20-03-2018
محليات
احمد عياش
احمد عياش
على المستوى الامني، بدا لافتا التحذير الروسي المتكرر هذه الايام من مغبة ضربة أميركية تستهدف دمشق بالتزامن مع معلومات ديبلوماسية خاصة بـ”النهار” من ان مواقع إيرانية في لبنان تتمثل بمصانع لانتاج الصواريخ هي في دائرة الاستهداف الاميركي المحتمل. ففي التحذيرات الروسية ما قاله وزير الخارجية سيرغي لافروف حول تصريح أدلت به السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي في شأن إستعداد واشنطن لـ “قصف دمشق”، فوصف لافروف هذا التصريح بأنه “بيان غير مسؤول إطلاقاً”. أما رئيس غرفة العمليات في هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي، فقال ان الولايات المتحدة الاميركية تحضّر لتوجيه ضربات ضد أهداف تابعة للنظام السوري بصواريخ مجنّحة من أساطيلها البحرية في المنطقة.
في موازاة هذه المواقف المعلنة في روسيا، أفادت مصادر ديبلوماسية أن هناك ستة مصانع أسلحة أنشأتها إيران في لبنان ستكون على لائحة الاهداف لأي عمل عسكري أميركي محتمل. ورجحت أن تكون الاسابيع القليلة المقبلة لا سيما في شهر نيسان المقبل فترة ملائمة لتنفيذ ضربات ضد هذه المصانع؟
السؤال الكبير الذي يتردد الآن على مختلف الصعد في لبنان هو: ما هي النتائج التي ستنعكس على لبنان في حال صحّت هذه التوقعات العسكرية في سوريا ولبنان؟ وبالتالي ما هو تأثير هذا الحدث إذا ما وقع على مجرى الامور في لبنان والمتصل بورشة المؤتمرات الدولية المستمرة دعما للبنان وعلى الانتخابات النيابية التي ستجري في 6 أيار المقبل؟
في الجواب عن الشطر المتعلق بالمؤتمرات التي بدأت في منتصف الشهر الجاري في العاصمة الايطالية وخصص أولها لدعم الجيش والقوى الامنية اللبنانية، تقول مصادر مواكبة لـ “النهار” ان ورشة مهمة مستمرة تحضيراً لمؤتمر سيدر 1 في باريس بدء من الاثنين هذا الاسبوع في السرايا بإجتماع موسع لديبلوماسيين ومسؤولين يمثلون 50 دولة ومنظمة عالمية، على ان يليه الاربعاء إقرار ورقة لبنان في مجلس الوزراء بعدما جرت مناقشتها لدى كل مكونات الحكومة في الاسابيع الماضية. وفي 26 آذار الجاري يشارك وفد لبناني يتقدمه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في مؤتمر تحضيري في العاصمة الفرنسية يناقش فيه مسؤولو الخمسين دولة ومنظمة عالمية ما جرى تحضيره لمؤتمر 6 نيسان المقبل في صورة نهائية.
أما الشطر المتعلق بالانتخابات، فتنقسم التقديرات ما بين إحتمال ان يتم إرجاؤها في حال وقوع ضربة عسكرية ضد المنشآت الايرانية في لبنان والتي تتكهن اوساط إعلامية ان يكون مسرحها سهل البقاع، وبين إحتمال ان تبقى في موعدها وسط إصرار دولي على إجرائها مهما تكن الظروف إنطلاقاً من أهميتها لتجديد الثقة الخارجية بالمؤسسات اللبنانية. ويبدو أن التفاؤل في شأن حصول هذا الاستحقاق أكثر رجحانا من التشاؤم حياله.وفي هذا الصدد تقول الجهات المتفائلة ان ردة الفعل على ضربة أميركية محتملة ضد النظام السوري أو المنشآت العسكرية الايرانية في لبنان لن تتعدى الاستنكار الكلامي بسبب إستحالة الرد الميداني ضد مصدر النيران الذي هو دولة عظمى.
ما يرجح الحسابات الباردة التي ستحمي لبنان بلا ريب ما ورد في مقال على موقع “روسيا اليوم” الالكتروني نقلاً عن صحيفة “سفوبودنايا بريسا” وفيه ان الاميركيين “سيوجهون ضربة الى دمشق بصرف النظر عن تهديد موسكو بالرد”. أما مستشار الشؤون الدولية لرئيس مجلس الشورى الاسلامي في إيران حسين أمير عبد اللهيان، فقال في حديث صحافي نشر في طهران ان هناك “إختلافاً في وجهات النظر بين طهران وموسكو في ما يخص العلاقات بينها وبين الكيان الاسرائيلي”. وبناء على ما سبق، فإن المحللين لا يستبعدون ان تطل نظرية “الرد في الزمان والمكان المناسبين” في التعامل مع المستجدات، مع الاشارة الى ان ما صدر عن موسكو من تحذيرات من مغبة توجيه الاميركيين ضربات عسكرية لحليفهم السوري لم تبرزه وسائل الاعلام الايرانية وحلفائها في لبنان.
هل بالامكان إستعارة شعار “الخرزة الزرقاء” الانتخابي الذي طرحه تيار “المستقبل” بالقول ان هناك مثل هذه الخرزة دولياً تحمي لبنان في هذه الاسابيع التي تتميّز بخطورتها على هذا البلد؟ ما يتوافر من معطيات يرجح وجود هذه الحماية ولنقل انها كامنة في خرزة!
أخبار ذات صلة
عالميات
اسرائيل ردت على ايران..
أبرز الأخبار