06-03-2018
محليات
وكان المستقبل أعلن عن ترشيح النائبة بهية الحريري عن دائرة صيدا جنوبي البلاد، وبناء على منطق الربح والخسارة فإن النتيجة لن تكون في صالح السنيورة في حال ترشح عن نفس الدائرة.
وأعلن السنيورة، الذي سبق وتولى رئاسة الوزراء الاثنين، عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية. وقال خلال مؤتمر صحافي بمقر مجلس النواب في العاصمة بيروت، إن “قراري لا يعني انفصالا عن تيار المستقبل الذي أنتمي إليه، وأنا مستمر في الإسهام في تعزيز كل جهد يمكن أن يبذل لأجل الإصلاح والنهوض واستعادة الدولة اعتبارها وهيبتها”.
وقال “فشلنا في وضع حدّ للسلاح غير الشرعي لا سيما بعد تحرك حزب الله المسلّح في بيروت”، لافتا إلى أنه “كان اتفق مع الرئيس رفيق الحريري قبل استشهاده على أن يترك العمل الوزاري للعودة إلى العمل في القطاع الخاص”.
وقبل يوم من إعلان قراره الذي سبق ولمح إليه مقربون منه، استقبل السنيورة في منزله الرئيس سعد الحريري، الذي حاول إقناعه بأهمية مشاركته في الاستحقاق الانتخابي الذي يعد مصيريا في ظل وجود مخاوف من حصول الثنائية الشيعية الممثلة في حزب الله وحركة أمل على الأغلبية النيابية.
واعتبرت زيارة الحريري للسنيورة، والتي أتت مباشرة بعد عودته من السعودية التي تؤكد مصادر مقربة منه أنها كانت جد إيجابية، خطوة في سياق إعادة ترتيب البيت المستقبلي وشد العصب بين أركانه، تمهيدا لمواجهة التحديات المتمثلة في الانتخابات التي ستجرى في مايو والأهم ما بعدها.
وعقب اللقاء الذي جمع بين الرجلين قال رئيس الوزراء إن “السنيورة ركن أساسي بالنسبة إلينا وتمنيت أن يمضي في ترشحه”، مشيرا إلى “أننا سنكمل مسيرة الرئيس الراحل الحريري معا كما كنا سوّيا من قبل”.
وبدت العلاقة بين الحريري وبين عدد من قيادات المستقبل وبينهم السنيورة فاترة في الفترة الماضية، ما سمح لبعض الجهات المناوئة للتيار بالترويج لجملة من الشائعات بغرض شق الصف المستقبلي كالقول إن السنيورة هو أحد الأطراف التي خذلت الحريري في أزمة استقالته، وأن الأخير قرر السير في خيار عزله وإقصائه سياسيا من خلال عدم ترشحيه لدائرة صيدا. ولم تتوقف ماكينة الشائعات حتى عندما طلب الحريري من السنيورة الترشح، حيث تم التسويق إلى أن رئيس كتلة المستقبل خذل مجددا رئيس الوزراء برفض العرض وأنه مصرّ على السباحة عكس التيار الأزرق.
ويقول مقربون من السنيورة إن الأخير هو أحد أعمدة المستقبل، ورغم اختلاف وجهات النظر حيال بعض المسائل بينه وبين الحريري إلا أنه ماض قدما في العمل في صفوف التيار.
حسم رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة قراره بعدم الترشح للانتخابات النيابية المقررة في مايو المقبل، رغم محاولة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إقناعه بالمشاركة، ويرى مراقبون أن قرار السنيورة كان متوقعا، إلا أن ذلك لا يعني أنه بصدد مغادرة التيار مثلما يشاع.
وكان لرئيس الوزراء الأسبق، بحكم شخصيته الصارمة، بعض التحفظات على سياسات سعد الحريري خلال السنوات الثلاث الأخيرة على غرار الموقف من سياسة ربط النزاع مع حزب الله التي استثمرها الأخير للاستمرار في أجندته بعيدا عن أي ضغوط داخلية.
كما لم يكن السنيورة راضيا عن دعم المستقبل لحليف الرئيس السوري بشار الأسد سليمان فرنجية في إحدى محطات البحث عن تسوية للفراغ الرئاسي الذي دام أكثر من عامين وأخيرا وليس آخرا بدا رئيس كتلة المستقبل غير مقتنع بالتسوية السياسية التي أفضت إلى تولي ميشال عون حليف حزب الله رئاسة الجمهورية.
ويرى مراقبون أن الاختلافات هي حالة طبيعية داخل كل تيار أو حزب سياسي، وأن ذلك لا يعني بالمطلق أن الأخير يفكر في الابتعاد عن المستقبل خاصة وأن المرحلة تقتضي التكتل لمواجهة مساعي حزب الله إلى السيطرة على مفاصل القرار في لبنان.
وترأس السنيورة الحكومة اللبنانية بعد اغتيال رفيق الحريري، في 14 فبراير 2005، واستمر رئيسا للحكومة حتى انتخابات 2009.
وحاول حزب الله إسقاط حكومته آنذاك وبقي محاصرا في السراي الحكومي، حتى مايو 2008 عندما وقّع القادة اللبنانيون اتفاق الدوحة الذي أعطى حزب الله وحلفاءه الثلث المعطّل.
وترشح السنيورة عن أحد المقاعد السنية في دائرة صيدا، وفاز عندما كان القانون الانتخابي أكثري، أي قانون 1960.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار