28-02-2018
محليات
ومما قاله السيد نصرالله: “كل عنوان المعركة الانتخابية المقبلة عند الأميركان وعند بعض القوى السياسية وعند آخرين، أن العين هي بالتحديد على “حزب الله” في هذه الإنتخابات، ولأن دائرة بعلبك – الهرمل تعني لـ”حزب الله” ما تعني، و”حزب الله” يعني لها ما يعني، يريدون أن يعطوا جهدا خاصا لهذه الدائرة”.
أضاف: ” في مكان ما لا يحتاج الأمر إلى اختراع بطولات وهمية، يوجد بعض الناس يقولون نحن سنخرق ببعلبك الهرمل. ولكن في القانون النسبي أي لائحة تحصل على الحاصل الانتخابي ستأخذ نائبا وهذا الأمر طبيعي وهذا ليس خرقا ومن الآن أنا أقولها. دائرة بعلبك الهرمل هي من بين الدوائر القليلة التي ستكون محط الأنظار”…
إن تقصد نصرالله الحديث عن دائرة بعلبك – الهرمل ، يعود إلى أن منافسي الحزب من قوى حزبية وسياسية وعائلية ورموز من المجتمع المدني، يسعون إلى تجميع صفوفهم في لائحة واحدة، على غرار ما فعلوه في الإنتخابات البلدية في بعلبك، واستطاعوا نيل أكثر من 45% من الأصوات، ما يعني أنهم إذا تمكنوا من حصد أقل من تلك النسبة بقليل، يستطيعون خرق لائحة “الثنائي الشيعي” بمقعدين أو أكثر.
وهناك عامل آخر قد يلعب دوره، هو التململ الذي لقيه اختيار الحزب بعض مرشحيه متجاوزا تمثيل العائلات التقليدية، إضافة إلى الإحتجاج الذي تسبب به اختياره مرشحين من خارج مناطقهم، مثل المرشح الشيعي في دائرة كسروان ـ جبيل، وهذا قد يدفع إلى تعدد اللوائح وبالتالي تشتيت الأصوات، لا سيما التفضيلية منها. هذا بينما يثق مرشحو الحزب بقدرته على إدارة توزيع الأصوات التفضيلية.
ويذهب بعض الأوساط إلى تشبيه اضطرار الحزب إلى تبني ترشيح بعض الأسماء، بأنهم “ثقالات” عليه وعلى غيره. وقد يسهل ذلك لفئة من المقترعين أن يعرضوا عن تأييد لوائح درجت العادة أن يصوتوا لها لأسباب تتعلق بالانتماء المذهبي والسياسي.
يمكن الاستنتاج أن خطاب السيد نصرالله كان موجها لبيئة الحزب، سعيا لامتصاص حالة التململ المتصاعدة، وعلم أن الرئيس نبيه بري خصص أخيرا اجتماعا لقيادات حركة “أمل” في البقاع للتأكيد على ضرورة التحشيد لمصلحة مرشح الحركة الوزير غازي زعيتر في مواجهة أي خرق محتمل في هذه الدائرة.
ولذلك، فإن نصرالله سيكثر من إطلالاته التلفزيونية وخطاباته لاستدراك ما يمكن أن يخفض من نسبة المقترعين للوائحه، ولتعويض التململ بشد عصب الجمهور الشيعي إلى جانبه.
أبرز الأخبار