10-08-2025
محليات
|
نداء الوطن
ما زالت مفاعيل ما حصل مع الجيش اللبناني في وادي مجدل زون – زبقين أثناء تفكيكه مخلفات حربية في إحدى المنشآت العسكرية، مدار نقاش واسع. الصورة لم تتّضح بعد، والمشهد لا يزال غامضًا، فيما المؤكد أن الجيش اللبناني نعى ستة شهداء من عناصره، بالإضافة إلى عدد من الجرحى. في المعطيات الأولية، أكد مصدر مطلع لـ”نداء الوطن” أن هناك عدة فرضيات مطروحة حول ما جرى، لكنه استبعد فرضية الخطأ البشري أثناء تفكيك الذخائر، مشددًا على أن فوج الهندسة – وحدة النبطية يتمتع بكفاءة عالية، ولم يُعرف عنه ارتكاب أخطاء مماثلة في المهمات السابقة. وتتابع المصادر: “المؤهل أول (الاسم لم يُذكر) تحديدًا، يُعد من أبرز عناصر الفوج، ويملك خبرة واسعة في التعامل مع الذخائر، ما يجعل فرضية الإهمال أو الخطأ الفني غير واقعية في هذه الحالة”. التحقيقات التي بدأها الجيش ما زالت مستمرة، وسط دعوات لكشف الحقيقة سريعًا، خاصة مع حساسية التوقيت وخطورة الموقع، وما يرافق الحادثة من تساؤلات أمنية وسياسية. وتؤكد مصادر مطلعة أن الرقيب أول عباس سلهب، الذي استُشهد في تفجير وادي زبقين، معروف بكفاءته العالية وبراعته في فوج الهندسة، وقد نفذ سابقًا مهام تفكيك أكثر تعقيدًا، ما يجعل فرضية الخطأ البشري من قِبل العناصر مستبعدة تمامًا. المنشأة التي وقعت فيها الكارثة تقع في عمق وادي زبقين – مجدل زون، وكان الجيش اللبناني قد دخلها مرارًا خلال الأيام الماضية، بعد أن تسلمها من “حزب الله”، ويعمل على تفكيكها منذ أيام. ووفق المصادر، فإنّها ليست المرّة الأولى التي يدخل فيها عناصر فوج الهندسة إلى هذه المنشأة. التحقيقات التي بدأها الجيش اللبناني ستُبيّن حقيقة ما جرى، لكن الثابت حتى اللحظة أن ما حصل يُعد تطورًا خطيرًا في سياق الصراع الدائر جنوبًا، ويضع علامات استفهام كبيرة حول توقيته وظروفه الأمنية. وجاء التفجير بعد أقل من ٤٨ ساعة على نشر الكتيبة الفرنسية في قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) صورة للمنشأة في وادي زبقين، والتي تضمّ، بحسب بيان اليونيفيل، صواريخ وأسلحة وذخائر وأنفاقًا. المفارقة أن الكتيبة الفرنسية كانت قد دخلت الموقع من دون أي مؤازرة من الجيش اللبناني، وهو أمر نادر في حالات مماثلة، ما أثار تساؤلات عدة، خاصة بعد وقوع الانفجار الذي أودى بحياة عنصر من فوج الهندسة خلال عمله على تفكيك المنشأة. ليس الأول… ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها فوج الهندسة في الجيش اللبناني لتفجير أو انفجار ذخائر تودي بحياة عناصره. فقبل أشهر، وقع انفجار مماثل أثناء نقل ذخائر إلى حقل تفجير على طريق بريقع، ما أدى إلى استشهاد عدد من العسكريين. وتشدد بعض المصادر على أن “من المستحيل أن يُبقي عناصر الهندسة الصواعق داخل الذخائر أثناء نقلها، فهذا خطأ لا يمكن أن يقع فيه محترفون بهذا المستوى”، معتبرة أن ما حصل يومها كان تفجيرًا مقصودًا عن بُعد، والسيناريو نفسه يُرجّح في حادثة زبقين الأخيرة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الاحتمال الأكبر هو أن يكون الجيش الإسرائيلي خلف العملية. من ناحية أخرى، أكد مصدر أمني لـ”بيروت تايم” أن الذخيرة التي انفجرت كانت مفخخة. والمصدر أوضح أن “حزب الله” هو من قام بتفخيخها، مرجحًا أن يكون الهدف من ذلك منع الجنود الإسرائيليين من الوصول إليها، لكنه حمّل الحزب المسؤولية لعدم إبلاغ قيادة الجيش بالأمر، ما كان من شأنه تجنّب وقوع المجزرة. وقد باشر الجيش اللبناني تحقيقاته لكشف ملابسات الانفجار، وسط تأكيدات من مصادر عسكرية أن “جميع الفرضيات قيد الدراسة، ولا شيء محسومًا حتى صدور نتائج التحقيقات”. في المحصلة، ما حصل يُعد تطورًا بالغ الخطورة، لا سيما في الظرف الأمني والسياسي الحساس الذي تمرّ به البلاد. وتضيف المصادر: “توقيت الانفجار ليس بريئًا، ويأتي في سياق محاولات زعزعة الاستقرار الداخلي، في ظل تشنجات كبيرة تشهدها الساحة اللبنانية.”
أخبار ذات صلة
محليات
هذ هو الحل لسلاح الحزب
مقالات مختارة
السِّلاحُ إلى العَلَنِ في لَحظَةِ القَرارِ اللُّبنانِيِّ
أبرز الأخبار