05-05-2024
محليات
حضر الاحتفال من رجال الدين والشيخ أياد العبدالله والأب د. ميشال روحانا الأنطوني الذي أعدّ للمناسبة الصلاة التالية: "
باسم الآب والابن والروح القدس أتوجه إليك يا "مريم" متخشعاً كابن أمام أمه الحنون مصلياً:
باسم روح الله الذي خلقك امرأة مثالاً للطهر والبراءة والنقاوة والقداسة و"اصطفاك على نساء العالمين"؛
باسم روح الله الذي خضَّع الخلائق ملائكة وكواكب ونجوماً وعناصر لولادة المسيح ابنك، عيسى-يسوع، فاتحِ باب القيامة للناس أجمعين، الشهيد الأول للحب ومعطي المعنى لموت كل من مثله يُقدّم حياته فداءً عن حق الله في عباده، والحياة الحرّة الكريمة في إنسانه، والرحمة الفائقة للعدالة في حكمه؛
باسم روح الله الذي صيّرك ببتوليَّتِك وعفافِك وطاعتِك، بملء حريّتك، محوَرَ الأمومة في البشرية جمعاء. فالبشرية قبلك كانت من أمومة ترابية، أما معك وبعدك فباتت من أمومة إلهية،
قبلك خلَّفت النساء أولادهن للموت، أما معك وبعدك فبِتنَ يولّدنَهُنّ للحياة الأبدية.
قبلك استَعبدَ الرجال النساء تحت أسوأ الصفات، أما معك وبعدك فباتوا أمناء قائمين بالوكالة أمام الله للحفاظ على الأمومة والطفولة التي يلدن.
قبلك تكلم ملاك التمرّد مع حواء فخلّفت قايين الذي قتل أخاه، أما معك فبشَّر ملاك النور بالمخلّص فولدْتِ المسيح ليفتديَ الخطأةَ ويُعيدَ الحياةَ للعظْمِ الرميم ويُنبّهَ البشرَ بواسطة الأنبياء والمرسلين أجمعين إلى يوم الدين، يوم الحساب، رحمةً بهم.
قبلك كانت الجحيم عند أقدام الأمهات أما معك وبعدك فباتت الجنة عند أقدامهن.
فليكن يا مريم هذا النصب المُذكِّر ببشارة الملاك جبرائيل لك محطّة تُقرّر امامها كلُّ امرأة ماذا تريد لأمومتها أن تكون، أتخليفاً للعيشِ الماديِّ والموتِ سُدًى، أَمْ توليداً للتكاؤن الإنسانيِّ والأخوّةِ بين البشر وللحياة الأبدية؟آمين.
أما صلاة الشيخ العبدالله فكانت التالية:
باسم الله الرحمن الرحيم.
{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَافَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَاوَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} (التحريم).
مريم التي نذرت أمُّها أن تكون لله، فتقبلها ربها، واختلف الصالحون فيمن يكفلها وهي طفلة صغيرة فألقوا أقلامهم مقترعين فكانت من نصيب زكريا زوج أختها فنشأت على الصلاة والصلاح وطاعة الله، وكان الله يكرمها برزق مستمر عندها، وسألها زكريا عن مصدره وسط استغرابه فأجابت بأنه من عند الله، فدعا ربّه أن يرزقه غلامًا.
"فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًاحَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّاالْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰلَكِ هَٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُمَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) هُنَالِكَ دَعَازَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةًطَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38)} (آل عمران: 37- 38)
أللهم بحق مريم وأم مريم وابن مريم وبحق زكريا ويحيي ابن زكريا احفظ هذا الوطن واجعله آمنا مطمئنا مستقرا كما حفظت مريم وتكفلتها، وكما استجبت صلاة ودعاء مريم وزكريا اللهم استجبنا. أللهم آمين؛ أللهم آمين.
وكان الشيخ نزار رؤوف بو علي من مذهب الموحّدين الدروز قد كتب للأب روحانا، الذي دعاه إلى الاحتفال،تأمّله بالمناسبة، ومما أتى فيه: " هنا من لبنان... نشهدعلى فضيلة التسامح والوحدة بين البشر ، فالإيمان باللهيجمعنا جميعاً بغض النظر عن اختلاف الأديان ... ونذكرأن رسالة الأمل والمحبة التي جاءت في بشارة مريمتتجاوز الحدود الزمنية والمكانية وتتجلى في التضامنوالتعاون بين جميع البشر... في هذا اليوم، نسدل الستارعن تمثال بشارة مريم كرمز لوحدتنا في الإيمانوالإنسانية ، ولنبني جسور المحبة والتفاهم بين الثقافاتوالأديان، فهذا هو طريق السلام والتقدم لجميع البشر وصولا للتكاؤن المنشود ... الذي يعني أن قيمنا المشتركةتتجاوز الفوارق الدينية والثقافية... فلنعمل معًا من أجلبناء عالم يسوده السلام والعدل والمحبة ولنتحد كشعبواحد... لنصنع مستقبلًا أفضل لأجيالنا القادمة. تلك هي مسؤولية كل فرد منّا و التوفيق من الله عز و جل."
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار