02-03-2018
محليات
وشدد الجسر في حديث إلى صحيفة “الشرق الأوسط”، على أن “الزمن الذي كان فيه “المستقبل” يوزع المقاعد على الحلفاء والأصدقاء انتهى”، مشيراً إلى أن “مشروع 14 آذار” الذي حقق إنجازات، وأرسى توازناً على المستوى السيادي، لم ينته، وهناك قوى – أولها “المستقبل”- تعتبر أن استمرار هذا المشروع أكثر من ضرورة”.
ورحّب بزيارة الوفد السعودي إلى لبنان، التي “تبدد كل ما يقال عن ضبابية في علاقات البلدين الشقيقين”.
وقال الجسر، إن “تيار المستقبل يضع اللمسات الأخيرة على لوائحه الإنتخابية في كلّ لبنان، وهذه اللوائح ستكون صافية للتيار في أغلب الدوائر، وسيكون مبدأ التحالف مستبعداً، إلا إذا كانت هناك مصلحة تقضي بمبادلة في مكانٍ ما”، ولم يستبعد تحالفاً مع “التيار الوطني الحر” في دائرة الشمال الأولى (عكار)، لأنه “له حضوره، ولنا حضورنا أيضاً، وقد يكون هناك تبادل بيننا على بعض المقاعد”.
وفي غياب أي مؤشر على تفاهم انتخابي مع حلفاء الأمس، مثل حزب “القوات اللبنانية”، شدد الجسر على أن “العلاقة مع “القوات” قوية ثابتة، وهناك تلاقٍ معهم في دوائر عدة، فإذا توصلنا في الأيام القليلة المقبلة إلى تفاهم معين، يجب أن يكون التفاهم متوازناً بين الطرفين”، معتبراً أن القانون الإنتخابي الجديد لا يفتح الباب على تفاهمات واسعة، وأضاف: “أعتقد أن مصلحة جميع الأطراف في ألا تتحالف مع بعضها بعضاً، لأن النظام النسبي سيفقد الكتل الكبيرة بعض المقاعد، بخلاف النظام الأكثري الذي كانت الأحزاب الكبرى تحصد فيه كل المقاعد أو أغلبها”، مشيراً إلى أن “المعادلة القديمة التي كانت تحتّم على “المستقبل” توزيع المقاعد على الحلفاء والأصدقاء انتهت، ولن نفعلها في هذه الانتخابات”.
وتجمع كلّ استطلاعات الرأي على أن “المستقبل” سيكون الخاسر الأكبر مع القانون الجديد، ما يجعله يفتقد أكثر من ثلث كتلته النيابية الحالية (33 نائباً)، وهذا ما أقرّ به النائب سمير الجسر ، الذي رأى أنه “من الطبيعي أن يخسر تيار “المستقبل” عدداً من المقاعد لأنه القوّة السياسية الكبرى في البلد، لكن ما يسري علينا سيسري على قوى وأحزاب أخرى أيضاً”، نافياً أن يكون تياره قد تخلى عن حلفائه الأساسيين، لكنه ذكّر بأن “القانون الإنتخابي القائم على النسبية فرض على كلّ حزب أن يخوض المعركة لوحده ليثبت مدى قوته الشعبية، وهذا من مصلحة الجميع، علماً بأن التحالفات على العناوين السيادية ما زالت قائمة، والجميع متمسّك بها”.
ولم يخف الجسر، وهو وزير العدل الأسبق ، أن “التسوية السياسية التي أفضت إلى انتخاب رئيس للجمهورية (ميشال عون)، وتشكيل حكومة بعد سنوات من الفراغ، ألحقت تصدعاً بفريق (14 آذار)، لأن بعضاً من هذا الفريق كان يعارض هذه التسوية، غير أن هذا لا يعني أن مشروع (14 آذار) الذي يمثّل تطلعات غالبية اللبنانيين انتهى”.
وقال إن “هناك الكثير من القوى، ومنها تيار “المستقبل” تعتبر أن استمرار نهج “14 آذار” أكثر من ضرورة، وهو سيستمر لأنه حقق الكثير من الإنجازات السياسية والسيادية للبنان، وأرسى توازناً مقبولاً على المستوى السيادي”، متمنياً “إعادة هيكلة 14 آذار” بعد الإنتخابات النيابية ، لاستكمال مشروعها القائم على ثوابت بناء الدولة، وتكريس سلطتها وسيادتها التي يحميها الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الشرعية.
ولا يخفي كثيرون أن التسوية السياسية أنتجت استقراراً مقبولاً على المستوى الداخلي، في ظلّ الحرائق المحيطة بلبنان، وجدد الجسر تأكيده أن “الاستقرار الأمني الذي ينعم به لبنان هو نتيجة للاستقرار السياسي، والعكس بالعكس”.
ورأى أنه “لا تنمية ولا تقدم إلا بالاستقرار السياسي والأمني الذي سيكون عنواناً لمؤتمرات الدعم الخارجية التي ستعقد سواء في إيطاليا (مؤتمر روما 2.. لدعم الجيش والقوى الأمنية) أو في باريس (مؤتمر باريس 4)، الذي سيكون له دور كبير في إعادة بناء وتطوير البنى التحتية وتوسعتها، خصوصاً أن معظم الدول لديها رغبة في دعم لبنان الذي يتحمّل أعباء النزوح السوري”.
ولفت إلى أن “كل الأطراف السياسية ترحب بهذا المؤتمر “باريس 4″ لأنه يعيد تحريك العملية الاقتصادية، وإن كان البعض متضرراً من هذا المؤتمر الذي يفرض إصلاحات ضرورية لا تناسبه”.
وأثنى الجسر على زيارة الوفد السعودي إلى لبنان، واعتبر أنها “بادرة طيبة تبدد كل الكلام الذي قيل عن ضبابية تسود العلاقات اللبنانية السعودية”، معتبراً أن “التواصل يصب في مصلحة البلدين الشقيقين، خصوصاً أن لبنان يحفظ للمملكة وقوفها الدائم إلى جانبه في كلّ المراحل الصعبة، كما يحفظ لها دعمها المستمر للمؤسسات الشرعية اللبنانية منذ عقود طويلة”.
ورداً على سؤال حول أهمية زيارة الرئيس سعد الحريري إلى الرياض وانعكاساتها على شعبية الوزير السابق أشرف ريفي وحظوظه الانتخابية، اكتفى الجسر بالقول: “الزيارة أتت تلبية لدعوة رسمية بصفته رئيساً للحكومة اللبنانية، وهي تدحض كل الأقاويل التي زرعت وبثت بقصد النيل من صورة وقوة الرئيس الحريري التي تتمثل في جزء كبير منها بعلاقاته الدولية والإقليمية. وألطف ما يقال عن هذه الأقاويل إنها (أوهام)، والزيارة تؤثر على مصداقية مطلقي الأقاويل”.