من المحتمل أن تواجهها إذا قررت الولايات المتحدة التخلي عن الصفقة النووية.
وبالنسبة لمواجهة الاحتجاجات الداخلية العامة ضد مشاركة إيران المستمرة في حربي سوريا واليمن، وعلى الرغم من انه تم قمعها بالقوة إلا أنها لم تختف تماما، مما يعني أن النظام يستعد للمواجهة الداخلية مرة أخرى.
بنهاية المطاف، ترى الصحيفة حاجة طهران إلى التوفيق بين توطيد نفوذها في سوريا مع تهدئة غضب الناس بسبب الوضع الاقتصادي والحرب في سوريا هو ما سيحدد الخطوة التالية لإيران تجاه إسرائيل.
أبرز الأخبار