19-05-2025
محليات
|
اينوما
في قلب جبيل التاريخي، أُقيمت أمسية لا تُنسى تكريمًا لرجلٍ كانت حياته وما زالت شهادةً على التفاني والصمود. في جوّ دافئ مشبع بالعاطفة والفخر، نُظّمت مراسم تكريم الأب سليم دكاش اليسوعي، رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت (اليسوعية)، من قبل المجلس الثقافي في جبيل، بمناسبة مرور خمسين عامًا على رسامته الكهنوتية. وقد تزامنت هذه المناسبة مع الاحتفال بالذكرى الـ150 لتأسيس الجامعة التي يقودها بشغف وتصميم.
شكّلت هذه اللحظة الرسمية مناسبة لتقدير مسيرة استثنائية في خدمة الكنيسة، والمعرفة، والتعليم، والمواطنة، والمجتمع. فرغم التحديات الكبرى، من جائحة كورونا، إلى انفجار مرفأ بيروت، مرورًا بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وصولاً إلى الحرب، استطاع الأب دكاش أن يحافظ على التميّز الأكاديمي في اليسوعية، جاعلًا منها حصنًا للمقاومة الفكرية والمواطنة والأخلاق.
عمله مستند إلى التزام عميق بالقيم اليسوعية: الصرامة، والخدمة، والحوار، والإنسانية، والعدالة. وقد عزز إشعاع الجامعة في العالم الفرنكوفوني وما بعده، مع بقائه قريبًا من الطلاب والأساتذة وكل من يحملون أملًا بلبنان أفضل وحوكمة متجددة. فالتزامه بالتميّز الأكاديمي وخدمة المجتمع يجسّد المبادئ اليسوعية، مما يجعل من اليسوعية منارة للأمل والمعرفة.
خلال الحفل، ألقى عدد من الشخصيات كلمات تكريمية تشيد بمسيرته والتزامه الاستثنائي:
• السيد توفيق صفير، رئيس المجلس الثقافي في جبيل،
• المطران ميشال عون، راعي أبرشية جبيل المارونية،
• النائب زياد حواط،
• السفير خليل كرم، رئيس الرابطة المارونية،
• الدكتورة لارا كرم بستاني، الرئيسة السابقة لجامعة الحكمة،
• والنائب نعمة فرام.
أجمع المتحدثون، بكل تأثر وإعجاب، على أنّ “الأب دكاش ليس مجرد ركيزة من ركائز مجتمعنا، بل هو مصدر لا ينضب من الإلهام، ومرشد حكيم يرافقنا ويحفّزنا كل يوم. إنه يجسّد القوة الهادئة ويدافع بشغف عن قيم لبنان السيّد، ودولة القانون، ويعزز العدالة والسلام والوحدة. لقد غيّر التزامه التعليمي والتربوي أجيالاً من الطلاب، غارسًا فيهم ليس فقط العلم، بل أيضًا القيم المواطنية ورؤية إنسانية عميقة مبنية على الاحترام، والتضامن، والنزاهة.”
ثم ألقى الأب سليم دكاش كلمة مؤثرة، عبّر فيها عن شكره العميق لمنظّمي هذا التكريم. وأكد بامتنان كبير أن “هذا اللقاء في جبيل، مدينة المعرفة والجذور، هو لحظة ثمينة تتناغم فيها الذكريات مع التاريخ والهوية، ومع أولئك الذين يشاركون الإيمان والانتماء والرجاء ذاته.” ورأى في هذه المناسبة “علامة امتنان للعناية الإلهية التي رافقته، كما رافقت لبنان، ودعوة للتأمل والوفاء للقيم الأساسية.”
وفي الختام، وجّه الاب دكاش تحية خاصة إلى المنظّمين، المجلس الثقافي في جبيل، جامعة القديس يوسف، الضيوف الحاضرين، وأفراد عائلته.
أدارت الحفل بحساسية وشاعرية الدكتورة رحاب الحلّو، مسؤولة اللجنة الأدبية في المجلس الثقافي في جبيل.
في لحظة الامتنان هذه، تم تكريم إرث الأب دكاش: باني الجسور بين الأجيال والطوائف والمعارف، ومرشد أمين وسط العواصف، ومربٍ إنساني بامتياز، في خدمة لبنان التعددي، الحر، المثقف، والراقي. كل كلمة قيلت في تلك الليلة كانت بمثابة إشادة برجل لا يزال يكرّس حياته لبناء الجسور وإنارة العقول.
الأب دكاش: درب من الوفاء، والإلهام، والخدمة.
وبينما نحتفل بخمسين عامًا من كهنوته، ننظر إلى المستقبل بأمل، مستلهمين من التزامه المستمر ومثاله في الإيمان والمعرفة والخدمة.
جامعة القديس يوسف في بيروت – USJ
مرصد الوظيفة العامة – USJ
رحاب الحلّو
ريما الحاج
كريستين أوميرا
-------------
الاب الذكتور سليم دكاش
الدكتورة لارا كرم بستاني
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار