14-02-2025
صحف
|
النهار
محطة 14 شباط لم تحجب خطورة تصاعد المؤشرات الإسرائيلية إلى تمديد ثالث وربما أكثر لبقاء قواتها في عدد من النقاط والمواقع الاستراتيجية على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، الأمر الذي جعل لبنان يرفض ذلك فوراً ويضغط بقوة على الولايات المتحدة الأميركية لدفعها إلى الزام إسرائيل الانسحاب في 18 شباط انسحاباً تاماً. وقد تصاعدت التحركات الديبلوماسية المتصلة بهذا الاستحقاق الداهم إذ أفادت معلومات أن وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو أجرى محادثات مع نظيره السعودي الشيخ فيصل بن فرحان آل سعود على هامش المؤتمر المنعقد في باريس حول سوريا، وناقش الوزيران الوضع في لبنان، وأشادا بتشكيل الحكومة الجديدة، وأكدا دعمهما الكامل لتنفيذ الإصلاحات التي تضمن استقرار البلاد وأمنها وازدهارها. وأكد بارو ضرورة احترام اتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى التزام فرنسا بهذا الشأن، بما في ذلك في إطار قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان، اليونيفيل.
كما أن ملف الانسحاب الإسرائيلي طرح في لقاء رئيس الحكومة نواف سلام مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت والمنسق المقيم للشؤون الإنسانية عمران ريزا، وفي لقاء سلام مع السفيرة الأميركية ليزا جونسون.
وأكد رئيس الجمهورية جوزف عون في لقائه مع نقابة الصحافة أن “أمامنا صعوبات سنعمل على تذليلها، وفي مقدمها الوضع في الجنوب لا سيما إنجاز الانسحاب الإسرائيلي في 18 شباط الجاري. ونحن نتابع الاتصالات لإلزام إسرائيل على الانسحاب، ونتواصل مع الدول المؤثرة لا سيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا للوصول الى الحل المناسب”. وأضاف: “نريد أن نستعيد ثقة الدول ونشجع على مجيء أشقائنا في الدول العربية ودول الخليج كي يستثمروا في لبنان. إن إعادة البناء والإنقاذ لا تكون بعمل فردي، لان يداً واحدة لا تصفق. المهم أن تصفو النوايا لأن هدفنا بناء دولة، واليوم الفرصة متاحة أمام الإصلاح”.
وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في دردشة صحافية أن الوفد الأميركي أبلغه “أن الإسرائيليين سينسحبون من القرى الجنوبية باستثناء خمس نقاط مع سبل الوصول إليها وأبلغتهم رفض لبنان هذا الأمر ورفضت الحديث مع الأميركيين عن أي مهلة للتمديد غير 18 شباط، وبقاء الإسرائيليين هو أول نكسة للحكومة”. وقال: “لا علاقة للأميركيين بموضوع السلاح شمال الليطاني وهذا شأن يناقش في استراتيجية دفاعية يدعو إليها رئيس الجمهورية”. وأضاف: “في حال بقي الإسرائيليون فالأيام بيننا وهذه مسؤولية الدولة اللبنانية”.
في غضون ذلك، أفادت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن “الولايات المتحدة لم تقرر بعد الموافقة أو رفض طلب إسرائيل تأجيل الانسحاب من جنوب لبنان”.
وفي هذا الإطار، قال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إنّ “إسرائيل ستحتفظ بخمس نقاط استراتيجية عالية داخل لبنان بعد انتهاء مهلة وقف إطلاق النار يوم الثلاثاء المقبل والتي تتطلب منها سحب جميع قواتها”. ولفت ديرمر، وهو أحد أقرب المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع وكالة بلومبرغ إلى أنّ “الجيش الإسرائيلي سيُعيد نشر هذه المواقع الخمسة حتى يُنفّذ لبنان التزاماته بموجب المعاهدة”. وفي معرض حديثه، رفض ديرمر الكشف عن الموعد المتوقّع لبقاء القوات الإسرائيلية في هذه المواقع، لكنّه أشار إلى أنّ “القوات الإسرائيلية لن تُسحب في الأمد القريب”. وقال إنّ “التزامات لبنان كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في تشرين الثاني لا تشمل فقط إبعاد “حزب الله” عن الحدود الشمالية لإسرائيل، بل تشمل أيضاً نزع سلاح حزب الله ومنعه من إعادة بناء قوته”.
وبحسب الوكالة، فإنّه “من المؤكد أن موقف الوسطاء الأميركيين بشأن خطط الحفاظ على التواجد العسكري الإسرائيلي في لبنان لا يزال قيد المناقشة”، في حين أكدت المبعوثة الخاصة لنائب الرئيس الأميركي مورغان أورتاغوس، خلال زيارتها بيروت، على الانسحاب الإسرائيلي في الموعد المحدّد في 18 شباط.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار