مباشر

عاجل

راديو اينوما

رسالة مفتوحة إلى لاوون الرابع عشر

03-11-2025

مقالات مختارة

عقل العويط

عقل العويط

عقل العويط

طبعًا هناك طريقٌ ثالث في لبنان. ودائمًا هناك طريقٌ ثالث. ليس للبنان فحسب، بل حيث يكون ثمّة جدارٌ مسدود، وحيث "يستحيل" الخروج من الدائرة الجهنّمية المغلقة.


هذا ما قلته لنفسي، وأردّده علنًا، جوابًا عن سؤال مضنٍ يتعلّق بكيفيّة الخروج من المأزق التاريخيّ الذي يكتنف دولة لبنان المحتلّة، ولا سيّما وهي تواجه اليوم، أي الآن، إحدى أخطر أزماتها الوجوديّة، حيث تتقرّر مصائر الخرائط والجغرافيات والكيانات في الشرق الأوسط، وتتقرّر معها أقدار الشعوب على أرض الوقائع الشرقيّة المؤلمة.
إنّها لمراراتٌ عظمى ومآلاتٌ مأسويّة، هذه المرارات العظمى والمآلات المأسويّة التي انتهت إليها في لبنان، الدولةُ المطرودة من ذاتها منذ عقود، والمسروقة من ذاتها، والممنوعة من استعادة ذاتها.
لا تنفصل هذه المرارات والمآلات عن الإبادة العلنيّة المتواصلة للشعب الفلسطينيّ منذ أكثر من خمسة وسبعين عامًا، مشفوعةً بحروب عبثيّة، آخرها "حروب الإسناد" قبل عامين، عقب "طوفان الأقصى"، والتي تعالجها بلامبالاةٍ مطلقةٍ أممُ المال والتشيّؤ والسلاح، المخصيّة والبلهاء، السائرة بخطى عاجلة ومتهوّرة نحو مستقبلٍ بشريٍّ منعدم الأنسنة، بل معادٍ لها.
طبعًا هناك طريقٌ ثالث. ودائمًا هناك طريقٌ ثالث. 
لكنْ أين هو هذا الطريق الثالث، أين هو، وكيف نصل إليه؟ 
ها هو الطريق الثالث، ها هو. وإنّه يُرى بالعين المجرّدة، مثلما يُرى بالقلب والعقل.
أنْ نرتضي جميعنا في لبنان أنْ لا نعود "ساحة" بعد الآن، لأيٍّ كان. وأنْ نكون دولة!
لكنّ العلّة أنّنا نحن الجماعات اللبنانيّة، ربّما لا نريد أنْ نرى الطريق، ولا أنْ نسعى وراءه. والأدهى أنّنا قد لا نكون أهلًا لهذا الطريق، ولا من طينته، ولا نحمل المزايا التي تخوّلنا الانشغال به، والعمل في سبيله، والوصول إليه. 
كيف يتحقّق هذا الطريق الثالث (هل هو مستحيل؟)؟
أنْ يقرّر "العالم" بالتوازي والتزامن، أنْ يستثني لبنان من لعبة الأمم، وهذا ما لا مفرّ من حصوله، على أنْ يمثّل ذلك شرطًا مطلقًا، وبالتوافق، ودون قيدٍ وشرطٍ وتحفّظ. 
كيف؟ 
بأنْ توضع اليد الأمميّة سلميًّا على لبنان في مرحلةٍ محدّدة وانتقاليّة (لا على طريقة الاحتلال والانتداب والوصاية)، فيُحيَّد تحييدًا نهائيًّا عمّا يعتريه من أعطاب الداخل، وعمّا يعتري الجوار الإقليميّ من قضايا ومسائل مستعصية، وعمّا يعصف بهذا الجوار من مطامع ومصالح.
وكيف؟
وأيضًا، بالتوازي والتزامن، بأنْ نرتضي سلميًّا وعمليًّا "الخروج" من تهويماتنا وهلوساتنا وتخريفاتنا وأحزابنا وأمرائنا وميليشياتنا وفئويّاتنا وعنصريّاتنا وذاتويّاتنا وأنويّاتنا إلى الدولة (من دون أنْ يعني ذلك في أيّ حال، التخلّي عن الخصوصيّات، أو طمسها بالقوّة، أو قمعها، أو كبتها، أو التنكّر لها).
وكيف؟
وأيضًا، وبالتوازي والتزامن، بأنْ "نخرج" – وخصوصًا بريادة القوى الثالثيّة التغييريّة والمستقلّة - إلى الدولة التي ترحب بالكلّ، وتتّسع للكلّ، وبالتساوي، وبالعدل، والقانون، والإنصاف.
وآنذاك، أي بعدذاك، نكون في الطريق إلى "الطريق الثالث"، الذي لا هو طريق المذاهب والطوائف، ولا هو طريق الاستيلاء، ولا هو طريق الغلبة، ولا هو طريق القوّة، ولا هو طريق السلاح، ولا هو طريق الائتمار بأيّ خارج.
الطريق الثالث صعب؟ مستحيل؟
نعم، صعب وربّما مستحيل. لكن لا بديل منه، للبنان، إذا أريد للبنان أنْ يكون مختبرًا إنسانيًّا للأنسنة، فينوجد، ويبقى.
على أنْ تتحقّق الخطوة الأولى بإعلانٍ أمميٍّ توافقيّ قابلٍ للتطبيق السلميّ الفوريّ، بتحييد لبنان ووضع اليد عليه بسلاسة وعقلنة وعدالة ومساواة، بالتوازي مع زيارة لاوون الرابع عشر، كإشارةٍ لا بدّ منها على طريق تحقيق مشروع "لبنان الوطن الرسالة"، الذي قال به أسقف روما يوحنّا بولس الثاني في أحد الأيّام من أيّار 1997 خلال زيارته التاريخيّة للوطن الموعود.

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.