28-05-2024
أخبار
|
الحرة
وصف فلسطينيون في رفح أقصى جنوبي قطاع غزة، تفاصيل مأساوية لما أسفرت عنه الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مخيما للنازحين في غرب المدينة، في وقت متأخر من مساء الأحد، حيث قال أحدهم إن "الوجوه تآكلت واختفت الملامح تماما"، في إشارة إلى جثث القتلى الذين وصل عددهم إلى 45 شخصًا. وأشارت السلطات الصحية في غزة إلى مقتل 45 شخصا، من بينهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، بجانب 249 جريحا، وأغلب تلك الإصابات حروق بالغة لأشخاص بعضهم قُطعت أطرافهم، وفق الشهادات التي نقلتها وسائل إعلام غربية. وأعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين، أنه يحقق في "الملابسات التي أدت إلى مقتل مدنيين في منطقة الغارة"، مبديًا "أسفه عن مقتل أي مدني خلال القتال". ووصف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، الضربة بأنها "حادث مأسوي"، مشيرا إلى أن حكومته "تحقق فيه". فيما اعتبر متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، الثلاثاء، الغارة "خطيرة ومؤلمة"، مؤكدا على مباشرة التحقيق فيها. وقال آفي هايمان للصحفيين: "نحن نحقق في الحادثة.. إنها أمر خطير بالتأكيد، أي خسارة في الأرواح، في أرواح المدنيين، أمر خطير ومؤلم". وأضاف هايمان أن الغارة "استهدفت اثنين من نشطاء حماس مسؤولين عن العديد من الهجمات في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)". وأضاف: "لقد كان هذان الشخصان غارقين في الدم الإسرائيلي". فيما اتهمت السلطة الفلسطينية، الإثنين، إسرائيل، بارتكاب "مجزرة بشعة" باستهدافها مركزا للنازحين. وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان، إن "ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لهذه المجزرة البشعة هو تحدٍ لجميع قرارات الشرعية الدولية"، متهمة القوات الإسرائيلية بـ"استهداف.. خيام النازحين في رفح بشكل متعمد" وفق وكالة فرانس برس. "وجوه متآكلة" قال الشاب محمد الحيلة (35 عاما) لصحيفة واشنطن بوست الأميركية، إنه كان في طريقه لشراء بعض السلع، مساء الأحد، قبل أن يشاهد وميضا ضخما تبعته انفجارات متتالية ثم تصاعدت ألسنة اللهب. وتابع الرجل الذي نزح من وسط غزة إلى رفح، في اتصال هاتفي بالصحيفة: "شعرت وكأن جسدي يتجمد من الخوف"، قبل أن يركض ليبحث عن أقاربه. ووصف الوضع قائلا: "رأيت ألسنة اللهب تتصاعد، وجثثا متفحمة وأشخاصا يركضون في كل مكان وأصوات تعلو طلبا للمساعدة. كنا عاجزين عن إنقاذهم". وأوضح أيضًا أنه فقد 7 من أقاربه في الهجوم، كان أكبرهم يبلغ من العمر 70 عاما، بجانب 4 أطفال. وتابع: "لم نتمكن من التعرف عليهم حتى صباح اليوم بسبب جثثهم المتفحمة.. تآكلت الوجوه، واختفت الملامح تماماً". فيما نقلت وكالة "فرانس برس"، عن سيدة فلسطينية رفضت الكشف عن اسمها، قولها: "كنا قد انتهينا للتو من أداء صلاة العشاء. وكان أطفالنا نائمين.. فجأة سمعنا دوي صوت قوي وشب حريق حولنا. صرخ الأطفال. كان الضجيج يثير الرعب. وبدا وكأن الشظايا تعبر الغرف". "رائحة اللحم البشري" نشر الهلال الأحمر الفلسطيني، مقاطع فيديو، ظهرت فيها سيارات إسعاف تهرع إلى المكان الذي تعرض للقصف وترتفع منه ألسنة اللهب، وتنقل مصابين بينهم أطفال. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن أحد مستشفياتها الميدانية في رفح استقبل "سيلاً من الجرحى الذين يعانون من إصابات وحروق"، مضيفة أن "فرقنا تبذل قصارى جهدها لإنقاذ الأرواح". وفي حديثه لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أوضح الصحفي المستقل، عدلي أبو طه، أنه كان داخل مستشفى ميداني يديره الهلال الأحمر الإماراتي، وقال إن القتلى والجرحى بدأوا في الوصول إلى المستشفى بعد وقت قصير من سماعه دوي انفجارين اثنين. وشرح صاحب الـ 33 عاما: "وصل العديد من الجرحى دون طرف أو أكثر ومصابين بحروق بالغة.. وبات المستشفى مكتظا بشكل سريع". وحينما ذهب إلى المخيم صباح الإثنين، قال إن كل ما استطاع رؤيته هو "الدمار المقرون برائحة الدخان واللحم البشري المحترق"، مضيفًا أن بعض العائلات كانت تفكك خيامها وتستعد للبحث عن مكان آخر للاحتماء به. ولا يزال أحمد الرحل (30 عاما) يسمع أصوات الصراخ في أذنيه، حيث قال لصحيفة "واشنطن بوست" إنه وأسرته كانوا يستعدون للنوم حينما سمعوا انفجارات كبيرة هزت خيمتهم. وتابع أنه كان يمتلك طفاية حريق وذهب للمساعدة، وقال: "لم أكن أعلم كيف أساعد الناس وهم يحترقون"، مضيفًا أنه شاهد حوله "جثثا مقطعة وأخرى متفحمة وأطفال بلا رؤوس وجثث وكأنها ذابت". وأوضح أن أسطوانات الغاز المستخدمة في الطهي انفجرت بعدما التهمت النيران الخيام القماشية والبلاستيكية، موضحا: "رأيت بأم عيني شخصا يحترق ويطلب المساعدة ولم أتمكن من إنقاذ حياته". وتلقت الولايات المتحدة معلومات من مسؤولين في إسرائيل حول الغارة الإسرائيلية على مدينة رفح، التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى، بما في ذلك "السبب" وراء هذه الخسائر في أرواح المدنيين، وفق ما نقلته شبكة "إي بي سي" عن مسؤول أميركي. وأوضح المسؤول للشبكة الأميركية، الثلاثاء، أن "شظية أو شيء آخر" نتيجة الضربة، تسبب في إشعال خزان وقود، لافتا إلى أن "الخزان كان على مسافة 100 متر من موقع الضربة". وأضاف أن خزان الوقود "اشتعل وتسبب في الحريق الهائل"، الذي دمر خيام النازحين. "انتظار الموت" من جانبه، قال الشاب بلال السبتي (30 عاما)، إنه شاهد جثثا متفحمة بين الأنقاض في منطقة تل السلطان برفح، ورأى أشخاصا يصرخون وسط محاولات رجال الإطفاء إخماد النيران. وأوضح عامل البناء لصحيفة "نيويورك تايمز": "كانت النيران قوية للغاية وانتشرت في جميع أنحاء المخيم"، مشيرًا إلى أن شظايا الغارة مزقت الخيمة التي كان يقيم فيها مع زوجته وطفليه، لكن لم يصابوا بأذى. وتساءل: "ما نوع الخيمة التي يمكنها حمايتنا من الصواريخ والشظايا؟". فيما تحدث محمد أبو غانم (26 عاماً)، للصحيفة، وقال إنه و13 شخصاً آخرين كانوا يحتمون في خيمة، ويتساءلون إلى أين يذهبون. وتابع: "سمعت أن كل مكان يتعرض للقصف، وليس لدي نقود لدفع ثمن الشاحنات التي تقوم بإجلاء الناس"، مضيفاً: "ليس لدينا خيار آخر سوى البقاء هنا وانتظار الموت". وطالبت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إسرائيل، باتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين. وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي: "لإسرائيل الحق في ملاحقة حماس، وبلغنا أن هذه الغارة قتلت اثنين من كبار إرهابيي حماس المسؤولين عن هجمات ضد المدنيين الإسرائيليين". وتابع: "لكن كما أوضحنا، يجب على إسرائيل أن تتخذ كل التدابير الممكنة لحماية المدنيين"، وفق رويترز. وتسبب الهجوم الإسرائيلي في إدانات دولية واسعة، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإثنين، إن الغارة "قتلت عشرات المدنيين الأبرياء الذين كانوا يبحثون فقط عن مأوى يحميهم من هذا النزاع المميت". وأضاف في منشور على منصة إكس: "لا يوجد مكان آمن في غزة. يجب وضع حد لهذه الفظائع". وأدانت دول عربية على رأسها مصر والسعودية والأردن، الهجوم الإسرائيلي، وذلك بجانب الاتحاد الأوروبي ودول غربية مثل فرنسا. وبدأت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر تسبب بمقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية. واحتُجز خلال الهجوم 252 شخصا رهائن ونقلوا إلى غزة. وبعد هدنة في نوفمبر سمحت بالإفراج عن نحو مئة منهم، لا يزال نحو 121 رهينة في القطاع، بينهم 37 توفوا، حسب الجيش. وخلّف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة ردا على حماس ما لا يقل عن 36050 قتيلا، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة في القطاع. وتتزايد الضغوط على إسرائيل لوقف الحرب، بينما تحذر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في القطاع المحاصر، حيث لم تعد معظم المستشفيات تعمل
أخبار ذات صلة