مباشر

عاجل

راديو اينوما

عن حامل الورد وطفل الضوء في عيده

05-11-2025

مقالات مختارة

أنطوان العويط

 

ها أنتَ تكملُ دورتكَ الثامنة، وما زلتَ في عينيَّ أوّلَ نغمةٍ تعلّمتها النسمات من موسيقى الوجود. يا حاملَ الورد يا طفلَ الضوء، يا حفيدي. يا مرآةَ براءة الزمن الأوّل التي استعادتني من غبار السنين، وكأنّ عمري يعيد ترتيب بداياته في محيّاك، وكأنّ الدهر انحنى ليقدّمَ لي هديّةً اسمُها بيتر.
وها أنا، ويداي قاصرتان، عاجزٌ عن أن أمنحك في عيدك ما يليقُ ببهائك، فأكتفي بأن أراكَ أميري على عرش القلب، وسيّدي في عالم الروح، ومولاي في مقام النور. أكثيرٌ عليّ أن أتنفّسك فرحًا يملأ المدى، وأرعاك في الفؤاد كما يُحفَظ الشعاعُ في بزوغٍ لا يغيب؟
معك يا بيتر، تَغدو أيّامي، أنا الجَدُّ، فجرًا ثانيًا، يا نُقطةَ النقاءِ في معجمِ الدم، يا سليلَ الدهشةِ التي تمشي على الأرض.
فيكَ حِكمةُ الذين وُلدوا من صفاءِ عباءةِ السماء، وكأنّك معرفةٌ تتفتّح في ربيعٍ لا يشيخ. وفيك حدسُ الندى حين يُقبّل جبينَ الزهرِ قبل الشروق، وذكاءُ من أدركَ المعنى قبل أن يتعلّمَ الحروف، وفهمَ أنّ الجوهر ليس في اللغة بل في النور.
تسألُ عن الأشياء كما يسألُ الشعرُ عن ذاته، وتنصتُ إلى أسرارِ الكونِ كأنّك وريثُ القصيدةِ البكر، وتُصغي إلى الله في خفقانِ العصافير، وتقرأُ في موجِ البحرِ وصايا الريح. فكيف لي أن أجاريك؟
العائلةُ لك وطنٌ صغير، تحبّها كما يعشقُ الغيمُ قممَ الجبال، وتتعلّقُ بها كصلاةٍ لا تُنسى. كأنّك خُلِقتَ لتذكّرنا بأنّ الحبَّ هو الناموسُ الأوّل، وأنّ البيوتَ لا تُزهِرُ إلّا إذا مرَّ اللهُ على عتبتها وقال كونوا حُبًّا.
فيا وعدَ الغدِ الجميل، يا نجمَ الطفولةِ الذي لا يخبو، ابقَ كما أنتَ، طفلًا من نورٍ يحملنا معه إلى فردوسِ العائلة، حيثُ الحنانُ دينٌ، والحبُّ صلاةٌ لا تنتهي.

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.