يتفق علماء السوسيولوجيا على اعتبار بناء العلاقات الإجتماعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اي "العالم الإفتراضي" محكومٌ بالفشل، لأنّ الواقع الافتراضي قد لا يشبه الى حدّ كبير الواقع الحياتي. موضوع الامن الالكتروني هو موضوع يطال كل شرائح المجتمع وكل مواطن فكيف بالحري المرشحين للانتخابات النيابية؟ 

امن المعلومات هو علم مختص بتأمين المعلومات المتداولة عبر شبكة الانترنت من المخاطر التي قد تهدّدها. قواعد البيانات وشبكات الاتصال تبقى عصب العالم المعرفي والصناعي والمالي والصحي وغيرها من القطاعات. لضمان امن المعلومات، يتاح لكل مواطن وسائل تجعله يقوم بعملية تأمين معلوماته واهم الوسائل واولها اخذ الحيطة والحذر من كل موقع مجهول او رسالة مجهول باعثها. كيفية استخدام التكنولوجيا تحكمها عوامل عديدة ابرزها المخاوف الأمنية.

الحوار مع العلية ركز على اهمية اعتبار انّ ما ينطبق على المجتمعات الواقعية ينطبق على المجتمعات الافتراضية. سرقة البيانات والحسابات الالكترونية هو فعلا مرض خبيث ومستعص حتى، بحيث باتت الثغرات الأمنية تشكل عبئًا ثقيلًا على كاهل متخصصي تقنية المعلومات وتهديدًا يستهدف المؤسسات التجارية. لذلك بات فرضاً على كل شخص أن يحمي جهازه الخاص.  ويعزز مخاطر الفيروسات ما ذكره موقع "إنترناشيونال بيزنس تايمز" الإلكتروني الأميركي الذي أكد أن فرص التعرض للاختراقات تزداد عند اتصال المستخدمين بشبكة الإنترنت. وتوقع أن يتمكن قراصنة الإنترنت من الحصول على معلومات مهمة من أي جهاز، دون علم المستخدم.

عن اختراق الواتساب يقول العلية انّ هذا التطبيق موجود على Server خارج لبنان، في الولايات المتحدة ودول اخرى. وعندما نواجه خلل ما في هذا التطبيق يظهر هذا الخلل عند الملايين من المستخدمين في كل انحاء العالم. قد تظهر تطبيقات خبيثة يقوم الفرد بتنزيلها من دون ان يعلم انها  خبيثة وقد تقوم بتسجيل كل مكالماته. يجب الانتباه الى انّ نظام Android يسمح بتنزيل التطبيقات غير الموجودة في مصدر  Google. من عوارض هذا الأمر بطء عمل الهاتف الخلوي واستهلاك بطارية اكثر من اللزوم. ومن وسائل الحماية الحذر من الروابط المشبوهة والتي لم نتأكد من مصداقيتها. برامج عديدة ابتُكرت في العالم لحماية امن المعلومات، وكل مواطن يستخدم هذا التطبيق معرض للعدوى من خلال انتقال المعلومات من شبكة معينة الى الواتساب. ادارة الواتساب عمدت منذ اكثر من سنة الى تشفير المعلومات والاتصالات والبيانات التي يتم تداولها عبر الواتساب. المعلومات "المشفرة" اي المعلومات لا يمكن التجسس عليها، الا ان حكومات كثيرة في العالم اعترضت على هذه الخطوة معتبرة انها تعرقل مراقبتها للارهاب في العالم.

هذا الموضوع يستدعي درجة كبيرة من الوعي لدى المواطن من جهة والحكومات من جهة اخرى.  كل جهاز موصول بالشبكة الالكترونية معرّض للتجسس والاختراق. بالنسبة الى اﻟ Email يجب على كل مستخدميه ان يستخدموا برامج  وتطبيقات من مصدرها الاساسي وتحديثها. كذلك لا يجب الرد على اشخاص لا نعرفهم عبر الايميل خصوصا اذا رافقت الرسائل ملفات مرفقة او Attached Files . ومن الوارد ان يُسرق الايميل او ان تُنتحل شخصية وغالبا ما تكون هذه الشخصية من بيئة خارجة عن القانون الدولي وعمليّة كشفها معقّدة. وقد وقع عددٌ من الشركات بهذا الفخ ولجأوا الى المحكمة الا انه كان من الصعب اخذ حقوقهم خصوصا المالية منها. وفي السياق نفسه يخضع موظفو ositcom للتدريب ضد الفيروسات والإختراقات بهدف الحفاظ على المعلومات. اما فيما يتعلق بسرقة الفيسبوك فأشار العلية الى الحذرمن قبول طلب الصداقة من اشخاص لا نعرفهم معتبرًا انّ الفيسبوك لم يبتكر بهدف التعرف الى اشخاص جدد بل بهدف التواصل مع الأشخاص الذين نعرفهم. 

مؤخرًا، وقع بعض المرشحين للانتخابات النيابية ، بحسب العلية، "ضحية الفيسبوك، بحيث انهم "ركضوا على الفيسبوك" بطريقة غير واعية، خلقوا صفحات واوكلوا الى شركات متخصصة خلق هذه الصفحات بعدد من المتابعين الوهميين مقابل المال. هذا الأمر لا ينفعهم". وقال العلية: "البعض منهم سيصل الى المجلس، ادعوهم الى تشريعات تحدّ من المخاطر على شبكات الانترنت".  

للختام، يجب تحويل البنية التحتيّة الأمنيّة لدى كل مستخدم الى قاعدة معلومات متينة متكلة على جهاز مناعة وقاعدة غير قابلة للخرق من القراصنة. من المفيد : 

- تنصيب برنامج مناسب لمكافحة الفيروسات،وهي أهم خطوات الدفاع اللازمة لحماية الحاسب الشخصي من الفيروسات. 

- تحديث الجهاز أولا بأول لأن التحديثات الرسمية عادة ما تتضمن تحسينات، مثل تعزيز الأمن وتحسين الأداء. وعلاوة على ذلك، يساعد التحديث الجهاز على العمل بسلاسة.

عدم تحميل ملفات من مواقع إلكترونية غير موثوق بها. 

استخدام كلمة مرور معقدة.

تنصيب برنامج مضاد للملفات الخبيثة.

 - إزالة الملفات المؤقتة ففي كل تصفح للإنترنت، يعمل جهاز الكمبيوتر على تخزين معلومات التصفح لزيادة السرعة. فعلى سبيل المثال، يتم تخزين المعلومات عندما يتقدّم المستخدم بطلب شراء عبر الإنترنت، أو تستخدم بعض الخدمات المصرفية على الشبكة المعلوماتية. ولكن المستخدم قد لا يدري أنه قد تتعرض بياناته لهجوم فيروسي أو اختراق من القراصنة، ويفقد معلومات سرية لأنه لم يتخذ الإجراءات السليمة لحماية الجهاز. 

لما لا، فلتكن الاتجاهات في عالمنا الرقمي نحو مواقع معروفة بمستوى حمايتها ومشهورة لناحية البحوث العلمية والثقافية حتى نسبح في فضاء المعرفة لا في فضاء المستوى اللا اخلاقي.