تماما كما "قوى السلطة"، تتطلع القوى المناوئة للنهج السياسي السائد إلى الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 6 أيار، بوصفها فرصة لضخ بعض التغيير في عروق الحياة السياسية اللبنانية.
وفي السياق، يشاطر حزب الوطنيين الأحرار والوزير السابق أشرف ريفي حزب الكتائب إصراره على خوض منازلات أيار من تموضعه المعارض للسلطة القائمة، وإن كان هذا الخيار يتيح لكثيرين الكلام عن خسائر انتخابية ستصيب الأطراف الثلاثة في حال التمسك بمواقفهم، بغض النظر عن بعض "الضرورات الانتخابية" التي قد تبيح محظورات سياسية.
في هذا الاطار، تلفت مصادر سياسية مطلعة عبر "المركزية" إلى أن القانون الانتخابي الجديد يحمل بين طياته حسابات خلقت تموضعات انتخابية قد تأتي على حساب تحالفات تقليدية طبعت حقبات سياسية طويلة. وتدرج المصادر في هذا السياق، الخلاف ذا الطابع الانتخابي الذي شهدته دائرة الشوف- عاليه (13 مقعدا: 5 موارنة، 4 دروز، 2 سنة، 1 روم كاثوليك، 1 روم أرثوذكس) بين حزب الوطنيين الأحرار والقوات اللبنانية، التي لم تمد النائب دوري شمعون بجرعة دعم، وفضلت التحالف مع الثنائي الاشتراكي- المستقبل، حيث أيد الاشتراكيون الوزير السابق ناجي البستاني، وهو اسم سبق أن أثار حفيظة معراب والسوديكو على السواء.
وتشير المصادر إلى أن الأمر عينه ينطبق على الكتائب والاشتراكي لأن الحزبين افترقا انتخابيا بعدما التقيا "كهربائيا". وهنا لا يغيب عن بال كثيرين البعد التاريخي في العلاقة على خط بكفيا- المختارة الذي أرسته المساهمة الكبيرة للرئيس أمين الجميل، من جهة ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في مصالحة الجبل عام 2001، وهو ما حاول الصديقان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، والمرشح تيمور وليد جنبلاط الحفاظ عليه، قبل أن يطيح جهودهما التقاء الثلاثي القوات- المستقبل- الاشتراكي، في خيار ترفضه الصيفي (كما السوديكو) باعتباره تحالفا مع أركان الحكم والحكومة.
أمام هذه الصورة، قرر الحزبان المعارضان شبك أيديهما في منطقة الشوف- عاليه، حيث يسجلان حضورا شعبيا وتاريخيا مهما، التحالف، وخوض الانتخابات بلائحة مشتركة يعملان على استكمالها، على أن ينضم إليهما أيضا الوزير السابق أشرف ريفي. علما أن الأخير- المعارض الشرس لخيارات الرئيس سعد الحريري- يستعد لخوض الاستحقاق النيابي في أكبر المعاقل الزرقاء على الاطلاق، أي دائرتي عكار، وطرابلس-المنية- الضنية. ويندرج في هذا السياق لقاءان عقدهما شمعون مع النائب سامي الجميل واللواء ريفي في اليومين الماضيين.
وتعليقا على الاجتماعين، أوضح أمين الداخلية في حزب الوطنيين الأحرار ريمون مرهج لـ "المركزية" أن "حزب الوطنيين الأحرار يشكل، مع الكتائب والوزير السابق أشرف ريفي رأس حربة المعارضة في لبنان، ومسؤوليتنا تكمن في أن نقدم للمواطنين ما يمكن اعتباره الخيار البديل"، مشيرا إلى أن" مع المستقلين والكتائب واللواء ريفي سنخوض المعركة سويا حيث نستطيع".
وفي ما يخص العلاقات مع القوات، لفت إلى أن "الجميع يعرف أن بيننا وبين القوات اختلاف في وجهات النظر منذ انفراط عقد تحالف 14 آذار، وهو يأتي معطوفا على الخيارات السياسية التي اتخذتها القوات ولم يوافق عليها النائب دوري شمعون، وانسجاما مع تموضعنا في خانة المعارضة، هناك بعض الأمور التي لا نستطيع الاتفاق عليها في الملف الانتخابي، أحدها ترشيح الوزير السابق ناجي البستاني في دائرة الشوف- عاليه، إلا أن هذا لا يعني أن الخصام التام قائم بيننا.