مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

سيدنا عودة وقيامة لبنان

10-04-2018

مقالات مختارة

راجح الخوري

راجح الخوري

لشدة صدقه وحرصه على الحق والحق يحرركم، يأتي كلام سيدنا الياس عودة دائماً صوت الكنيسة في رعيتها، وضمير وجع الرعية في رجائها النهائي الإيماني المطلق، وهكذا في كل عيد وخصوصاً في فصح القيامة إستمعت الى صوته على رجاء الخلاص من الفريسيين الذين وضعوا لبنان على خشبة وما أكثرهم؟

عشية الإنتخابات تكتسب عظته عمقاً وبعداً وأهمية، خصوصاً لأن الشوك على هامة لبنان والخل في أفواه اللبنانيين والحِراب في خواصرهم، فالى أين أنتم ذاهبون غداً ولمن أنتم مقترعون في السادس من أيار المقبل؟

تعالوا الى عظة المستقيم الرأي تأملوا جيداً وقرروا جيداً، وتذكروا تماماً ما يقول وما تعانون. نعم نحن نعيش وضعاً صعباً يئنّ فيه الناس ويجدون صعوبة في تأمين كل متطلبات الحياة الكريمة لأبنائهم، ونعم يشكو الشعب اللبناني من الوضع الإقتصادي المتردي ومن الفوضى والفساد وإهدار المال العام وتقصير الدولة في الحد الأدنى من واجباتها الطبيعية لو إستحقت فعلاً ان تكون دولة!

نعم من المؤلم ان يسابق الجلاد الضحية على الشكوى وأن يطغى صوت الظالم على صوت المظلوم، وأن يُستمَع الى شكوى المعتدي وتهمل شكاوى المعتدى عليهم والذين يتم الإفتئات على حقوقهم الطبيعية المهضومة والمُداسة، أوليس هذا ما يقوله سيدنا كسوط هادر في كنيسة الوطن الذي يدّنّسونه، عندما يقول إنه بألم يستمع الى أنين أبنائه وشكواهم، وأنه يعلم حدود غضبهم، لكنه يسمع في الوقت عينه شكوى السياسيين من الوضع القائم الذي هو من صنع إيديهم ونتيجة تقصيرهم وإنغماس معظمهم في حامولة الفساد والخراب والسمسرات والسرقات، التي تجعل من الوضع الراهن كارثة تتفاقم يوماً بعد يوم ولا من يعي أو يخاف الله!

نعم لقد يئس الشعب من التراشق العشوائي بالإتهامات والمقايضات والصراعات والحوارات الفارغة، نعم لقد يئس اللبنانيون من هذا الدوي من الإتهامات المخيفة ولم نرَ مجلس النواب يحرّك ساكناً أو يفتح تحقيقاً لغير التعمية واللفلفة، ويحاسب واحداً، ولو واحداً، من المسؤولين عن الفساد والإفساد وما أكثرهم يا سيدنا؟

ولكن كيف للنائب صاحب التكليف العام من الناس ان يشرّع ويراقب التنفيذ، عندما يكون هو المنفّذ أصلاً، كيف له ان يحاسب نفسه الاّمارة بالربح والزلع والبلع، وكيف يا سيدنا للمجلس ان يحاسب المجلس، وخصوصاً بعدما جاء علينا حين من الدهر السيئ لم يعد فيه معارضات ترفع الصوت، والدليل الأبرز هذه الخريطة من التحالفات الإنتخابية الظرفية الإنتقائية، التي تضمر الحصول على حصة مما تبقى من الهيكل العظمي الذي نسميه دولة مشرّعة للنهب؟

ولعل الأدهى ان تنحدر ثقافة التمثيل العام فتصبح النيابة باب ترزّق وفرصة نهش، ولهذا نصرخ مع سيدنا عودة: لا تُبهركم الشعارات إختاروا النزاهة والأخلاق وتذكروا ماضٍياً نظيفاً يَعِدُ بمستقبل صادق.

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما