11-04-2018
صحف
وحسب اوساط درزية متابعة، فان مختلف الاوساط تفاجأت بالهجوم العنيف للوزير طلال ارسلان على النائب وليد جنبلاط شخصياً، وتحميله مسؤولية ما آلت اليه اوضاع الطائفة الدرزية خدماتياً وانمائىاً وللتأكيد ان الملف الدرزي سيأخذ منذ الآن وصاعداً طابعاً مختلفاً بالمعنى الارسلاني وكل في طريقه، ونحن من مدرستين سياسيتين مختلفتين جذرياً.
وحسب المصادر الدرزية، فان الرد الجنبلاطي تجنب السجالات، لكنه جاء تهكميا عبر تغريدة جنبلاطية "لا داعي للدخول في مساجلة مع امير الوعظ والبلاغة والحكم... واتمنى له التوفيق مع هذه الكوكبة من الدرر السندسية.." وبعدها دخل رئىس تيار التوحيد العربي وئام وهاب على خط اسداء المواعظ لجنبلاط وارسلان والتذكير بالاجحاف اللاحق بالدروز وتحميلهما مسؤولية الغبن.
وحسب مصادر درزية، فان كبار مشايخ الطائفة الدرزية من لبنان وخارج لبنان تحركوا من اجل ترتيب الامور، وعدم زيادة الشرخ وتهدئة الاجواء حرصاً على مصالح ووضع الطائفة الدرزية في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، وتحديداً في سوريا. ويبدو ان الاتصالات فعلت فعلها للتبريد. وتضيف مصادر درزية، الانتخابات النيابية فجرت الاوضاع، كون النائب وليد جنبلاط يخوض معركة تثبيت زعامة نجله تيمور والفوز بكتلة نيابية وازنة والحفاظ على الدور، مقابل سعي النائب طلال ارسلان الى خوض المعركة لتحسين شروطه وحجمه من خلال كتلة نيابية بالتعاون مع التيار الوطني الحر، ومحو كل اثار الماضي وما ساد بأن نيابة ارسلان كانت هدية من جنبلاط عبر ترك المقعد الدرزي الثنائي شاغراً في عاليه، وما زاد في هذه المعركة نزول رئىس تيار التوحيد العربي وئام وهاب الى الواجهة عبر سعيه لتأكيد معادلته بأنه طرف درزي ثالث وتشكيل لائحة انتخابية.
وحسب المصادر الدرزية، فان القانون الانتخابي يسمح للنائب طلال ارسلان بالفوز بالمقعد النيابي دون منة من احد، ويخوض مع التيار الوطني والحر والحزب السوري القومي الاجتماعي معركة المقعد الرابع انطلاقاً من فوز التيار الوطني بمقعدين بالاضافة الى ارسلان، وبالتالي فان لائحة ارسلان تخوض المقعد الرابع، اما رئىس تيار التوحيد، فيصر على ان الحاصل الانتخابي بالنسبة للائحته مؤمن و"الخرق" شبه مؤكد في الشوف، وهذه حسابات وهاب.
وتتابع المصادر الدرزية، لذلك فان المعركة تجري بين 3 لوائح درزية لتحقيق المشاركة مع جنبلاط درزيا، فيما وهاب يخوضها للدخول بالمعادلة، واي تقدم لوهاب سيكون على حساب ارسلان، وهذا ما يزيد من حساسية المعركة.
وفي المعلومات، ان شعرة "معاوية" انقطعت بين جنبلاط وارسلان بعد اقدام جنبلاط على ترشيح النائب السابق فيصل الصايغ في بيروت، علما ان الصايع كان مستشاراً سابقاً لارسلان وتم تعيينه محافظاً للجنوب من حصة ارسلان، وانقلبت الايام واستطاع جنبلاط اخذ الصايغ الى صفه ورشحه في الانتخابيات النيابية بعد استشهاد الرئىس رفيق الحريري، وفاز الصايغ على حساب مقعد ارسلان. واعتبر ارسلان أن تصرف الصايغ يوم ذاك فيه نوع من عدم "الوفاء" وانقطعت العلاقة كلياً بين ارسلان والصايغ، وبمجرد قيام جنبلاط بترشيح الصايغ في بيروت اعتبر ارسلان ان الامر موجه شخصياً ضده، واصدر عدة بيانات عنيفة في هذا الشأن، جعلت من جنبلاط يتمسك بالصايغ، وهنا بدأت اجواء التوتر.
وحسب المعلومات، طرح ارسلان هواجسه من ترشيح الصايغ على حلفائه، وتفهم حزب الله الموقف جداً، لكن الرئىس نبيه بري ابلغ ارسلان بالحرف الواحد "اعطيت وعداً لجنبلاط بدعم فيصل الصايغ في بيروت ولن اتراجع مهما كلف الامر، ولائحتنا في بيروت الثانية ستترك المقعد الدرزي شاغرآً كرمى "لعيون" جنبلاط".
وحسب المعلومات الدرزية، استاء ارسلان كثيراً من جنبلاط والحلفاء ووصل اعتراضه ترشيح وسام شروق في لائحة تحالف المستقبل ـ التيار الوطني الحر في مرجعيون ـ حاصبيا، رغم الامتعاض الشديد للحلفاء، لان لارسلان قوة تجييرية درزية في حاصبيا تصل الى 5 الاف صوت، ومن خلال هذه الاصوات قد تحصل لائحة الحريري على الحاصل الانتخابي والخرق بالمقعد السني والارثوذكسي على حساب لائحة حزب الله ـ امل، مع استحالة نجاح شروق على حساب انور الخليل، علماً أن الرئىس سعد الحريري سيجول على منطقة مرجعيون ـ حاصبيا نهار الجمعة، وتتردد معلومات انه قد يزور النائب طلال ارسلان في السرايا الشهابية في حاصبيا، لكن معلومات اخرى تؤكد ان ارسلان لن يكون في حاصبيا الجمعة ولن يرافق الحريري لان ذلك قد يؤدي الى قطيعة كاملة بين بري وارسلان في ظل حساسية المنطقة ودور حزب الله والرئىس بري فيها.
اما رئىس تيارالتوحيد العربي وئام وهاب، فأعلن بوضوح خياراته، وانه يقف عند كل ما يطلبه منه الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله. وفي المعلومات، ان الوزير ارسلان حاول تبديد كل هذه الاجواء، في احتفال اعلان اللائحة في عاليه، مؤكداً على خياراته الثابتة متوجهاً بالقول للسيد نصرالله "نحن لا نخون يا سماحة السيد ولا نبدل تحالفاتنا، كنا مع سوريا وسنبقى وكنا مع حزب الله وسنبقى".
وفي المعلومات ايضاً، ان الرئىس سعد الحريري قام شخصياً بترتيب العلاقة مع ارسلان في مرجعيون ـ حاصبيا، وهناك من يقول من العارفين لارسلان "ان الحريري افرج عن اموال صندوق المهجرين للجبل واخذ حصة لعكار وطريق الجديدة وهذا ما نفاه ارسلان".
وحسب المصادر الدرزية، فان الوضع الدرزي ما قبل انتخابات 2018 شيء، وبعد الـ 2018 شيء آخر، مع الحفاظ على وحدة الصف الدرزي وعدم حصول ضربة كف، لكن التباعد السياسي سيزداد حدة بين جنبلاط وارسلان، خصوصاً ان ارسلان يعتبر ان خياراته السياسية انتصرت وصمد الرئىس بشار الاسد وسينعكس ذلك على لبنان، لكن الطامة الكبرى تبقى اذا حصلت المفاجأة وخرق وهاب درزياً. وهذا سيشكل البداية لمعادلة جديدة رسمت في الصف الدرزي، وسيحدث زلزالا كبيراً. وهذا ما يخشاه جنبلاط وارسلان، لكن حماوة المعركة جعلت كل طرف يفتش عن حصته وحجمه.
وحسب المعلومات، فان الاوضاع في الجبل تبدلت كلياً، وهناك معادلة جديدة ترسم في الجبل لاول مرة عبر معادلة درزية ـ مسيحية، فالتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحزب الكتآئب والاحرار والمستقلون المسيحيون يخوضون انتخابات الجبل لاول مرة بهذه الحماوة وبشعارات سياسية، وهذا ما يعطي رونقاً سياسياً جديداً للحياة السياسية في الجبل. والمسيحيون في الجبل باتوا يتحكمون بتسمية نوابهم لاول مرة منذ 1991، وبالتالي هم شركاء. علماً أن دائرة جبل لبنان الجنوبي لها ميزة معينة، فهي تضم كل الطوائف اللبنانية وتمثل صورة لبنان، فهناك الدورز والمسيحيون والسنة والشيعة بنسبة اقل لكنهم باتوا فاعلين باللعبة الانتخابية وصوتهم التفضيلي حاسم. لكن اللافت ان انتخابات السبعينات كان يخوضها الشهيد كمال جنبلاط بشعارات عروبية ـ ناصرية ضد زعامة كميل شمعون وارتباطاته بالغرب، وكان كميل شمعون متحالف مع الامير مجيد ارسلان والد طلال ارسلان.
اما الآن، فان النائب وليد جنبلاط متحالفاً مع القوات اللبنانية والمستقبل. طلال ارسلان حلفه مع 8 آذار وسوريا. ما حصل في الايام الماضية اعاد السخونة الى الملف الدرزي بعد برودة لـ 8 سنوات، وجاء تصريح ارسلان الناري مجحفاً بحق النائب وليد جنبلاط. وحسب مصادر درزية، فانه لا يمكن لاي درزي ووطني ان ينكر ما فعله وليد جنبلاط للدروز في اصعب ظرف تاريخي واجهوه منذ وجودهم على الساحل اللبناني دفاعاً عن الثغور الاسلامية والعربية منذ ايام الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور، فجنبلاط قاد الطائفة الدرزية وواجه الاسرائىلي واتفاق 17 ايار، ودمرت قرى الجبل دفاعاً عن العروبة وفتح طريق بيروت ـ دمشق ووصول المقاومين الى الجنوب وانتصر الدروز وصححوا الظلم التاريخي الذي لحق بهم منذ ايام بشير الشهابي. وكل هذه المرحلة التاريخية قادها وليد جنبلاط. وامن مصالح جميع الدروز دون استثناء وحماهم، ولولا هذا الصمود لجنبلاط لكان التاريخ ذكر بأحرف قليلة " كان يوجد في جبل لبنان جماعة يلقبون بالدروز"، لان الحرب يوم ذاك كانت حرب مصير حقيقي، وتبديل الهوية العربية للدروز، واقامة كانتتون درزي رفضه وليد جنبلاط جذرياً وكاد ان يخسر حياته، حتى ان النائب وليد جنبلاط ما زال يستثمر درزياً من خلال انتصارات حرب الجبل، كما ان مواقف ارسلان الوطنية والعربية ساهمت في تجنب الدروز مشاكل كبيرة بعد 7 ايار.
وحسب الاوساط الدرزية، الخلاف الاخير خلاف انتخابي بامتياز، ستكون تداعياته كبيرة، فجنبلاط مستاء جداً من تحالف ارسلان مع التيار الوطني الحر ورفضه عروضات جنبلاط بالانضمام الى اللائحة مع مروان ابو فاضل. وارسلان يريد معادلة جديدة وبأنه لاعب على الساحة الدرزية دون منة من احد، ووهاب يقاتل ليثبت مقولته بانه طرف ثالث. وبعد 6 ايار سيكون هناك كلام آخر عبر نتائج الانتخابات النيابية، لكن "هاجس" جنبلاط يبقى من دور "التيار الوطني الحر" واصراره الشديد على خوض مواجهة مع جنبلاط في عقر داره دون اي اعتبارات لاوضاع الجبل وتركيبته وصراعاته، "فعندما كان الجبل يشهد استقراراً، كان لبنان كله ينعم بالاستقرار، وعندما يتراجع الاستقرار يهتز لبنان كله".
أخبار ذات صلة
محليات
جنبلاط عن الدعم العشوائيّ؟!؟
مقالات مختارة
رسائل جنبلاط إلى “جمهور المقاومة وحلف الأقليات”
أبرز الأخبار