26-02-2018
محليات
ويجري العمل داخل كل فريق من أجل معالجة هذه التداعيات واحتواء حالة استياء واعتراض شملت أكثر من دائرة انتخابية احتجاجا على أسماء بعض المرشحين.
1 ـ لعل النقمة الكبرى سجلت في قضاء جبيل الذي يشكل مع قضاء كسروان دائرة انتخابية واحدة خُصص لها مقعد شيعي واحد من أصل 8 مقاعد، ما أعطاه رمزية وأهمية، خصوصا أن عدد الناخبين الشيعة المسجلين في الدائرة يبلغ 18 ألفا مقابل 143 ألف ماروني.
فاختيار حزب الله مرشحا حزبيا من خارج المنطقة وبالتحديد من منطقة البقاع وهو حسين زعيتر، أثار اعتراضا كبيرا في صفوف عائلات جبيل الشيعية التي كانت تتنافس فيما بينها لحث الحزب على اعتماد أحد أبنائها.
وقد دفع الامر ببعض أبناء جبيل الى التلويح بترشيح شخصية تنافس مرشح حزب الله من خلال لائحة مضادة للائحة التي سيشكلها تحالف التيار الوطني الحر ـ حزب الله.
وبحسب مصدر مطلع عن كثب على ترشيحات الثنائي الشيعي، فإن اختيار حسين زعيتر كان بمنزلة مخرج للأزمة التي تعاظمت في الفترة الماضية في جبيل مع إصرار كل عائلة على ترشيح أحد أبنائها، لافتا إلى أن «الانزعاج الحالي من قبل الأهالي ليس مرده الاسم، إنما سببه مبدأ اختيار شخصية من خارج الدائرة ما اعتبروه انتقاصا من قدراتهم وفعاليتهم».
مصادر قريبة من حزب الله تقول إن الضجة التي أثيرت حول رفض بعض أبناء جبيل لترشيح الشيخ حسين زعيتر (من منطقة الهرمل) عن المقعد الشيعي في جبيل محدودة فقط من جانب منافسين في المنطقة.
كما أن زعيتر هو من الفاعلين جدا في جبيل وقراها وهو يتمتع بتأييد أغلبية الشيعة في المنطقة، وهو مسؤول منذ 13 عاما لما يسمى بالمنطقة الخامسة في الحزب، أي جبيل وكسروان، وهو شخصية موزونة ومتدين ومن عائلة زعيتر الموجودة فيها حتى لو كان من خارجها ويتمتع باحترام واسع من أبنائها.
2 ـ ينسحب الاستياء «الجبيلي» على دائرة البقاع الغربي ـ راشيا، حيث قررت قيادة حركة «أمل» ترشيح محمد نصرالله ابن الجنوب اللبناني عن المقعد الشيعي الوحيد في الدائرة، ما خلق اعتراضات واحتجاجات على عدم اعتماد إحدى الشخصيات الشيعية من الدائرة نفسها، إلا أنها اعتراضات بقيت، بحسب مصادر معنية، «قابلة للاستيعاب والتخطي خلال الأسابيع المقبلة، بخلاف ما هي عليه الحالة في جبيل».
كما تتعالى أصوات معترضة على ترشيح أنور جمعة عن المقعد الشيعي في زحلة كونه لا يتمتع بحضور جدي في القضاء وهو يقيم مع عائلته في دمشق.
3 ـ لم تقتصر الاعتراضات على تسمية مرشحين عن دوائر هم ليسوا بالأصل منها، بل سجلت احتجاجات على عدم تمثيل مدن محددة كمدينة صور، في ترشيحات الثنائي الشيعي.
وتشير مصادر الى أنه لدورة انتخابية ثانية يسمي الثنائي الشيعي نوابه الأربعة من قضاء صور، من دون أن يسمي بينهم أيا من أبناء عائلات المدينة نفسها.
وعليه استذكر أبناء هذه المدينة المقدرون بنحو 60 ألف نسمة آخر النواب المحسوبين بالكامل من عائلاتها هو النائب الراحل علي الخليل الذي بقي يمثلها منذ انتخابات 1972 حتى مقتله في حادث سير في العام 2004.
ووفق هذه المصادر ان حزب الله سمى م.حسين جشي من بلدة جويا عن هذا المقعد لعدة أسباب ومنها أن لهذه العائلة أفضالا وتضحيات كبيرة للحزب، لاسيما أن أحد أبنائها تولى بجدارة إعادة إعمار ما تهدم من الضاحية الجنوبية إثر حرب يوليو عام 2006، إذ ترأس «مؤسسة وعد»، كما أن بلدة الاغتراب الناجح جويا بغالبية عائلاتها قد محضت باكرا ولاءها المطلق للحزب وخطه، وهي التي استعصت على سواه.
أما عند حركة «أمل» التي رشحت الوزيرة عناية عز الدين (من بلدة شحور) لأحد المقاعد الأربعة بناء على جملة حسابات، فإن ذلك يقطع الطريق على عدد من الحركيين الراغبين في أخذ دورهم، ويحول دون استشراء حساسيات داخلية.
أبرز الأخبار