16-04-2018
صحف
أما لبنان الحريص على إعلاء كلمة العرب وتوحيد صفوفهم في مواجهة التحديات المُحدقة بالمنطقة وأمنها القومي، فكانت مشاركته وازنة في أعمال قمة الظهران من خلال الوفد الرسمي الذي ترأسه رئيس الجمهورية ميشال عون وضم إليه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بمشاركة وزراء الخارجية والداخلية والاقتصاد، بينما لفت الانتباه في الكلمة التي ألقاها عون أمام القادة العرب تعويله على مبادرة سعودية "عملية رائدة تلمّ الشمل" العربي فتكون بمثابة "إنقاذ من حال التشرذم"، سيّما وأنه حذّر من كون "الأخطار كثيرة والتحديات كبيرة ومسؤوليتنا جسيمة ويبقى أن نختار ما بين المواجهة والرضوخ"، مبدياً تخوفه من "وجود ملامح سياسية تُرسم لمنطقتنا ستنال منا جميعاً في حال نجاحها". وعلى هامش القمة عقد رئيس الجمهورية سلسلة اجتماعات أبرزها مع خادم الحرمين الشريفين بحضور رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية جبران باسيل بحيث جرى عرض للعلاقات بين لبنان والسعودية وسبل تطويرها إضافةً إلى المداولات الجارية في قمة الظهران، كما التقى بحضور الحريري العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ثم اجتمع بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وكان عون قد توجّه إلى رئيس القمة والقادة العرب إثر الانتهاء من إلقاء كلمته معرباً عن سعادته بأن يستضيف لبنان أعمال الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية العام المقبل في بيروت، وهو ما عاد فأكد عليه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال المؤتمر الصحافي الختامي للقمة العربية في الظهران من خلال إبدائه النية العربية باستضافة بيروت أعمال القمة الاقتصادية في 2019.
وفي البيان الختامي للقمة، حملت الفقرة الخاصة بلبنان تأكيد القادة العرب على "التضامن الكامل" معه و"توفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولحكومته ولكافة مؤسساته الدستورية بما يحفظ الوحدة الوطنية وأمن واستقرار لبنان وسيادته على كامل أرضه"، مع التشديد في الوقت عينه على "حق اللبنانيين في تحرير واسترجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم اللبناني من بلدة الغجر وحقهم في مقاومة أي اعتداء بالوسائل المشروعة".
وأعرب القادة العرب في البيان الختامي عن التمسك بالسلام كخيار استراتيجي وحل الصراع العربي الإسرائيلي وفق "مبادرة السلام" العربية لعام 2002 بكافة عناصرها.
وأكدوا حق فلسطين بالسيادة على كافة الأراضي المحتلة العام 1967 بما فيها القدس الشرقية. وجددوا رفضهم وإدانتهم لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها. واعتبروا القرار الأميركي "باطلاً وخرقاً خطيراً للقانون الدولي".
كما دانوا بشدة السياسة الاستيطانية الاستعمارية الإسرائيلية غير القانونية بمختلف مظاهرها على كامل أرض دولة فلسطين المحتلة العام 1967 بما فيها القدس الشرقية.
ودعا القادة كافة الدول العربية للالتزام بمقررات الجامعة العربية وتفعيل شبكة أمان مالية بأسرع وقت ممكن بمبلغ 100 مليون دولار أميركي شهرياً دعماً لدولة فلسطين لمواجهة الضغوط والأزمات المالية التي تتعرض لها.
وتطرق البيان الختامي إلى الأزمة السورية، فشدد على الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها وسلامتها الإقليمية. وأكد أن الحل الوحيد الممكن للأزمة يتمثل في الحل السياسي القائم على مشاركة جميع الأطراف بما يلبي تطلعات الشعب السوري وفقاً لما ورد في بيان "جنيف 1".
وجددوا الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها وعلى رفض التدخل الخارجي أياً كان نوعه.
كما أكدوا استمرار دعم الشرعية الدستورية في اليمن، برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ودعم الإجراءات التي تتخذها الحكومة الشرعية الرامية إلى تطبيع الأوضاع وإنهاء الانقلاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع المحافظات اليمنية.
وأكدوا سيادة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وتأييد كافة الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة.
وشددوا على أهمية أن تكون علاقات التعاون بين الدول العربية والإيرانية قائمة على مبدأ "حُسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها".
ودانوا التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية باعتبارها انتهاكاً لقواعد القانون الدولي ولمبدأ حُسن الجوار وسيادة الدول.
ودانوا كل أشكال العمليات والأنشطة الإجرامية التي تمارسها التنظيمات الإرهابية في الدول العربية وفي كافة دول العالم، بما في ذلك رفع الشعارات الدينية أو الطائفية أو المذهبية أو العرقية، التي تحرّض على الفتنة والعنف والإرهاب.
واختتمت القمة العربية، أعمالها أمس، في مدينة الظهران، شرقي السعودية، بحضور ممثلي 21 دولة، بينهم 16 قائداً وزعيماً عربياً.
وكان الملك سلمان أطلق على القمة اسم "قمة القدس". وأعلن خادم الحرمين تقديم 50 مليون دولار لوكالة "الأونروا" و150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس.
وشدد خادم الحرمين على ضرورة أن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين.
ودعا المجتمع الدولي لتهيئة كافة السبل لوصول المساعدات إلى اليمن، وقال: "نجدد التأكيد على خطورة السلوك الإيراني في المنطقة".
كما دعا الملك سلمان إلى موقف أممي قوي ضد سلوك إيران في المنطقة.
وشدد العاهل السعودي على أن الأمن القومي العربي منظومة كاملة لا تقبل التجزئة.
ورحب الملك سلمان بالتوافق العربي على قيام قمة ثقافية عربية.
العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، رئيس القمة العربية السابقة، أكد على الحق الأبدي للفلسطينيين والعرب والمسلمين في القدس. وقال: "واجبنا الوقوف مع الفلسطينيين في صمودهم لتحقيق دولتهم".
وبارك ملك الأردن للشعب العراقي انتصاره على تنظيم "داعش" الإرهابي. مؤكداً دعمه جميع المبادرات والحلول لخفض التصعيد في سوريا.
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أعرب عن ثقته "بحكمة خادم الحرمين الشريفين في دعم آلية العمل العربي المشترك". مؤكداً أن دولاً إقليمية تحاول إنشاء مناطق نفوذ في الدول العربية.
وقال السيسي إن هناك دولاً عربية تواجه خطر إسقاط مؤسسات الدولة، لافتاً إلى أن الأمن القومي العربي يواجه تحديات غير مسبوقة.
وأكد السيسي أن خطر الإرهاب يواجه كل الدول العربية، معرباً عن أمله في تشكيل منظومة عربية شاملة لمكافحة الإرهاب.
وفي ما يخص الأزمة اليمنية، قال السيسي إن مصر مُلتزمة بالعمل على تحقيق الحل السياسي مشدداً على أن مصر لن تقبل بقيام عناصر يمنية بقصف السعودية.
وقال السيسي إن جيش دولة أجنبية موجود على أراضي دولتين عربيتين.
وأوضح السيسي أن القضية الفلسطينية تبقى قضية العرب المركزية، لافتاً إلى أن الحق العربي في القدس ثابت وأصيل غير قابل للمساومة.
وأشار إلى أن مصر تعمل على استعادة وحدة الصف الفلسطيني.
وفي الملف السوري، طالب الرئيس المصري بتحقيق دولي شفاف حول استخدام أسلحة محرّمة في سوريا.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار